غزة : قال شهود ان عشرات من الشرطة الفلسطينية اقتحموا يوم الاثنين مكاتب حكومية في بلدة رفح بجنوب قطاع غزة للاحتجاج على إخفاق السلطة الفلسطينية في السيطرة على حالة غياب الأمن المتصاعدة في القطاع.وأغار رجال الشرطة على مكاتب حكومية ومحاكم ومبنى البلدية في رفح كما حطموا نوافذ مبنى وزارة الداخلية وأجبروا الموظفين على الرحيل . وقال الشهود ان رجال الشرطة كانوا مُسلحين لكنهم لم يكونوا يرتدون زي الشرطة وانهم كانوا يحتجون على ما وصفوه بفشل السلطة الفلسطينية في منحهم سلطة إقرار النظام وفرض القانون في غزة . وكان بعضهم مُلَثما.وهذه الواقعة هي أحدث مؤشر على حالة الفوضى التي تسود القطاع الذي شهد تصاعدا في الاضطرابات الداخلية منذ الانسحاب الاسرائيلي في سبتمبر ايلول الماضي الذي أنهى وجودا عسكريا استمر 38 عاما.

وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مطلع الاسبوع بالعمل على إقرار النظام. وبعد بضع ساعات اختطف مسلحون فلسطينيون لفترة وجيزة ناشطا ايطاليا مدافعا عن السلام وفجروا ناديا تابعا للامم المتحدة يقدم الخمر لرواده.

عباس يرفض تأجيل الانتخابات

رفضالرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولة من جانب اعضاء في حركة فتح التي يتزعمها للانسحاب من الانتخابات البرلمانية التي تجري هذا الشهر وسط فوضى متزايدة في قطاع غزة . و قالت مجموعة مؤلفة من نحو 20 مرشحا انها تريد الان تأجيل الانتخابات بعد رفض محاولتهم للانسحاب لان الموعد النهائي للانسحاب انتهى.وقالت اللجنة المركزية بفتح وهي اعلى هيئة لصنع القرار بالحركة في وقت سابق انه يجب على عباس تأجيل الانتخابات المقرر ان تجري في 25 يناير كانون الثاني اذا استمرت الفوضى ونفذت اسرائيل تهديدا بمنع التصويت في القدس الشرقية اذا ترشحت حماس .

وقال حاتم عبد القادر المسؤول بفتح quot;لم نحصل على موافقة من قيادة فتح على سحب ترشيحنا.

quot;نؤيد ارجاء الانتخابات بسبب القدس وبسبب الوضع الامني الداخلي الذي تسوده الفوضى.quot;

ورفض عباس تأجيل الانتخابات التشريعية ويخشى ان يضر ذلك بفرص فتح ويعزز حماس التي تزايد نفوذها منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وفي اعقاب الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر ايلول.

وقال مسؤول كبير في فتح ان عباس رفض الطلبات التي طرحت قبل الموعد النهائي عند منتصف الليل بالتليفون من دولة الامارات العربية المتحدة التي يزورها خلال جولة دبلوماسية بالخليج.

واضاف المسؤول ايضا ان اللجنة المركزية كانت تعتزم محاولة سحب القائمة كلها ولكن المرشحين لم يتمكنوا من التوصل الى اجماع بشأن هذه المسألة.

وتزايدت القلاقل في قطاع غزة والتي تمثلت في خطف اجانب وحصار مسلحين فلسطينيين لمبان منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وفي اعقاب تزايد الاتهامات بالفساد داخل فتح .

وخطف يوم الاحد نشطون فلسطينيون في غزة داعية سلام ايطاليا ثم اطلقوا سراحه وفجروا ناديا خاليا تابعا للامم المتحدة.

وأفرج مسلحون بغزة يوم السبت عن ثلاثة بريطانيين كانوا قد خطفوهم قبل ذلك بيومين .

وكرر عباس تعهدا يوم الاحد بتطبيق القانون والنظام لمكافحة الفوضى . و اعلن عباس تعهدات مماثلة في الماضي ولكن لم يتم فعل شيء يذكر.

وطالبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي حققت مكاسب قوية في الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي باجراء الانتخابات في موعدها.

وتعارض اسرائيل وواشنطن اشتراك حماس في الانتخابات وتخشيان من احتمال ان تحقق مكاسب قوية.

واكتسحت حماس الانتخابات المحلية العام الماضي وسيطرت على المدن الرئيسية بالضفة الغربية واجزاء من قطاع غزة.

وقال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لرويترز ان معظم اعضاء اللجنة وقعوا مذكرة داخلية ستسلم الى عباس تتضمن توصية بتأجيل الانتخابات اذا استمرت الفوضى واذا منعت اسرائيل التصويت في القدس.

وهددت اسرائيل بمنع التصويت في الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية اذا سمح لحماس بالاشتراك فيها. لكن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا تحاول الضغط على اسرائيل لتسمح بالتصويت.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية التي يعيش فيها 226 الف فلسطيني عقب احتلالها في حرب 1967 في اجراء غير معترف به دوليا. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل بينما تزعم اسرائيل ان القدس كلها عاصمة لها.

وقال زكي ان اجراء الانتخابات بغير تصويت في القدس سيكون سابقة سياسية خطيرة والفوضى لن تتيح الفرصة لعملية ديمقراطية حقيقية.