أحمد عبدالعزيز من موسكو: حذر نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف من أن موسكو قد تفكر في مدى الاحتياج الحقيقي لمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في حالة إذا ما واصلت دول حلف شمال الأطلسي الامتناع عن إبرامها. ورأى إيفانوف أن قضية مصير هذه المعاهدة وجدواها والهدف منها تبرز بحدة على خلفية تقدم القاعدة التحتية للولايات المتحدة والناتو نحو الحدود المباشرة لروسيا. وأضاف بأن جميع الدول المعنية قامت بالتوقيع عليها، إلا أن 4 فقط منها أبرمتها (روسيا وبلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا). وفي حالة إذا لم تبرمها الدول الأخرى فستظهر حاجة إلى إعادة النظر في الالتزام بها من الأساس، لأن تلك المعاهدة تشكل آلية لشفافية النشاطات العسكرية في حدود المجال الأوروبي الكبير.
وإمعانا في تحذيراته بعد الاتفاق الأميركي-الروماني على إقامة 4 قواعد عسكرية للولايات المتحدة في رومانيا، والنشاطات التي تسير في اتجاه تحضير كل من جورجيا وأوكرانيا للانضمام إلى الحلف، وذلك بعد ضم دول البلطيق السوفياتية السابقة، ودول حلف وارسو السابق المتاخمة لروسيا، قال إيفانوف إن موسكو نفذت جميع التزاماتها بشأن القيود التي تفرضها معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ولكن إذا وجدت أن الدول الأخرى تتجاهلها، فمن الممكن الخروج باستنتاجات معينة.
ولم يقتصر الأمر على تحذيرات المؤسسة العسكرية في روسيا، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من بروكسل، عشية انعقاد جلسة (روسيا الناتو) التي تبدأ أعمالها اليوم، بأن موسكو تتابع باهتمام شديد تغيرات الحضور العسكري الأميركي في أوروبا. وأضاف بأن روسيا تجري حوارا مع الولايات المتحدة، وثمة اتفاق على أن تكون كافة التغيرات في مجال التواجد العسكري شفافة ولا تخل بالاتفاقات حول الاستقرار في أوروبا. وشدد على أن القيادة الروسية مهتمة بكيفية انسجام هذه التغيرات مع المعاهدة المعدلة للقوات المسلحة التقليدية في أوروبا. وأعرب عن أسفه بأن الشركاء الغربيين لم يبرموا الوثيقة المتعلقة بذلك تحت ذرائع مختلفة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الذرائع والحجج المختلقة لا يمكن أن توافق عليها موسكو.