أحمد عبد العزيز من موسكو: حمل سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف الولايات المتحدة وحلف الناتو المسؤولية عن تنامي حدة التوتر في دول آسيا الوسطى. وقال، أثناء افتتاحه الجلسة 11 للجنة أمناء مجالس أمن منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم روسيا وبلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وأرمينيا يوم أمس الثلاثاء في موسكو، أن "ضغطحلف الناتو والولايات المتحدة السياسية والعسكرية يزيد من حدة التوتر في منطقة مسؤولية المنظمة. وأكد أيضا بأنه "لا يلاحظ استقرارا في أفغانستان والعراق، بينما نشأ وضع معقد في القوقاز". وأضاف "إننا نواجه اليوم محاولات عملية للتدخل في الحياة السياسية للدول المستقلة الجديدة تحت ستار تحريك القيم الديمقراطية والحرية، وإتقان تكنولوجيا ممارسة الضغوط على السلطة عبر عمليات الاحتجاج". وأكد إيفانوف بأن الجلسة الدورية للجنة أمناء مجالس الأمن في الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي تنعقد في ظروف وضع سياسي غير بسيط في منطقة مسؤولية المنظمة والمناطق المجاورة لها.
من جهة أخرى أعلن ايفانوف بأن روسيا لا تنوي نشر قواعد عسكرية إضافية في دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. أما فيما يتعلق بإغلاق القاعدة الأميركية في أوزبكستان فإن هذا كان قرار أوزبكستان نفسها. وأضاف، وفق ما نقلت وكالة أنباء (ريا-نوفستي) الحكومية، بأن روسيا تطور علاقاتها مع بلدان رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، مشيرا إلى أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تنهض على قدميها الآن، وتوسع تعاونها مع الرابطة ومنظمة التعاون الاقتصادي الأوروآسيوي، وهناك أول اتصالات مع الناتو. وذكر أن الاجتماع القادم للجنة أمناء مجالس الأمن لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيعقد في العاصمة البلاروسية مينسك.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين أن موسكو ستواصل توجيه اهتمام كبير للناحية العسكرية في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي وإنشاء مجال موحد للدفاع، وتطوير التعاون العسكري التقني وإعداد الكوادر. وأفادت وكالة أنباء (ريا-نوفستي) بأنه سيتم تشكيل الآليات اللازمة للتكامل الناجح لمجمعات الصناعات الدفاعية للدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وبحث العديد من القضايا العملية لهذا النشاط خلال اليوم أثناء انعقاد جلسات مجلس وزراء الدفاع ولجنة أمناء مجالس أمن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وأشارت، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن أولويات نشاط منظمة معاهدة الأمن الجماعي تبقى كما كانت عليه عند تأسيس المنظمة. ويكمن جوهرها في خلق نظام فعال للأمن الإقليمي بإمكانه الرد بشكل آن ومماثل على أية تحديات وتهديدات لأمن الدول الأعضاء، مشددا في الوقت ذاته على أن المنظمة يجب أن تعتبر حلقة في نظام الأمن العالمي. كما أشار إلى أن مناورات قوات الانتشار السريع الجماعية لمنطقة آسيا الوسطي وعمليات "القناة" لمكافحة المخدرات تجري سنويا على أراضي دول المنظمة. ويشارك فيها بهذا الشكل أو ذاك بعض دول الجوار غير الأعضاء مثل إيران وباكستان والهند وأذربيجان ودول أخرى. ووصف كاراسين ضمان التنسيق الوثيق بين دول المنظمة في مجال السياسة الخارجية في جميع القضايا التي تمس مصالحها الوطنية بأنه إحدى أهم مهام المنظمة.
وفي سياق متصل أعلن جريجوري كاراسين أن وزراء خارجية دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيبحثون اليوم قضية تشكيل آلية للسلام في إطار المنظمة، وبعض القضايا الرئيسية مثل تطوير الوضع العسكري-السياسي في منطقة مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي والمناطق المتاخمة، وقضايا تعميق التكامل السياسي الخارجي لاحقا، وكذلك إقامة تعاون بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والمنظمات الإقليمية الأخرى التي تعمل في مجال الأمن. كما ستبحث قضية تشكيل آلية للسلام في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لأن موسكو تولي أهمية كبيرة للغاية لتشكيل مثل هذه الآلية، ومن شأن هذه الخطوة ستوسع بشكل ملموس إمكانيات المنظمة في مجال ضمان السلام والأمن في العالم.
ومن جانبها رأت صحيفة (كميرسانت) أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستوقع اتفاقية على إنشاء قوات مشتركة لحفظ السلام، والتي تنوي موسكو تحويلها إلى قوات مشابهة لقوات حلف شمال الأطلسي. وأضافت بأن شركاء موسكو لم يكونوا متحمسين لمثل هذه الخطوات، غير أن موسكو أبدت استعدادا كبيرا لإغرائهم بتقديم تخفيضات ملموسة في أسعار الغاز للشركاء الذين يبدون تعاونا نشطا في تنفيذ مقترحات موسكو. وأبدت الصحيفة معارضة لتصريحات وزير الدفاع الروسي بشأن نية موسكو عدم نشر قواعدها العسكرية في آسيا الوسطى، مشيرة إلى أن مساندة روسيا للقيادة الأوزبكية الحالية واضحة ومفهومة، خاصة وأن القوات الأميركية ستخلي قبل نهاية العام قاعدة (كارشي-خان آباد) الأوزبكية، وهناك مصادر عسكرية تؤكد بأن القوات الروسية يتحل محلها. وألمحت بأنه من المؤكد أن أوزبكستان سوف تنضم خلال عام 2006 إلى منظمة الأمن الجماعي، وبالتالي يمكن أن تصبح قاعدة (خان آباد) تابعة لقوات المنظمة.