نبيل شرف الدين من القاهرة: لم يكن مشهد الجلسة الافتتاحية لقمة الإتحاد الأفريقي السادسة ينبئ بما يدور في الكواليس من صراعات واتصالات حثيثة تستهدف إقناع خمسة من القادة الأفارقة اعترضوا على مساعي السودان لرئاسة الاتحاد، بالنظر إلى أن ذلك من شأنه أن يلقي بظلال على مصداقية الاتحاد، المكون من 53 دولة جريا على تقليد بان تصبح الدولة المضيفة هي الرئيس التالي، ومن شأن ذلك أن يتولى السودان الذي يستضيف القمة التي تستمر يومين وبدأت اليوم الاثنين القيادة خلفا لنيجيريا.
والقى الخلاف حول رئاسة الاتحاد بظلاله على الإعداد للقمة التي تستهدف التركيز على الثقافة والتعليم، غير أن الرئيس السوداني عمر البشير أكد في كلمته أن بلاده لا تقبل بأي عوارض ظرفية تزعزع روابطها التاريخية مع أفريقيا، وقال إن الوشائج التي ربطت السودان بأفريقيا لا يمكن الانفصال عنهاquot;، وتطرق البشير إلى مسألة هوية السودان التي لا تزال تثير الكثير من الخلافات داخل بلاده، فأكد في خطابه أنها دولة أفريقية عربية وأنها تمثل جسر تواصل بين الشعوب الأفريقية والعربية، وقال إن السودان يسعى بأيدي أبنائه وجهود أفريقية إلى إنهاء الحروب، وإنه يثمن غالياً جهود الاتحاد الأفريقي لحل مشكلة دارفور مشيرا إلى أن الجهد الأفريقي هو الذي سيقود إلى السلام في ذلك الإقليم .
بؤر الصراع
وبينما تجاهل الرئيس السوداني في كلمته أي إشارة إلى التوتر بين بلاده وتشاد، فقد ركز خلال كلمته الافتتاحية على دور الاتحاد الأفريقي في حل أزمة دارفور، قائلاً quot;إن التحدي الأساسي الذي يواجه أفريقيا ليس الفوارق الاقتصادية بين الجنوب والشمال، بل في تقارب ثقافات البشر والاستعلاء الذي يمارس ضد الجنوب العالمي، وعلينا اكتشاف شخصياتنا واستلهام رؤانا المشتركة والاعتماد على الذات الجماعية في المحن لرفعة القارة الأفريقيةquot;.من جانبه أشار كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مبعوثه السفير محمد سحنون الى النزاعات الدائرة حاليا في أفريقيا، معربا عن أمله في أن تحل قضية دارفور في أسرع وقت .
أما ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، فقد أكد استمرار تأزم الوضع في دارفور وقال إنه على الرغم من كل الجهود المبذولة لتثبيت السلام في السودان، لكن قضية دارفور لاتزال باقية بمأساتها الإنسانية وما يجري حولها ولاتزال دون الآمال الأفريقية وأنه ينبغي أن تحث الاطراف السودانية للالتزام بتعهداتها .. وعلى الجماعات المتمردة أن تبين للقادة الافارقة ما هو وضعهم في الميدان .
وفي ما يتعلق بالوضع في دولة ساحل العاج .. قال كوناري إن الوضع لايزال مقلقا بعد تأخر تنفيذ اتفاق وضع السلاح واجراء الانتخابات ..وناشد العاجيين ان يساعدوا اخوانهم في الاتحاد الأفريقي كي يساعدهم
واختتم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي كلمته قائلا quot;يتعين علينا ان ندافع عن الأسعار التي تقابل منتجاتنا وان يكون الدفاع جماعياً، مشيرا إلى ان الطريق الوحيد لتخليص أفريقيا من عدم استقرارها هو البحث عن الحكم الرشيد الذي يناسب القارةquot;، على حد تعبيره .
العرب وأفريقيا
بعد ذلك تحدث عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية مؤكداً ضرورة تدعيم العلاقات العربية الأفريقية، ومضى قائلاً إن مظاهر الوضع العالمي الجديد تتطلب الدفع باتجاه فحص الضوابط التي تحكم العلاقات العربية الأفريقية واصبح تحديث هذه العلاقة واعادة بنائها على اسس مصلحية أمراً لازماً، وقال إن الطرفين يشكلان معاً جزءا من الجبهة التي تعمل على مكافحة الارهاب .
واعتبر موسى أن التداخل بين الفضائين الأفريقي والعربي والمصالح الواحدة تدعو إلى إزالة التشوهات التي يمكن أن تحدث للعلاقة بين الطرفين وأن معالجة النزاعات في القارة الأفريقية والتعامل مع المشاكل التي يواجهها العالم العربي اصبحت امرا لا يتجزأ وكذلك التنمية، وأكد تأييده لموقف أفريقيا الساعي إلى توسيع مجلس الأمن وان تكون للقارة مقاعد في المجلس تمنحه حقوقا متساوية مع المجموعات الاخرى .. مؤكدا ان مستقبل الامم المتحدة اهم من توسيع مجلس الأمن الدولي .
واختتم موسى كلمته قائلاً إن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي نجحا في التعامل مع قضايا وصراعات مختلفة سواء في السودان او الصومال أو جزر القمر، وقال quot;إن الجامعة العربية تناصر جهود الاتحاد الأفريقي من أجل معالجة ازمة دارفورquot;، من دون أن يخوض في تفاصيل تلك الأزمة .
واختتم الرئيس النيجيري، اولوسيغن اوباسانجو، رئيس الاتحاد الافريقي المنتهية ولايته، الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أن الاتحاد يسير على الطريق الصحيح من خلال التعامل مع القضايا الاساسية والاصلاحات في الحكم، وقال إنه quot;رغم جهود بعثة الاتحاد الافريقي في السودان فان انعدام الامن ما زال مستمرا في دارفور في حين لا يبدو ان الوضع الانساني قد تحسنquot;، وطلب اوباسانجو من كافة أطراف النزاع التوصل إلى اتفاق في ابوجا، حيث تدور مفاوضات السلام برعاية الاتحاد الافريقي بين المتمردين المنحدرين من إثنيات افريقية وبين القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد العربية المتحالفة معه.
التعليقات