أسامة العيسة من القدس: اعتبر الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، بأنه جاء كخطوة أولى نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها ضد الجيش الإسرائيلي ومستوطناته في مواقعه المختلفة. ودعا حبش في كلمة وجهها، للفلسطينيين والعرب بمناسبة الانسحاب، إلى تعزيز الوحدة الوطنية والاحتكام إلى الحوار الديموقراطي في حل الخلافات وتحريم الاقتتال الداخلي وإعادة بناء مؤسسات م.ت.ف وتشكيل لجنة متابعة جديدة للمقاومة.

وقال حبش الذي يطلق عليه مؤيدوه لقب الحكيم في رسالته "أبنائي وأخواتي ورفاقي العابرين بوابات النصر إلى فجر الحرية والاستقلال، نحتفل اليوم وسوياً بجلاء المحتل الصهيوني عن جزء من أرضنا الحبيبة في قطاع غزة، تكنيس الاحتلال العسكري ومستوطنيه، وشعبنا يعد العدة لاحتفالية تليق بتضحيات آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم على مذبح الحرية والاستقلال منذ النكبة والثورة والانتفاضتين الأولى عام 1987والثانية 2000".
وأضاف "لقد جاء هذا الانسحاب الإسرائيلي كخطوة أولى نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها ضد جيش العدو ومستوطناته في مواقعه المختلفة، وعند قراءة هذا الحدث، وهذا الانتصار الذي تحقق بفضل المقاومة والانتفاضة وصمود شعبنا، وتضحياته فأنه يتعين علينا أن ننظر لهذه الخطوة الإسرائيلية بحذر وقلق شديدين وذلك لما هو مرسوم إسرائيلياً في تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير من خلال سيطرتها على المعابر، وعلينا أن نلحظ جوهر العقلية الصهيونية والتكتيك المتبع في السياسة الصهيونية حيث يتم التركيز على الاستيطان في الضفة وعزل المدن عن بعضها، وتقطيعها عبر جدار الفصل العنصري".

ورأى حبش في "الانتصار الكبير الذي تحقق بفعل المقاومة والانتفاضة يضاف إلى جملة الإنجازات التي تحققت عبر سنوات الانتفاضة، ومع الاهتمام الفلسطيني والعربي والدولي بخطوة الانسحاب، فإنه يتعين علينا أن نكون بمستوى المسؤولية". وأضاف "ومن الأهمية أن نجعل هذه الاحتفالية تكريماً خاصاً للشهداء، ووفاءاً إلى دمائهم الطاهرة التي صنعت الحرية والاستقلال، وتكريماً خاصة لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني وسجن أريحا وبذل الجهود للمطالبة بالإفراج عنهم. ولا تقتصر هذه الاحتفالات على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وحده، وإنما ضرورة تعميم هذه الظاهرة في الضفة والقدس ومناطق 1948وكل المدن والقرى في فلسطين وفي جميع أماكن اللجوء والشتات الفلسطيني".

واعتبر "الفرحة الغامرة التي عبر عنها شعبنا في تحقيق النصر على العدو الصهيوني، بانسحابه من قطاع غزة، لهو دليل على استكمال مشروع التحرير لمناطق أخرى، كما أن هذا العدو لا يفهم سوى لغة المقاومة، وذلك من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية الإنجازات التي تحققت في الانتفاضة. وعلينا أن نرى تأثيرات ذلك الانسحاب على معنويات المستوطنين الصهاينة، والمتطرفين اليهود الذين يرفضوا مبدأ الانسحاب وإخلاء الأراضي، هذه التأثيرات من شأنها أن تضع المجتمع الصهيوني أمام حقائق جديدة".

وقال "إن قطاع غزة بحاجة فائقة إلى تأهيل وإعمار بعد أن طالت آلة الحرب والدمار الصهيونية جميع المناطق". ودعا إلى تعميق وتعزيز الوحدة الوطنية بين كافة القوى والفصائل والاحتكام إلى الحوار الديموقراطي في حل الخلافات وتحريم الاقتتال الداخلي وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل لجنة متابعة جديدة للمقاومة والتي تولي اهتمامها لما بعد الانسحاب، والتأكيد على وجود ضرورات وطنية ملحة غير قابلة للتأجيل من نمط انتخابات المجلس الوطني الجديد داخل الوطن وخارجه، وتطبيق مبدأ التمثيل النسبي في الانتخابات، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية التي تتضمن بوضوح إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، وحق العودة، عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي شردوا منها عام 1948، وحماية منجزات المقاومة والانتفاضة من خلال استمرارها، وتشكيل قيادة موحدة بمشاركة جميع الفصائل. وختم حبش رسالته بالقول "إن الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة قد تعمد بدماء الشهداء والمقاومين والجرحى والأسرى المناضلين المعتقلين في سجون العدو الصهيوني وسجن أريحا. ومن واجبي هذا أن أتوجه بالتحية الكبيرة إلى الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني وسجن أريحا وأقول لهم أن الصبح لناظره قريب".