القاهرة ترحب بدوره شريطة تفويض الأمم المتحدة
سكرتير ناتو يبحث في مصر دور الحلف بالمنطقة

نبيل شرف الدين من القاهرة: نفى ياب دي هوب شيفر سكرتير حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تكون زيارته الحالية إلى مصر تستهدف التدخل في أي من القضايا السياسية التي تموج بها المنطقة، موضحاً أن حلف (الناتو) يحترم خصوصية كل دولة, وانه لم يأت لفرض شئ على أي بلد، وإنما للتعرف ومن اجل مزيد من الحوار والتعاون الفعال .

تأتي هذه التصريحات التي أدلى بها شيفر في القاهرة وسط أنباء عن قيامه بطرح تصورات الحلف لدوره في المنطقة في الفترة المقبلة على صعيد عملية السلام، لجهة المساهمة في دعم أي اتفاق فلسطيني - إسرائيلي، بما في ذلك إمكان إيجاد قوات من دول الحلف لحفظ السلام وفرض احترامه، وكذلك على صعيد جهود دعم القدرات العسكرية العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار إلى جانب تنشيط الحوار بين الحلف والدول المتوسطية وبينها مصر.

كما نفى سكرتير حلف (الناتو) قيامه بأي دور مباشر في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لحل النزاع, قائلاً "إن المجموعة الرباعية هي المعنية بهذا الشأن، لكن ما يقوم به الحلف هو بناء المشاركة والثقة، وايجاد سبل ووسائل للتعاون لكي يفهم بعضنا الاخر بصورة افضل ولنقاوم معاً الإرهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل, بغية ترسيخ الاستقرار ليس فقط في المنطقة، بل في مناطق كثيرة مثل افغانستان التي يسهم الحلف في بناء الأمن والاستقرار بها، وأضاف إنني هنا لكي امثل الناتو الذي يتغير والذي ينوي تحمل مسئوليات خارج نطاق الناتو نفسه مشيرا إلى ان الناتو يساند ايضا الاتحاد الافريقي لنقل قوات إلى دارفور والمساعدة كذلك مثل ماحدث بعد زلزال باكستان المدمر, وكل ذلك يتم مع التأكيد على الاحترام المتبادل".

ترحيب مصري

وتصريحات سكرتير (الناتو) عقب اجتماعه مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري، الذي صرح عقب اللقاء بأن محادثاتهما تناولت علاقة مصر بالحلف ، ورؤية الحلف للموقف في الشرق الاوسط ومنطقة البحرالمتوسط، وكيفية التحرك للامام من اجل اقامة مشاركة تحافظ على التوازن والتكافؤ في العلاقة بين الجانبين، حسب تعبير الوزير المصري.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ (إيلاف) إن القاهرة ترحب بتنشيط الحوار بين الأطلسي والدول المتوسطية وتعزيز التعاون بين الطرفين، وترى أن أي دور للحلف في عملية السلام يجب أن يتم بالاتفاق مع الأطراف المعنية، كما أن مسألة وجود قوات لابد أن تتم بتفويض من الأمم المتحدة بناء على طلب هذه الأطراف وفي إطار الشرعية الدولية.

ومضى أبوالغيط قائلاً إن محادثاته مع شيفر تناولت أيضاً تطورات المسألة العراقية, وكذا الأوضاع على الساحة الفلسطينية في ضوء الانسحاب الإسرائيلي من غزة, إلى جانب بحث الوضع السوري اللبناني في ضوء تقرير ميلس وحاجة الاقليم لاكبر قدر من الاستقرار والتهدئة.

وقال انه ناقش كذلك مع سكرتير حلف شمال الأطلسي احتياجات مصر في مجال مكافحة الالغام، وسبل مساعدة الحلف لمصر في التخلص من هذه الالغام, التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.

وردا على سؤال حول الوضع في العراق ورؤية مصر بشأن الدستور المطروح وموقف مصر تجاه العملية السياسية الجارية في العراق حاليا قال ابوالغيط "لا استطيع التحدث عن الدستور العراقي الا بعد انتهاء الصياغة النهائية له, ونحن نسمع عن تعديلات جارية ومناقشات تدور حتى الساعات الاخيرة, ولا أستطيع القول ان الدستور تم استكماله بالشكل الذي يعطينا الفرصة ان نتحدث فيه"، حسب تعبير أبو الغيط.

واختتم الوزير المصري قائلاً إن هناك انقساماً حول الدستور العراقي, وأعرب عن أمله أن يجد المجتمع العراقي نفسه في لحظة قادرا على صياغة دستور متفق عليه بين الجميع, وأن يكون الحديث القائل بان هناك احتمالات لتطوير هذا الدستور خلال اربعة اشهر, وانه سيكون متاحا للعراقيين استمرار العمل لتطويره, وأن يؤدي هذا إلى مزيد من اللقاءات بين الطرفين"، مجدداً القول إن الوضع العراقي بالغ التعقيد, وطالب الجميع بالتحلي بالصبر وسعة الصدر.