تحدثت عن إصابة اثنين بانفجار ثم عادت ونفت
تضارب الأنباء حول حادث للقوة الدولية بسيناء


نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أنباء متضاربة بدأت بتصريحات لممثل القوة المتعددة الجنسيات في القاهرة، تحدث فيها عن وقوع انفجار صباح اليوم الاثنين بالقرب من مطار عسكري تستخدمه هذه القوة في مهام مراقبة حفظ السلام بشمال سيناء، مما أسفر عن سقوط جريحين، غير أن ممثل القوة المتعددة الجنسيات عاد مرة أخرى ليعلن أن مركبة تابعة للقوة تحطمت في الأراضي المصرية، موضحاً أن تحطمها لم يقع داخل منشآتها، وأن شخصين كانا داخل الحافلة لم يلحق بهما أي أذى، ولم يصب أي منهما كما ورد في تصريحات سابقة له .

وكان إيان باكسندل ممثل القوة بالقاهرة قد صرح في وقت سابق اليوم بأن حادثا وقع في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين بالقرب من مطار الجورة على بعد ستين كيلومترا جنوب شرق العريش، موضحاً أن شخصين أصيبا بجروح، وبينما تكهن مصدر بأن يكون الانفجار ناجماً عن لغم انفجر تحت سيارة، غير أن مصدرا آخر من القوات المتعددة الجنسيات تحدث عن انفجار اسطوانة غاز، حتى أتت التصريحات الأخيرة لممثل القوة التي نفى فيها تماماً وقوع أية انفجارات، ولم تتضح حتى الآن حقيقة ما حدث على نحو قاطع تجدر الإشارة إلى أن معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 تنص على وجود قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام في شبه جزيرة سيناء المصرية .

وشهدت مناطق سياحية في سيناء سلسلة تفجيرات وقعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بفندق هيلتون طابا، ومخيمات البادية ووادي القمر بمدينة نويبع شمال سيناء، والتي أسفرت عن مصرع 34 شخصا من بينهم تسعة مصريون، وإصابة آخرين من بينهم 24 مصريا و124 إسرائيلياً، فضلاً عن إحداث تلفيات هائلة في الممتلكات .

كما شهد منتجع شرم الشيخ الساحلي تفجيرات دامية يوم الثالث والعشرين من تموز (يوليو) الماضي، أودت بحياة ما يزيد على ستين شخصا فضلاً عن إصابة العشرات .

قصة قوة السلام
ويقول اللواء أركان حرب (متقاعد) طه المجدوب، وهو أحد الخبراء المصريين الذين شاركوا في مفاوضات السلام مع إسرائيل، إنه على الرغم من أن القوة المتعددة الجنسيات في سيناء أقرب منها إلى المدنية من العسكرية، إلا أنها تعد رمزا مهماً لرعاية عملية السلام بين البلدين .

ويستعرض اللواء متقاعد محسن حمدي، قصة مصر مع قوات الفصل الدولية، بينها وبين اسرائيل، قائلاً إن ذلك حدث للمرة الاولى بعد حرب 1956، حيث تم تشكيلها من قبل الأمم المتحدة، وللمرة الاولى يتم استخدامها في العالم، وظلت حتى قيام القاهرة برفض وجودها عام 1967، ثم إعادة تشكيلها من خلال تنفيذ اتفاقية الفصل الأولى بين مصر واسرائيل بعد حرب 1973 ثم في اتفاقية الفصل الثانية, وكانت مصر اقترحت إنشاءها من الأمم المتحدة، ووافق عليها هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي حينذاك .

وأشار اللواء حمدي، الذي رأس وفد مصر خلال مفاوضات القوة، الى وجود الكثير من الصعوبات التي هددت تشكيل القوة المتعددة الجنسيات، حيث أرادت اسرائيل وأميركا أن تقوم قوات حفظ السلام بتفتيش السفن التي تمر عبر مضيق شرم الشيخ, وبالطبع رفضت مصر، وأكدت أن هذه المياه إقليمية وتحت سيادتها فقط, ثم اقترحت اسرائيل أن تقوم القوة المتعددة الجنسية بتفتيش المواقع القريبة من نقاط المراقبة، لكن القاهرة رفضت واستطاعت تخفيض البنود التي وضعتها أميركا لتصبح هذه القوات من 46 الى 25 فقط

واضاف أنه في شهر آب (أغسطس) من العام 1980، تم توقيع الاتفاق النهائي لتشكيل القوات التي تشارك فيها 11 دولة، وتعمل بشكل مستقل وتكون مهمتها مراقبة الحدود بين البلدين، اعتبارا من خليج شرم الشيخ وحتى رفح .