لومان: بدأ الاشتراكيون الفرنسيون اليوم الجمعة في مدينة لومان (غرب) مؤتمرا تحت شعار "التجمع" يستغرق ثلاثة ايام وينتظر منهم خلاله تجاوز خلافاتهم باقتراح بديل يتمتع بمصداقية لسياسة اليمين خلال الانتخابات الرئاسية في 2007.
واكد رئيس الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتوقع انتخابه مجددا لولاية رابعة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر "لن يكون اليسار (مستعدا) في الموعد (الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2007) الا اذا اوجد الاشتراكيون ديناميكية تجمع".
وقد تاثر الحزب الذي تحول الى المعارضة منذ 2002، بكثير من الخلافات التي نشبت بين تياراته خلال حملة الاستفتاء على الدستور الاوروبي في ايار/مايو الماضي.
وتفيد استطلاعات الرأي انه في حين تشهد فرنسا ازمة اجتماعية خطيرة ينظر الفرنسيون بشيء من الاستياء الى الاشتراكيين الذين يعتبرونهم بعيدين عن انشغالاتهم ومهتمين فقط بخلافاتهم الداخلية على خلفية طموحات بعضهم في الرئاسية.
ويرى 67% من الفرنسيين الحزب الاشتراكي لا يملك مشروعا يقترحه على فرنسا بينما يعتقد ستون بالمئة منهم انه غير قادر على العودة الى السلطة خلال 17 شهرا.
وتقول اغلبية الفرنسيين انه لن يقدم افضل مما يقدمه فريق الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.
ويهدف المؤتمر بالتالي الى جعل الحزب الاشتراكي متماسكا حول محور واضح والا فاذا لم يتوصل لذلك فعليه على الاقل ان يقنع الفرنسيين بانه ياخذ في الاعتبار تطلعات الشعب.
وفي مؤتمر لومان يبدو ان الاجواء بين قادة مختلف التيارات بدءا بهولاند وخصمه رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس تتسم بالهدوء لانهم يتذكرون جميعا مؤتمر رين (غرب) الذي عقد في 1990 وشهد مواجهة بين ليونيل جوسبان ولوران فابيوس.
ولدى وصوله الى المركز الذي تجمع فيه نحو الف ناشط اشتراكي و150 مدعوا اجنبيا وعد فرانسوا هولاند الاشتراكيين "باي شكل من الاشكال".
وقد التقى امس الخميس للمرة الاولى لوران فابيوس الذي اقصي من قيادة الحزب في حزيران/يونيو لانه دعا الى التصويت ضد الدستور الاوروبي مخالفا ما قررته قاعدة الحزب.
وقال هولاند وفابيوس انهما يرغبان في "الاعداد بشكل تعددي" اي بمشاركة كافة تيارات الحزب الاشتراكي، لمشروع الحزب وتعيين مرشحه الى الانتخابات الرئاسية وهو موضوع حساس جدا لكثرة الراغبين في الترشح.
وقد بدأت المساومات بين التيارات المتنافسة لان القيادة ترغب في التوصل الى نتائج ملموسة قبل مساء السبت لان الحسم او عدمه في الخط المشترك للحزب سيكون خلال ليل السبت الاحد على ابعد تقدير.
ويجري الاعداد "لنداء الى الفرنسيين" الذين يدينون سياسة الحكومة في ضواحي المدن التي هزتها ازمة خطيرة باقتراح سياسة بديلة.
واعلن جان لوك ميلونشون المقرب من فابيوس "يجب ان ينبثق شيء عن هذا المؤتمر والا فاننا خاسرون. اننا لن نختلف هكذا لمجرد الاختلاف".
اما تيار هولاند فقد دعا على لسان وزير الشؤون الاوروبية السابق بيار موسكوفيتشي الى "نهضة للتصدي الى اليمين والاستجابة للفرنسيين".
وقالت مارتين اوبري وزيرة العمل سابقا والمقربة من هولاند ان "الفرنسيين ينتظرون من اليسار حلولا. هذا هو الموضوع الوحيد الذي يهم الناس اليوم".
كما تتوقع الاحزاب الاشتراكية في الدول المجاورة من الاشتراكيين الفرنسيين توضيحا لخطهم السياسي الذي اعتراه بعض الغموض حول الاتحاد الاوروبي.
وسيقوم رئيس المفوضية الاوروبية سابقا الايطالي رومانو برودي بمداخلة غدا السبت قبل تلك التي يلقيها الاحد رئيس الحزب الاشتراكي الاوروبي الدنماركي بول نيروب راسموسن.
وكان قرار قيادة الحزب الاشتراكي التسريع في عقد المؤتمر قبل ستة اشهر من موعده المحدد ردا على الصفعة التي تلقاها الحزب بفوز معارضي الدستور الاوروبي في استفتاء 29 ايار/مايو.