كتاب فلسطينيون يشنون هجوما على تصريحات الزهار
القبل التي تتبادل على شاشات الفضائيات لا تعكس ما في القلوب
سمية درويش من غزة: شن كتاب ومحللون سياسيون فلسطينيون ، هجوما لاذعا على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، لاسيما بعد التصريحات التي أطلقها د. محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس ، خلال حفل تخريج مجموعة من مقاتلي كتائب القسام ، حيث قال "هذا النموذج الذي أدى لإزاحة الاحتلال ، وليس سلاح السكارى والذين يحتفلون بالسلاح في الشوارع"، وأضاف الزهار "هذه الصفوة نموذج لكتائب القسام التي لا تهزم ، أرجو ألا يذوق باس هؤلاء (القسام) غير يهود.
وقال المحلل السياسي والسفير السابق يحيى رباح ، لولا أن الساحة الفلسطينية لها خصوصية معروفة بان المقدمات ليس شرطا مؤكدا أن تقود إلى نتائج ، وأن المواقف المتأزمة تجد من ينفس حدتها من أطراف داخلية أو خارجية، وأن النار يمكن إطفاؤها قبل أن تستعر ، لولا كل ذلك وأكثر منه، لقلنا إن التصريحات التي جاءت على لسان الزهار، وعلى لسان قيادات ميدانية مسؤولة عن العمل العسكري مباشرة، هي من قبيل إعلان الحرب الأهلية ، لأن هذه التصريحات نفت بالمطلق ليس فقط كل ما تم الاتفاق عليه منذ شهر شباط الماضي في القاهرة ، وما بعد القاهرة، ولكنها نفت أيضا الأجواء الأخوية التي ساعدت على الوصول إلى تلك الاتفاقات.
ومن جهته اتهم المحلل السياسي عدلي صادق ، الزهار بقوله كلاما زائدا تطرق فيه إلى سلاح بيد سكارى، يمتشقونه ويحتفلون في الشوارع، ووضع الحاضرين في مناخ احتراب ، إذ حاول إيهامهم بأن هناك مؤامرة تفكيك، وأنها بالمعنى بعيدة عن حلمة أذن من يضمرها، وأن المتدربين سيقومون بتدريب آخرين ، لكي يتحول الشعب الفلسطيني كله، إلى مجاهدين، فنحرر فلسطين من النهر إلى البحر.خارج شرعية السلطة
وأوضح رباح في مقاله ، بأنه في هذه اللحظات لم يبق على الاستحقاق الكبير وهو الانسحاب الإسرائيلي سوى يوم أو بعض يوم ، ولكن المشاكل الرئيسية تبدو عالقة على حالها، والمشكلة الأولى بطبيعة الحال هي ما يعبر عنه في الجلسات الخفية باسم إدارة قطاع غزة. وتساءل هل هي للسلطة كجزء من مسؤوليتها الشرعية عن إدارة كل فلسطين بعد الانسحاب الإسرائيلي عن أراضي الضفة والقدس ؟ أم عبر صيغ من الشراكة خارج شرعية السلطة، يستقوي فيها كل طرف بسلاحه، وقدرته على خلق الفوضى ، حين لا يكون قادرا على خلق الوئام؟. واستطرد رباح قائلا ، أما المشكلة الثانية فهي السلوك الفصائلي خلال وبعد الانسحاب أو بصورة أدق سلوك السلاح الذي هو في يد الفصائل وعلى الأخص في يد حماس كيف سيكون هذا السلوك؟ ما هي ضوابطه الوطنية، وما هي مرجعياته؟.
سلاح بيد سكارى
أما المحلل السياسي صادق فقال ، لا يصح بأي شكل الحديث عن سلاح في يد سكارى، يحتفلون في الشوارع ، ثم إن تداعت الأمور، ورد أحد القياديين من فتح تنشأ الشكايات بالأطنان، فمن حقنا كفلسطينيين، ومن حق الشباب الذين احتفل د. الزهار بتخريجهم، أن يسمعوا شيئا عن القواسم المشتركة بين القوى التي قاومت، موضحا بان الوطن ليس وطن حماس والزهار فقط، وليس وطن فتح وقيادييها فقط. وكان صادق قد جمدت عضويته من فتح ، من قبل فاروق القدومي (أبو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير، غير أن أبو اللطف تراجع عن قراره قبل يومين .
وذكر صادق بأنه كان أجدر بالزهار، أن يسهم في مناخ احتفالي أخوي، يعيد الفلسطينيين إلى مشاعر التوحد، وليس استعادة الشعارات القصوى، في لحظة إنجاز جزئي، نريده أن يكون ناجزا، فالشعارات القصوى، لا يستخدمها الآن قادة حماس في الخارج.
لعبة خطرة
وعاد رباح قائلا ، نرى لعبة تجرى على الساحة وهي لعبة خطرة جدا، كل خلل بسيط فيها قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، وخسارة فادحة، وهي لعبة حافة الهاوية، اليوم عبر هذه التصريحات واستعراضات القوة نحن على حافة الهاوية بدل أن نكون على بوابة الأمل، والسبب الرئيسي أن نصوص الاتفاقات لا تعكس النوايا، وأن القبل التي يتم تبادلها على شاشات الفضائيات لا تعكس ما يعتمل في القلوب، وأن الورود الجميلة التي نتبادلها في المناسبات لا تعبر عن الخناجر التي نخبئها وراء ظهورنا.
وأشار الى ان الوضع معقد وخطير وينتظر شرارة واحدة، والسلطة التي تتسلم أول استحقاق منذ إنشائها لا يمكن أن تقبل بهدر هذا الاستحقاق، موضحا بان فتح صاحبة المشروع الوطني ورغم ما تعانيه في داخلها لا تستطيع أن تنسحب من المشروع لمجرد أن الأطراف الأخرى تلعب لعبة حافة الهاوية.
التعليقات