معارض سوري أمام إيلاف عن حادث "كاميكاز بشار"
فتش عن المجلس الملي العلوي وعلي دوبا
نصر المجالي من لندن
: ظل السؤال حائرا منذ الخبر المختصر الذي أذاعته أجهزة الإعلام السورية ظهر الأربعاء، وهو هل نُحر اللواء غازي كنعان انتحر؟، فالحدث ليس عاديا نظرا لأهمية الرجل محور القضية، فليس الجواب يبدو هينا إلى حين،، والسؤال رافقته مطالب بالشروع بتحقيق دولي على غرار التحقيق الذي يقوده المحقق الألماني ميليتس في حادث اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، خاصة لارتباط الأمرين والظرفين والقضيتين ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر كون وزير الداخلية المنتحر كان ضمن قائمة الأشخاص الذين التقاهم ديليف ميليتس خلال زيارته الأخيرة للعاصمة السورية على أنه لم يوجه اتهاما لأي منهم.ففي حديث عبر الهاتف مع المعارض السوري الدكتور حسام الديري الأمين العام لتجمع الأحرار الوطني الديموقراطي وعضو اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري، طرح الديري سؤالا مهما ثم أجاب عليه سواء بسواء وهو قتل الوزير كنعان أم أنه انتحر؟، فقال "الحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن البال هي انه إذا مات الوزير اغتيالا بتدبير ما،، فإنني استطيع القول أنه لا الرئيس بشار الأسد ولا شقيقه ماهر ولا صهرهما آصف شوكت قادرين على اتخاذ قرار خطير مثل هذا".
وأضاف "قرار في مثل هذا الحجم متعلق بتصفية أحد أركان الحكم والرجال الأقوياء فيه لا يمكن أن يتخذه إلا المجلس الملي الأعلى للطائفة العلوية، وأكثر من هذا لا يمكن أن يتم اتخاذ القرار إلا بأمر وموافقة من علي دوبا الرجل الدموي ورئيس الاستخبارات السابق".
ولكن لماذا علي دوبا؟ يجيب وقال الدكتور الديري "هذا الرجل الدموي تظل عينه على النظام وحمايته من خارجه، صحيح أنه خرج من اللعبة الوظيفة والإدارية، لكنه ليس خارج القرار السياسي".
وردا على سؤال ما إذا كان يعتقد أن اللواء كنعان الذي حكم لبنان وقت الاحتلال السوري منذ العام 1982 حتى العام 2002 قتل أم أنه انتحر؟ قال أمين عم تجمع الأحرار الوطني الديموقراطي المعارض "لا بد من القول أولا أن الرجل لا ينتحر إلا لسبب إما أنه شجاع أوبطل، وإذا انتحر غازي كنعان فإنه بذلك يكون قدك نفسه ليكون بمثابة كاميكاز حكم بشار الأسد،، "في الإشارة إلى الطيارين اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية ضد الأسطول الأميركي"، أو لأسباب لا يعرفها إلا هو شخصيا وبعض أركان النظام".
وأضاف المعارض السوري "وإذا كان الأمر كذلك، فإنه من السخرية بمكان ان يتم الإعلان عن انتحاره في خبر لا يتجاوز ألـ 19 كلمة من جانب مجلس الوزراء السوري الذي كان الرجل يرهبه كونه الرجل تحت سقفه"، وقال "ولكن دعني أقول لك .. الانتحار لم يكن يمثل حال شجاعة في تاريخنا العربي والإسلامي وحتى قبل الإسلام، وإذا كان كذلك فهو حالة مستوردة وغريبة ولا تعني البتة الشجاعة".
وتابع المعارض الديري كلامه قائلا "وإذا كان محتمل أن يتم تبرير انتحار كنعان بأنه كان يعاني من اضطرابات نفسية، هنا تكن الكارثة الكبرى،، فتشخيص أية حالة نفسية لا يمكن أن تتم بيوم أو اثنين أو أسابيع أو سنين"وقال "وهذا يعني أن النظام في سورية يتحمل كل تبعات أفعال غازي كنعان الإجرامية طوال السنوات كلها سواء كان في سورية أو لبنان، حيث هي كانت تتم تحت سمع وبصر النظام وهو يدرك أن اللواء كنعان مضطرب نفسيا".
وقال "وهنا يمكن القول ان نظام بشار السد يثبت أمام العالم عجزه وفشله، إذ كيف لا يعرف أن وزيره القوي مضطرب نفسيا ويفسح له المجال بكل التصرفات التي ارتكبها ضد الشعبين السوري واللبناني قبل تسلمه منصبه، وبالتالي كيف يمكن تعيينه في هذا المنصب الوزاري الحساس؟".
ونبه الدكتور الديري إلى أنه مادام الرئيس بشار الأسد قال أنه لا يعرف كيف تم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "فإنه سيخرج للناس ثانية ليقول أنه أيضا لا يعرف كيف قتل غازي كنعان"، وتابع "وإذا فعلا كان لا يعرف، فهذا دليل قاطع ثان على أنه ليس رئيسا كفوا لقيادة الدولة السورية".
ولكن هل يعتقد المعارض الديري بأن نحر اللواء كنعان ضمن صفقة مع الولايات المتحدة لفك حبل المشنقة الملتف حول عنق النظام في سورية تضاف إلى سلة من الصفقات السرية التي تم الحديث عنها في الأوان الخير وان اللواء الراحل كان كبش فداء لإبقاء الروح في النظام لسنوات معدودات؟
يجيب الدكتور الديري "فقط لتبيان الحقيقة، أركان النظام في سورية يتحدثون عن عداء دائم ومصادمات مع واشنطن، ولكن دعني أقول لك أن غالبية أبناء هؤلاء يعيشون بأمان في الولايات المتحدة ويذهبون ويجيئون ويستثمرون بكل حرية مطلقة، حتى يعرب بن غازي كنعان يعيش في واشنطن، وكل استثماراته وأرصدته في بنوك أميركية، فإذا كانت الولايات المتحدة جادة في كلامها عن تجميد أرصدة اللواء الراحل كما كانت قررت في السابق، فلماذا لا تجمد أرصدة ابنه يعرب وهي تعرف كيف آن له تحصيلها وتعرف مصادرها أيضا".
تحدث الأمين العام لتجمع الأحرار الوطني الديموقراطي السوري عن المعارضة السورية في الخارج، مدافعا عنها وذلك في معرض رده عل سؤال يقول أن هذه المعارضة هشة ومتفرقة ولا ثقة فيها، فقال "تأكد أن المعارضة ليست ممزقة ولا مشتتة فالجميع متفق على تغيير سلمي ديموقراطي في سورية، مع التأكيد على مسألتي الوطنية والمواطنة، بعيدا عن الطائفية والعرقية والمذهبية،، فالدين لله والوطن للجميع".
وفي الأخير، رد على سؤال حول ما تقوله الولايات المتحدة من أن حركة الإخوان المسلمين هي الحركة المعارضة الوحيدة على الساحة السورية داخليا وخارجيا، فقال"ذات حركة الإخوان المسلمين تدرك لا بل تعترف أنها لا تستطيع تحقيق أكثر من 20 بالمائة من الأصوات فيما لو جرت انتخابات حرة ديموقراطية في سورية،، واي كلام عن قوتها وأنها الحركة الوحيدة القادرة، كلام مردود جملة وتفصيلا".
التعليقات