مانيلا: انتشر حوالي ستة الاف جندي اليوم السبت في مانيلا تحسبا لمظاهرات مناهضة للحكومة بمناسبة عيد استقلال الفلبين. واوضحت القوات المسلحة في بيان ان عناصر من سلاح البحرية اقاموا حواجز على محاور الطرق الرئيسية في العاصمة. الا ان تواجدهم بقي بعيدا عن الانظار الى حد ما في الشوارع ذلك ان العديد منهم في حالة جهوزية داخل الثكنات.
وتاتي حالة التاهب اثر اسبوع من التوتر السياسي الذي اجج شائعات بحصول انقلاب ضد الرئيسة غلوريا ارويو. وشنت مجموعات المعارضة حملة وطنية على خلفية تسجيلات لعمليات تنصت هاتفي تشير، برايها، الى ان ارويو زورت الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو من العام الماضي.
ودعا النائب اليساري رافائيل ماريانو اليوم السبت الفلبينيين الى طرد الرئيسة ارويو. واعتبر في مؤتمر صحافي انها فقدت "كل قاعدة شرعية ومعنوية للبقاء في السلطة" وعليها ان تستقيل قبل ان تنزل الجماهير الى الشارع.
الا ان الاتهامات بالتزوير غير مثبتة حتى الان ورفضت الرئيسة الدعوات الى الاستقالة. واعلن المتحدث باسمها ايغناسيو بونيي اليوم السبت ان الرئاسة "على استعداد لمواجهة كل التحديات الملقاة على عاتق قيادة البلاد والدفاع عن الحقيقة والقانون دون تردد". واضاف "ندعو الفلبينيين في هذه الاوقات العصيبة الى البقاء هادئين والتفكير بالنزاع بحذر ورصانة. لن نسمح بتقويض الديموقراطية ولا التقدم الذي تحقق في المجال الاقتصادي".
واعتبر المتحدث ان ليس لدى المعارضة لا قائد ولا برنامج بديل عن ارويو. ووصلت شاحنات عسكرية صباح اليوم السبت الى مانيلا اتية من المناطق بحسب الناطق باسم الجيش الكولونيل بوانافانتورا باسكال، لكن معظم الجنود لن ينتشروا في الشوارع الا عند الضرورة.
ويحتفل الفلبينيون يوم غد الاحد بالذكرى ال107 لاستقلالهم عن اسبانيا. وقد اعلن يوم الاثنين يوم عطلة لمصادفة وقوع الذكرى يوم احد. وكانت السفارة الاميركية في مانيلا حذرت الجمعة من ان الحكومة الاميركية ستعارض "اي محاولة غير دستورية" ضد ادارة ارويو الحليفة المخلصة للرئيس جورج بوش.
لكن حتى ولو لم تحصل الاضطرابات المعلنة، فان موقف الرئيسة ارويو يبقى هشا بعد سنة من اعادة انتخابها. وقد اشار استطلاع للراي اخيرا الى ان 26% فقط من الفلبينيينن عبروا عن رضاهم عنها مقابل استياء 59% منهم.
وحده الديكتاتور فرديناند ماركوس الذي حكم البلاد من 1965 حتى 1986 حصل على نسبة ادنى. والاستياء وصل حتى الى الكنيسة القوية النفوذ في الفلبين حيث غالبية السكان البالغ عددهم 84 مليون نسمة من الكاثوليك.
وهذه المعارضة المتنامية تغذي الشائعات بحصول انقلاب وتنتشر في كافة ارجاء الارخبيل لكن حجمها تضاعف في الاونة الاخيرة. واضافة الى المزاعم بالتزوير الانتخابي، تواجه ارويو ايضا فضيحة الرشاوى الناجمة عن التلاعب باموال غير شرعية اتهم زوجها وابنها البكر بقبضها.
ويضاف الى كل ذلك استياء شرائح واسعة من الشعب حيال فقر يتفشى كالوباء، واستياء رجال الاعمال من تشريعات ضريبية جديدة.
التعليقات