إقرأ أيضًا

ثلاثة عشر حادثا مفترضا تتعلق بالقرآن في غوانتانامو

واشنطن: قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن سجينا في مُعتقل غوانتانامو كان قد أبلغ ضابطًا في مكتب التحقيقات الاتحادي عام 2002 أن جنودًا أميركيين ألقوا بالمصحف في مرحاض تراجع عن مزاعمه عندما استجوبه محققون عسكريون هذا الشهر.

من جانبه،أعلن الجنرال جاي دبليو. هودأن مسؤولين أميركيين تحققوامن خمس حالات قام فيها جنود أو محققون أميركيون بإساءة التعامل مع القرآن الكريم في معتقل غوانتانامو، لكنهم لم يجدوا "أدلة موثقة" تؤكد شهادة أحد السجناء حول إلقاء المصحف في المرحاض. وأضاف "حددنا 13 حادثة حول اتهامات بإساءة التعامل مع المصحف من جانب أفراد من القوة الخاصة المشتركة بالمعتقل، عشرة منها على يد حراس وثلاثة على يد محققين".

سجينًا يتراجع عن أقواله بشأنتدنيس القرآن
وقال لورانس دي ريتا كبير المتحدثين باسم البنتاغون في مؤتمر صحافي مقتضب يوم أمس "عُدنا إلى السجين الذي أدلى بهذه المزاعم وقال إن هذا لم يحدث. وهكذا فان المُتهم نفسه قال عن تلك المزاعم خلال الأسبوعين الماضيين إنها لم تحدث".

وكانت وثيقة لمكتب التحقيقات الاتحادي مؤرخة الأول من أغسطس(آب) 2002 تضمنت ملخصًا لتصريحات أدلى بها المعتقل لضابط خاص بمكتب التحقيقات خلال مقابلتين أجراهما معه في السجن الذي يقع في خليج غوانتانامو بكوبا ويضم أجانب مُشتبه ضلوعهم في أنشطة ارهابية. وتم تنقيح إسمي السجين والضابط.

وكتب ضابط مكتب التحقيقات الاتحادي يقول إن "الحراس في المعتقل لا يعاملونه جيدًا. سلوكهم سيء. لقد اوسع الحراس المعتقلين ضربا قبل خمسة اشهر. قاموا بتغطيس مصحف في المرحاض".

وأبلغ دي ريتا الصحافيين يوم الأربعاء الماضي أن الجيش الأميركي الذي يشارك في تحقيقات بشأن تدنيس القرآن في القاعدة البحرية الأميركية بغوانتانامو أجرى مقابلات مع المعتقل نفسه يوم 14 من مايو(أيار) وأن الرجل لم يؤكد المزاعم السابقة. لكن دي ريتا قال وقتها إنه لا يعرف ما إذا كان الرجل قد تنصل حقا من تصريحاته السابقة.

وقال دي ريتا خلال مؤتمره الصحافي إنه غيّر روايته بشأن ما قاله السجين بعد أن حصل على المزيد من المعلومات من قائد سجن غوانتانامو البريغادير جنرال جاي هود. ولم يحدد دي ريتا هوية المعتقل ولم ينشر فحوى كلماته بالتفصيل.

وقال متحدث آخر باسم البنتاغون يدعى بريان وايتمان إن المعتقل "أشار عندما سُئل عن التدنيس إلى أنه لا يعلم شيئًا".

تأكيد خمس حالات "لسوء التعامل" مع المصحف
وكانالجنرال جاي دبليو. هود، الذي يتولى قيادة معسكر الاعتقال في كوبا، أعلنخلالمؤتمر صحافي في البنتاغون أمسإن السجين - الذي قيل إنه اشتكى لعميل بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عام 2002 من قيام حارس بالسجن بإلقاء المصحف في المرحاض - أبلغ المحققين إنه لم ير مطلقا أي شكل من أشكال تدنيس القرآن. وقال هود إن الجندي، الذي لم تذكر هويته، قال في الاستجواب الذي أجري يوم 14 مايو/ آيار الجاري، إنه سمع أقاويل عن سوء تعامل الحراس مع الكتب الدينية لكنه لم ير بعينه أيا من هذه الافعال. وقال الجنرال الاميركي إنه لا يعلم لماذا غير السجين روايته الاصلية، التي وردت في تقرير لمحقق فيدرالي في أغسطس/ آب عام 2002 حول تحقيق تم مع السجين المذكور. ولم ينشر التقرير إلا في الاسبوع الجاري.

وأوضح هود "أريدكم أن تعلموا أننا لم نجد أدلة موثقة حول قيام فرد من القوة الخاصة المشتركة في خليج غوانتانامو بإلقاء المصحف في المرحاض وفتح المياه عليه". وأضاف قائلًا "حددنا 13 حادثة حول اتهامات بإساءة التعامل مع المصحف من جانب أفراد من القوة الخاصة المشتركة بالمعتقل، عشرة منها على يد حراس وثلاثة على يد محققين". وقال قائد المعتقل إنه من بين هذه الحالات، تم التحقق من وقوع خمسة منها فقط، أربعة منها على أيدي حراس وواحدة على يد محقق. وأشار هود إلى أنه يمكن تعريف هذه الحالات الخمس على أنها "إساءة تعامل بشكل عام" مع هذا الكتاب المقدس، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.

اتحاد الحريات الأميركية
ونشر إتّحاد الحريات المدنية الأميركي وثيقة مكتب التحقيقات الاتحادي وسلسلة أخرى حصل عليها من الحكومة بموجب قانون حرية المعلومات. وصرح ضباط بمكتب التحقيقات الاتحادي في وثائق اخرى ان معتقلي غوانتانامو اتهموا ايضا الجنود الأميركيين بركل القرآن وإلقائه على الارض ورسموا صورة عن الضرب الذي يتعرضون له على يد حراس السجن".

ونشر اتحاد الحريات المدنية الأميركي، يوم الخميس وثيقة أخرى لمكتب التحقيقات الاتحادي تقول إن جنود وزارة الدفاع في غوانتانامو انتحلوا صفة مسؤولين في وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الاتحادي خلال استجواب السجناء. وتم إعادة صياغة الجزء الأكبر من الوثيقة.

وحينما سُئل عما إذا كان جنود وزارة الدفاع فعلوا هذا قال دي ريتا "لا أعرف الإجابة". ولكن هذه المسألة جزءًا من تحقيقات عسكرية مستمرة.

وكانت تقرير حول تدنيس القرآن نشرته مجلة النيوزويك في وقت سابق هذا الشهر قد أثار غضبا في العالم العربي والاسلامي وجدلا في أنحاء العالم. واندلعت مظاهرات في عدد من دول العالم كانت أكثرها دموية تلك التي شهدتها أفغانستان وأسفرت عن مقتل أكثر من 15 محتجا. وقد تراجعت المجلة في وقت لاحق عن التقرير واعتذرت عن نشره.

وشجبت حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش تقريرًا نشرته مجلة نيوزويك في التاسع من مايو(أيار) يقول إن مستجوبين أميركيين في غوانتانامو ألقوا بمصحف في مرحاض في محاولة لحمل المعتقلين على الكلام ووصفت التقرير بأنه غير صحيح. وتراجعت المجلة بعد ذلك عن التقرير.