سمية درويش من غزة: تصاعدت حدة الخلافات داخل حركة فتح ، حيث باتت تشهد حالة من العراك السياسي والغضب الشديد الذي بدأ يسود أوساط عناصر الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، على ضوء التسريبات الخاصة بقوائم فتح للانتخابات التشريعية.
وقد طفت هذه الخلافات على السطح اليوم ، عقب اقتحام المجموعات المسلحة التابعة لحركة فتح مقرات لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة ونابلس ، احتجاجا على سياسة ما وصفوه بالتعيين وتهميش قيادات فتح الشابة.
وأعلن احد قيادات فتح اليوم عن استقالته من الحركة ، فيما طالب آخرون الرئيس الفلسطيني بعدم إدراج أسمائهم على قوائم مرشحي الحركة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة.
في حين وصف النائب حاتم عبد القادر ، واحد قياديي حركة فتح في مدينة القدس المشاورات التي تجري من وراء الكواليس لاختيار مرشحي حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية القادمة ، بأنها عملية سطو مسلح على نتائج الانتخابات التمهيدية للحركة التي أفرزت مرشحي القاعدة الفتحاوية لهذه الانتخابات.
انشقاق داخل فتح
من جهته أعلن العقيد سليم الزريعي عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، عن تقديم استقالته من الحركة ، وترشيح نفسه للانتخابات التشريعية القادمة كمستقل عن دائرة المنطقة الوسطى في قطاع غزة ، وذلك لعدم تلبية قوائم فتح التي اختارتها اللجنة المركزية للحركة ، الحد الأدنى مما هو مطلوب فتحاويا وفلسطينيا ، حسب قوله.
كما طلب د. عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطي اليوم ، بشكل رسمي من الرئيس عباس عدم إدراج اسمه بأي شكل من الأشكال على قوائم مرشحي حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية القادمة . ولم يفصح أبو سمهدانة ، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) التي جرت في رفح ، عن أسباب هذا الرفض ، داعيا إلى إدراج اسم آخر بدلا منه .
وتعرب مصادر في حركة فتح عن خشيتها من أن يؤدي الخلاف على القائمة إلى انشقاق داخل فتح ، مؤكدة في الوقت ذاته ان عباس لن يعلن الأسماء الرئيسة لمرشحي فتح إلا في اللحظات الأخيرة من ليل الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) الحالي، لتفويت فرصة الانشقاق على أي من مرشحي الحركة المتوقعين ولضمان خوض فتح الانتخابات كقائمة موحدة .
حماس ستقوم بدور الشرطي
من جهتها استنكرت حركة حماس قيام مسلحين من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح باقتحام مقرات لجنة الانتخابات المركزية في عدة محافظات فلسطينية ، مؤكدة ان محاولة تأجيل الانتخابات بهذه الصورة بسبب فشل فصيل أو أكثر في تحقيق توافق داخلي أمر لا يمكن أن يقبله الشارع الفلسطيني ، ولا تقبل به حماس أن ينعكس على مجمل القضية الفلسطينية .
ونسبت تصريحات الى زعيم حماس في قطاع غزة د. محمود الزهار ، قال فيها ، quot;إذا كانت هذه القضية متكررة ، فمسؤولية السلطة أن تأتي وتحمي هذه المقرات ، وقد تقدمت لجنة الانتخابات بطلب لحماية مقراتها ، وإذا السلطة الفلسطينية لم ترسل من يقوم بحماية المقرات ، فالشارع الفلسطيني بما فيه حماس سيقوم بحماية هذه المقرات والدفاع عنها ضد عبث العابثين quot;.
إعصار متوقع
وكانت 25 شخصية من كوادر حركة فتح في محافظة نابلس ، أصدرت بيانا في وقت لاحق من اليوم ، أكدت فيه عدم موافقة الأعضاء الذين وقعوا البيان على اعتماد نتائج الانتخابات التمهيدية لمحافظة نابلس ، لما شابها من عملية تزوير وفقا لتقرير لجنة الإشراف التنظيمية في نابلس ، وعدم اخذ القيادة بالطعون التي قدمت إليها ولم يتم البت فيها حتى الآن.
ورفض بيان الكوادر الفتحاوية ، إدراج اسم أي مرشح في قوائم الحركة لم يشارك في الانتخابات التمهيدية على مستوى الدائرة والوطن ، موضحة أنها في حل من أي التزام او تعهد تم التوقيع عليه سابقا وإنهم لم يعملوا على دعم أي خيار به مساس في مصداقية القواعد الفتحاوية .
من جهته قال الكاتب سعيد موسى ، quot; من خلال رصدنا لحركة الرياح اليومية العاتية جراء الضغط المتزايد في باطن صفوف جماهير فتح باحثا عن فوهة الانفجار تنكرا واستنكارا لسياسة التعيينات البغيضة وفرض ممثلين عن هذه الجماهير العريضة في الدوائر والقوائم الحركية الانتخابية على غير إرادتهم ورغما عن أنوفهمquot;.
وأوضح أنه ربما تؤثر أحداث الإعصار المتوقع حسب شدته على موعد وسير العملية الديمقراطية الانتخابية ، أو حتى ربما تؤثر بدون شك على النتيجة النهائية والتي قد تكون في محصلتها في غير صالح حركة فتح ، وليس كما توقعت بعض الأرصاد الاستفتائية للشارع بان فتح ستحصل على 45% وحماس 28% فالواقع والتهديد والوعيد وبدء الفعاليات العشوائية العسكرية الاحتجاجية العنيفة تدحض ذلك الرصد غير البرغماتي.
شركة باديكو وحركة فتحكو
وتساءل حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ، عن العلاقة بين شركة باديكو وانهيار أسهمها وأخواتها في السوق وبين ما يجري في حركة فتحكو؟. وأشار البرغوثي ، إلى أن ثمة تشابها في حالة الفوضى السائدة التي أدت الى تعويم عضوية الحركة واحتمال انخفاض أسهمها في السوق الانتخابية مثلما حدث بعد انخفاض أسهم شركة باديكو في السوق المالية.
وأكد ان غياب الأطر الديمقراطية القيادية المنتخبة داخل الحركة ، أدى إلى التخبط الذي شهدته انتخابات البرايمرز وانتقلت العدوى إلى القيادة التي تحاول تشكيل قائمة جديرة بالفوز.
الأقصى وأبو الريش
وكانت وكالة معا الفلسطينية قد أوردت بان الرئيس عباس رفض طلبا تقدم به قادة من الحركة بينهم قدورة فارس عيسى قراقع ومحمد دحلان ، لجعل مروان البرغوثي على رأس قائمة حركة فتح للانتخابات التشريعية ، بعدما رشح اختيار احمد قريع (أبو العلاء) لترؤس قائمة الحركة والتي تضم أيضا نبيل عمرو ، صخر حبش ، روحي فتوح ، إبراهيم ابو النجا ، انتصار الوزير ، حكم بلعاوي إضافة إلى مروان البرغوثي.
وقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى ، ومجموعات الشهيد احمد أبو الريش التابعة لحركة فتح عن قرارها إغلاق مقار كل لجان الانتخابات التشريعية الفلسطينية وتأجيل الانتخابات التشريعية إلى حين التزام قيادة فتح والرئيس عباس بنتائج الانتخابات التمهيدية للحركة في الضفة وغزة. وأعلن متحدثون باسم الجناحين في مؤتمر صحافي مشترك عقد في غزة ، عن رفضهم القاطع لتعيين أعضاء في اللجنة المركزية للحركة وأعضاء آخرين على حساب أعضاء فتح المنتخبين . وأكد متحدث باسم كتائب الأقصى ، في حالة إصرار القائمين على الانتخابات الفتحاوية على تقديم قائمة يستبعد فيها أعضاء فتح المنتخبين فان لدى كتائب الأقصى الأساليب المختلفة لمنع تمرير ذلك .
التعليقات