إيلاف من أمستردام: بعد ازدياد موجة الغضب الشعبي في مناطق الانبار وسامراء والفلوجة تجاه تنظيم الزرقاوي بعد استهدافه لمتطوعين من ابناء الرمادي غرب بغداد اودى بحياة ثمانين شخصا منهم واختطاف متطوعين من سامراء كانوا في طريقهم من بغداد لمدينتهم شمال بغداد، اعلنت خمسة تنظيمات سنية مسلحة في محافظة الانبار براءتها من تنظيم الزرقاوي قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بعد عدة معارك مسلحة شهدتها هذه المحافظة ومدينة سامراء ضد انصار الزرقاوي من العرب والعراقيين الذين باتوا يعرفون بالتكفيريين.

حيث توجه اليهم الاتهامات بقتل عدد من شيوخ العشائر ورجال الدين واساتذة جامعات وضباط في الجيش العراقي الجديد من ابناء الطائفة السنية في الرمادي وبغداد.

وعرف من هذه التنظيمات الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وشهداء الرمادي حسب ما نشرته الصحف البغدادية هذا اليوم مستندة إلى مصدر موثوق في مدينة الفلوجة.

وكان ابو مصعب الزرقاوي هدد أبناء السنة العراقيين من المشاركة في العملية السياسية بما فيها الانتخابات التي جرت منتصف الشهر الماضي بالقتل باعتبارهم مرتدين وذكر فياخر بياناته الصوتية الحزب الاسلامي العراقي وحذره من المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية القادمة التي من المرجح ان يشارك الحزب الاسلامي في تشكيلها من خلال جبهة التوافق العراقية التي دخل الانتخابات خلالها.

ورد الحزب على بيان الزرقاوي باستمراره في العملية السياسية. وتأتي هذه التطورات ضد تنظيم الزرقاوي غرب العراق بعد ان كانت حاضنة له بسبب اقدامه على تجنيد الانتحاريين من الشباب العراقيين لقلة تسلل المتطوعين العرب للعراق. ورغبة ابناء المناطق ذات الاغلبية السنية شمال وغرب العراق في مشاركة اوسع لهم في العملية السياسية التي ينظرون للحكومات الثلاث السابقة أنها اقتصرت في اغلبها على الشيعة والاكراد. كما يبدو انعكاسا للوعود الاميركية لممثلي الجماعات السنية المسلحة بمشاركتهم في العملية السياسية وعدم ملاحقتهم قانونيا اذا تعهدوا الكف عن الاعتراض المسلح وطرد اتباع القاعدة والزرقاوي من الاراضي العراقية حسب ما رشح من أنباء صحافية أميركية اوردتها صحيفة نيويورك تايمز عن لقاءات جرت في الاسابيع الماضية بين ممثلين عن تلك الجماعات وضباط اميركيين في العراق.

وحصل السكان على وعود بسحب القوات الاميركية من مناطقهم اذا ما ساهموا بطرد المسلحين التكفيريين منها حيث يشكل الجانبان (الجيش الاميركي والمسلحون) عقبات يومية.

من جانب اخر قال اللواء الركن مهدي صبيح هشام قائد قوات حفظ النظام في العراق ان قواته القت القبض قبل ايام في منطقة الدورة في بغداد على ارهابي اعترف بقتله اكثر من الف عراقي. واضاف اللواء هشام ان الارهابي كان يستهدف العراقيين فقط بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية او القومية.

ولم يذكر خلال حديثه لصحيفة الصباح البغدادية القريبة من الحكومة العراقية جنسية الارهابي او اي تفاصيل عنه غير انه اكد ان كل التفاصيل عنه سيتم نشرها قريبا بعد تصويره وعرضه عبر وسائل الاعلام العراقية حيث سيدلي باعترافاته واسماء من قتلهم ليتسنى لذوي الضحايا مقاضاته قانونيا.

وتعتبر منطقة الدورة التي تم القاء القبض على الارهابي فيها الرابط بين بغداد ومثلث الموت الذي تمر من خلاله قوافل المسافرين من بغداد لمحافظات الفرات الاوسط الشيعية كربلاء والنجف والحلة والديوانية والسماوة وبالعكس. ويضم مثلث الموت مدن اليوسفية والللطيفية والاسكندرية وشهدت مئات الهجمات التي راح ضحيتها مسافرون من بغداد لتلك المحافظات او عائدون منها لبغداد.