من على متن الطائرة الرئاسية: اعلن مستشار الرئيس الاميركي جورج بوش للأمن القومي ستيف هادلي يوم الثلاثاء، استعداد الولايات المتحدة للاعتراف خلال قمة مجموعة الثمانية، بأن للنشاط البشري دورا في ارتفاع حرارة الارض. و قال هادلي في ندوة صحافية عقدها في الطائرة التي تنقل الرئيس الاميركي الى اوروبا " نستطيع ان نوافق على لغة تسير في هذا الاتجاه". و اضاف ان " ما نحاول القيام به هو دفع النقاش ليتخطى بروتوكول كيوتو" الذي ترفض الولايات المتحدة توقيعه.

و سيقوم الرئيس الاميركي غدا الاربعاء بزيارة رسمية الى الدنمارك ثم ينتقل الى اسكتلندا للمشاركة يومي الخميس و الجمعة في القمة السنوية لمجموعة الثمانية ( المانيا وكندا و الولايات المتحدة و فرنسا و ايطاليا و اليابان و بريطانيا و روسيا).

و جعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، مضيف القمة، من مكافحة الفقر و ارتفاع حرارة الارض، المواضيع الاساسية للقمة. و يتمحور الموقف الاميركي حتى الان بالقبول بحقيقة ارتفاع حرارة الارض، لكنه يعتبر ان مزيدا من البحوث العلمية ضروري لمعرفة الاسباب الدقيقة لذلك الارتفاع.

و يواجه بوش عزلة حيال شركائه في مجموعة الثمانية حول مسألة التغير المناخي لأنه رفض التصديق على بروتوكول كيوتو في شأن خفض انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري فيما وقعه السبعة الاخرون. و اكد هادلي " وجود نقاش علمي. ثمة كثير من الامور التي لا نعرفها ". و اضاف " يجب ان ننكب على مجموعة من المشاكل المترابطة : التلوث و التغيرات المناخية و مكافحة الفقر و التنمية و الوصول الى مصادر طاقة رخيصة الثمن و جيدة".

و قال هادلي " اذا ما انتبهتم الى ما قاله الرئيس بوش، فقد قاله ايضا الاسبوع الماضي، لذلك فهو ليس جديدا، ثمة عامل بشري، و هذه مشكلة مهمة يتعين مواجهتها، لكن من سيتصدى لها في الاطار الذي أصفه. نستطيع الموافقة على لغة تسير في هذا الاتجاه".

و اوضح هادلي " ثمة بالتأكيد عنصر بشري ناجم عن الوقود المتحجرة ( كالنفط ) و احتراقها. و الجميع يعرف بوجود عنصر بشري. و المسألة هي الاتفاق على ما سنقوم به بطريقة تأخذ في الاعتبار الامور الاربعة التي ذكرتها". و اكد هادلي ان " ما نحاول القيام به هو دفع النقاش ليتخطى بروتوكول كيوتو، نحو مقاربة تحظى في الوقت نفسه بموافقة البلدان المتطورة و البلدان النامية التي تواجه مأزقا بين البيئة و النمو".

و كان بوش اكد في مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين ان بروتوكول كيوتور " اتفاق مسيء للاقتصاد الاميركي". و يرمي بروتوكول كيوتور الذي بدأ تطبيقه في شباط / فبراير ، و رفضت الولايات المتحدة توقيعه، الى خفض شامل لانبعاثات الخاص بنسبة 2،5% بحلول العام 2012 مقارنة بالعام 1990. و قد ابرم البروتوكول في 11 كانون الاول/ ديسمبر 1997.