علي ال غراش من الدمام: تفجيرات لندن الدموية لم تكن زلزالا قويا هز مدينة لندن و سالت دماء عدد من القتلى و الجرحى وأرعب أهلها.. بل امتدت أصداءه و آثاره إلى آلاف الأميال، إذ اهتزت أعماق و جذور أرض العالم الإسلامي البعيد و قلوب الملايين من المسلمين خوفا من أن يكون خلف هذا العمل أيدي تدعي الإسلام و تطبيق حكم الله كم حدث في تفجيرات الحادي عشر من أيلول التي لازالت آثارها السيئة على الإسلام و المسلمين قائمة.

و منذ الإعلان عن التفجيرات الدامية في لندن و الشعوب العربية و الإسلامية تضع أيديها على قلوبها خوفا من الآثار السلبية و ردة الفعل للعمليات الإرهابية، إذ هي الأكثر تأثرا و قلقا على مستوى العالم مهما كان من يقف خلفها.

فالزلزال الذي وقع في لندن جدد ذكريات العالم الإسلامي بزلزال حادثة ضرب أميركا في الحادي عشر من سبتمبر ، و لكن الفرق أن العالم الإسلامي و خاصة الشعوب في حادثة 11/ ديسمبر لم تكن تدرك عواقب ذلك العمل حيث أن هناك من تعامل مع الحدث بنشوة و اعجاب ، إلا أن تفجيرات لندن و منذ اللحظة الأولى لنشر الخبر استنكرت الشعوب العربية و الإسلامية العملية، و بدأت في حالة خوف و ترقب و قلق من أن يكون خلف هذا الحادث أيدي مسلمة أو عربية.

استنكار عربي

بادرت الدول العربية بالتعبير عن الإدانة و الاستنكار و الوقوف مع الحكومة البريطانية في المصاب و المطالبة بتكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب ، و هذا يدل على حجم الحدث و ضربة استباق لما سيسفر عنه من ردود فعل قوية ، حيث استنكرت السعودية بشدة التفجيرات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن داعية إلى تكثيف الأسرة الدولية لجهودها لمكافحة آفة الإرهاب التي أصبحت تهدد أمننا و أمن شعوبنا جميعا بل وأمن العالم أجمع. و أدان الملك محمد السادس عاهل المغرب " الإرهاب الذي لا يعرف دينا ولا وطنا و يهدف إلى انتهاك حقوق الإنسان و الحق في الحياة". و عبر الرئيس السوري بشار الأسد باسمه و باسم الشعب السوري "عن إدانتنا للأعمال البغيضة التي نستنكرها و ندينها أشد الإدانة". و استنكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة البريطانية مؤكدا أهمية تكاتف الجميع و توحيد الجهود لمحاربة كل أشكال الإرهاب و القوى التي تدعمه". كما طالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المجتمع الدولي بأن يضاعف جهوده لاجتثاث الإرهاب.

تحذير العرب من آفة الارهاب

و لم يفوت الرئيس العراقي جلال طالباني هذه المناسبة للتنديد بالإرهاب و تحذير الدول العربية قائلا " أقولها لإخواننا العرب إذا كان الإرهاب اليوم في العراق فغدا في بقية الدول العربية" ، مضيفا أن الإرهاب آفة عالمية و هذا يدلل على أن ما يحدث في العراق يمكن أن يحدث في بلد آخر ، و هذا درس للدول العربية فمن حفر بئرا لأخيه وقع فيها.

و استنكرت الكويت الأعمال الإرهابية في لندن ، إذ قال رئيس مجلس الأمة الخرافي ان التفجيرات تدل على همجية مرتكبيها و بعدهم عن كل ما يمت إلى الإنسانية و القيم الأخلاقية بصلة. و أعربت وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن إدانة و استنكار السلطنة للاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البريطانية لندن ، و أكدت دعم السلطنة لكافة الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب و استئصاله . و قال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة الإمارات تستنكر بكل قوة هذه الجرائم البشعة و تعلن تضامنها التام مع الحكومة البريطانية و تأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهتها. كما أدانت حكومة مملكة البحرين على لسان وزير الإعلام و وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور محمد بن عبد الغفار عبد الله التفجيرات ، و قال ان مملكة البحرين تدين التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة المتحدة الصديقة مؤكدًا ان تلك الأعمال التخريبية تتناقض مع جميع الأديان و الشرائع السماوية و تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية.

المزيد من الضغوط

و من يقرأ تلك الردود و الاستنكارات و الإدانة التي جاءت سريعة تناسب حجم الفجيعة و الواقع السياسي العالمي يشعر ان هذه الدول تعرضت لهزة زلزال قوية سبب لها حالة من الاستنفار و ربما الخوف، و يرى مدى القلق لدى الحكومات العربية من الحدث الكبير الذي لا يدرك من قام به عواقبه على الأمة الإسلامية، و الخوف من انعكاس آثاره على الدول العربية، و تعرض هذه الدول للمزيد من الضغوط للتوجه نحو الانفتاح و الإصلاح بشكل عملي و سريع و القضاء الكامل على الإسلام المتشدد، و الخوف من أن يكون هناك ما هو أفظع على الأمة العربية و الإسلامية مما أفرزته حادثة الحادي عشر من سبتمبر.

استنكار علماء الإسلام

و في لفتة نالت استحسان الشارع الإسلامي مبادرة المؤسسات الدينية و رجال الدين و العلماء المسلمين للتنديد السريع بالعملية الإرهابية في خطوة جيدة و جديدة ، إذ أدانت الحوزة العلمية في النجف الأشرف بالعراق باسم المرجعية الدينية للشيعة في العالم العمليات الإرهابية في لندن بأنها استهدفت المدنيين الأبرياء دون مراعاة القيم الإسلامية أو الأخلاق و الإنسانية ، مؤكدة أن من قام بها مجرمون متطرفون باسم الإسلام الحنيف و الإسلام منهم براء, و أن الإرهابيين التكفيريين المتطرفين، الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن العمليات الإرهابية بلندن، هم أنفسهم من كفروا و قتلوا العراقيين مطالبين العالم أجمع بفعل كل ما هو ممكن من أجل وضع حد لهذه الجرائم البشعة و محاكمة المجرمين لينالوا جزاءهم العادل.

المؤسسة الدينية تندد

و في خطوة جريئة و سريعة تعبر عن حجم فاجعة العمليات الإرهابية و عواقبها على العالم العربي و الإسلامي و على المسلمين أصدر الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مفتي عام السعودية و رئيس هيئة كبار العلماء و إدارة البحوث العلمية و الإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ بيانا تنديدا بالتفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة البريطانية لندن ، موضحا أن ذلك العمل من المحرمات في الدين الإسلامي ، و أن استهداف الآمنين لا يقره دين الإسلام و لم يأت به و انه لا بدمن إنكار هذه الأعمال الشنيعة من قبل علماء المسلمين، و تشكل هذه المبادرة المرة الأولى التي يصدر مسؤول كبير في المؤسسة الدينية في السعودية بمستوى المفتي العام بيانا بهذه السرعة.

القاعدة وليد غير شرعي

كما ندد خطيب صلاة الجمعة في طهران الشيخ إمامي كاشاني بالعمليات الإرهابية في لندن ، قائلا أن الدين الإسلامي بريء من قتل الأطفال و النساء العزل، و علق على حديث توني بلير بأن منفذي التفجيرات تحركوا باسم الإسلام متهما تنظيم القاعدة : أن تنظيم القاعدة هو الوليد غير الشرعي لأميركا و إسرائيل، كما جهزتم صدام رئيس النظام العراقي السابق بمختلف أنواع الأسلحة.. لكنكم اليوم غارقون في مستنقع العراق، و قال أنه ينبغي التعامل بصدق و الابتعاد عن ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب.

ضريبة قاسية

فهذه الشعوب دفعت و لا زالت تدفع الضريبة غاليا بعد أحداث 11/ سبتمبر السوداء ، و ما ترتب عليها من تضرر كبير في مصالح الشعوب العربية و الإسلامية ، و تصنيف و خلق حالة من العداء و التطرف و التشدد من قبل الآخرين ضدهم كنتيجة ردة فعل و خسارة الكثير ممن يقيمون ويعيشون في الدول الغربية أعمالهم و استقرارهم و مصالحهم المادية و تعرض بعضهم لضغوط نفسية.. و اجبار البعض للسفر لدول أخرى بالاضافة لتشويه سمعة الإسلام و المسلمين في العالم.

أكثر واقعية

و الملاحظ بعد العمليات الإرهابية في لندن أنها لم تجد أصداء مؤيدة أو متعاطفة أو مجاملة في الشارع العربي و الإسلامي، و غياب أصوات المتشددين مهما كانت مواقفهم، في ظل انتشار و ارتفاع أصوات المعارضين و المنددين لها بشكل واضح و معلن ،بعكس ما كانت عليه الأوضاع في فترة 11/ سبتمبر.. و هذا يدل على ارتفاع الوعي و التعاملبواقعية أكثرمع الأحداث لدى الشعوب العربية و الإسلامية، و ضعف التيارات الدينية المتشددة.

البريطانيون يقدرون

موقف الشارع العربي و الإسلامي الإيجابي من العمليات الإرهابية و إظهار حالة التعاطف و التضامن مع الشعب البريطاني و عدم الرضا بالعملية الإجرامية بشكل شعبي انعكست بالإيجاب على الغربيين الذين يقيمون في دول الخليج ، و الذين أصبحوا أكثر فهما ومعرفة بالشارع العربي و الإسلامي بالإضافة لمعرفتهم بأن من يقف وراء هذه الأعمال الإرهابية فئة متشددة تكفيرية قليلة غير مرغوبة في المجتمعات العربية و الإسلامية ، و أنها لا تفرق في حربها بين أصحاب الديانات و ان عدد كبير من المسلمين راحوا ضحايا، و لهذا فالأوروبيون في المنطقة الشرقية في السعودية و البحرين في يوم الخميس و الجمعة يتعاملون بشكل طبيعي مثل بقية الأيام العادية، و لم تصدر السفارة البريطانية لغاية فجر اليوم أي تحذير لرعاياها في البحرين.

لا تغيير في الرحلات رغم الخوف

شركات الطيران الخليجية و البريطانية المتجهة إلى لندن لم تتوقف و برنامج الرحلات لم يطرأ عليه تغيير في جميع دول الخليج إذ أكد رئيس مجلس إدارة الخطوط الكويتية الشيخ طلال المبارك الصباح للإعلام الكويتي أن رحلات طائرات المؤسسة المتجهة إلى لندن و القادمة منها أو عبرها لم تتأثر بالأحداث التي وقعت ، كما أوضح مسؤول في الخطوط البريطانية في الكويت بربانو: أن الشركة لم تتلق إلا طلبا واحدا لإلغاء الحجز, مؤكدا استمرار الرحلات حسب مواعيدها المحددة. و ان عدد من السعوديين أرجئوا موعد سفرهم, و البعض اختار وجهة أخرى أكثر أمانا.

ولا يستبعد عدد من السواح الخليجيين من وجود حالة من الخوف بالسفر إلى لندن في هذه الظروف الصعبة التي تذكرهم بأحداث 11/ سبتمبر و الخوف من التعرض لهجمات أو اعتداءات من قبل الشباب اليمين المنتشر في بريطانيا, و ان البعض أرجئ سفره حتى تتضح الأمور و تتكشف حقيقة من يقف خلف هذه الجريمة الدموية الشنيعة.

إقرأ أيضًا:

شرطة لندن تبحث عن محمد زيدي
مفتي السعودية: تفجيرات لندن لا يقرها الاسلام
القنابل كانت تحوي اقل من 5 كلغ من المتفجرات
المحكمة الفدرالية الالمانية تفتح تحقيقا في الاعتداءات
تشارلز وكاميلا يعودان الجرحى
الناتو مستعد لمساعدة لندن لكن بريطانيا لم تقدم طلبا
باريس: كل الدول الغربية تحولت اهدافا للارهاب
خلية لا تزال ناشطة وراء استمرار حالة القلق
شرطة لندن تبحث عن محمد زيدي

لندن تتنفس بحذر وكأنها خارجة من معركة
التحقيقات تتوسع ... والتركيز على عمل انتحاري

كتيبة إيلاف تلاحق خميس لندن
كل شيء كان أسود .. أسود في خميس لندن
شهود يروون معاناتهم تحت الأرض

تعزيز الإجراءات الأمنية في اليابان
رسالة من الرياض عن انجارات لندن
طالبان: البريطانيون يدفعون ثمن أفعال حكامهم
أستراليا قلقة لغياب معلومات الاستخبارات
الصحف البريطانية تتحدث عن مشاركة إنتحاري
حوزة النجف: مفجرو لندن إرهابيون تكفيريون
بلير يتوعد الارهابيين
حذف من الموقعالناشر فورًاوتضمن أخطاء في الايات
إيلاف تنشر النص الأصلي للبيان المنسوب للقاعدة

سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى
سلسلة تفجيرات فيلندن

بلير مصممون على الدفع مع أمننا ضد الإرهابيين
التداعيات الإقتصادية لانفجارات لندن
فرنسا تشدد الأمن بعد تفجيرات لندن
حرب بين الأممية و الأصولية
مؤشرات على استخدام متفجرات في انفجارات لندن
رئيس البرلمان الاوروبي: الارهاب وراء انفجارات لندن
صدمة و ارتباك بعد انفجار في حافلة بلندن
لا مؤشرات على اعتداء بيولوجي او كيميائي في لندن
اسبانيا تستنفر كل انظمة الانذار والحماية
روسيا: عناصر عربية او ايرلندية وراء تفجيرات
الكويت تدين بشدة تفجيرات لندن
رئيس بلدية لندن: الارهابيون سيفشلون
من صور خميس لندن