فتح النهار على متنفذي السلطة كاشفا كل quot;مستورquot;
عدلي صادق لـquot;إيلافquot;:اشك بقدرة فتح على النهوض
سمية درويش من غزة: فتح عدلي صادق سفير فلسطين في رومانيا ، خلال حوار مفتوح مع quot;إيلافquot; النار على متنفذين في السلطة الوطنية الفلسطينية ، وكاشفا المستور منه ، مشككا في إمكانية نجاح حركة فتح في النهوض.
ولفت صادق خلال الحوار الساخن ، بان نجاح حركة حماس أصبح مرهونا بمدى مسارعتها للتفعيل السياسي لفوزها ، كما يجب على سؤال إن كان إصرار فتح لعدم المشاركة في حكومة حماس ، يعد عقابا للشعب الفلسطيني ، أم لحركة حماس؟.
كل ذلك في الحوار التالي:-
كيف تقيمون إخفاق حركة فتح كبرى الفصائل أمام حركة حماس بالانتخابات التشريعية؟
إنه إخفاق متوقع ، بالنسبة لي بحجمه وأكثر، ولم يكن مفاجئا أو صدمة مثلما يقولون ، وكنا قد نبهنا أوساط الحركة منه ، وعلى أية حال هو نتاج طبيعي ، لوضعية الترهل والعجز التام عن إحداث أي تغيير ، بل العجز عن تكريس حتى الناظم الضروري ، الذي يمكن أن يجعل فتح حركة موحدة.
وأضاف ، لم يتبق من فتح سوى الإرث الكفاحي الكبير ، وما دون ذلك هي حالات غير منسجمة على الأرض ، ولا مثال صالحا فيها ، له قوة جذب وتوحيد وتأثير، مقابل مئات الأمثلة القبيحة التي تعتاش على فتح وتركب موجتها، وتسيء لسمعتها.
انتم من أكثر الدعاة الذين نادوا على مدار السنوات الماضية بالإصلاح ، برأيك ما هي الأسباب التي تحول دون مسيرة الإصلاح في صفوف الحركة؟
قلت في مقالتي الأخيرة ، قبل الانتقال للعمل في السلك الدبلوماسي، إن مهام التغيير، لا بد لها من عصبيات شديدة العزم ، حسب قول ابن خلدون عن العمران ، وهذا هو النمط الإيجابي من العصبيات، أي لا بد لها من شرائح تلتقي للنهوض بمهام التغيير.
فعصبية التغيير غير موجودة حتى الآن في فتح والمتنفذون ليسوا صالحين لكي يصلحوا شيئا ، والرئيس أبو مازن نفسه ، ومعه رئيس حكومته أحمد قريع ، وهما اثنان من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ، لا ينتميان لبيئات صالحة ، بمعنى أنهما من غير ذوي الزهد الشخصي ، والترفع عن الخيارات الخاطئة التي تقررها بيئتيهما ، عند ممارسة العمل العام ، وفي قرارات التعيين.
باعتقادك هل ستنهض فتح من جديد لمواجهة التسونامي الأخضر؟
إن نهوض حركة فتح يحتاج إلى عمل دؤوب ، والى ناظم تنظيمي صارم ، وأشك في أن الحركة ستنجح في النهوض ، اللهم إلا إن أتيح لها أن تتغذى على أخطاء حماس مثلما تغذت حماس على خطاياها ، ويمكن أن يسجل الشباب محاولة للنهوض ، إن بادروا هم بطرح واقع آخر للحركة، فيما يشبه الثورة الداخلية، وعندئذ ستكون المسيرة طويلة لا تليق إلا بالأوفياء المناضلين الزاهدين.
هل تؤيد مشاركة فتح لحماس بالحكومة القادمة ، ولماذا ترفض قيادات فتح المشاركة بالحكومة؟
لا أؤيد مشاركة فتح في الحكومة ، لغير السبب الذي جعل ناطقون باسم فتح شرحه وتفسيره بطريقة من يريد تعجيز حماس ، لتأخذ هذه الأخيرة فرصتها ، ومن يتحدث عن خبرة لدى فتح بحالتها الراهنة ، يكون واهما، لأن فتح نفسها لم تستفد من خبرات أبنائها ، فنبيل شعت مثلا، قام بتنصيب مرافقه الشخصي مسؤولا عن مؤسسة التلفزيون في غزة ، وهو شاب قيل أنه درس لمدة عامين كمساعد فني، في أحد تخصصات الملاحة البحرية.
وأضاف ، استمرت ممارسة القهر الوظيفي عند نبيل وغيره ، حتى في ظل الحديث عن الإصلاح ، معنى ذلك أن خبرة فتح المرتجاة ، ليست إلا خبرة الشريحة التي أسقطت التراث الكفاحي الكبير للحركة ، في الانتخابات التشريعية ، وعندما تأتي حماس على سبيل القياس ، بمصور تلفزيوني ، لكي يترأس مؤسسة التلفزيون ( مثلا) ، تكون قد تقدمت خطوة عن الفني مساعد الملاح البحري ، الذي لا علاقة له بالإعلام ، هكذا الحال على كل صعيد ، ولا أريد أن أطرح أمثلة وأسماء ، عن تعيينات وترقيات لأشخاص ينبغي إحالتهم إلى النيابة العامة.
في حال أصرت فتح على عدم المشاركة بالحكومة ، هل يعتبر ذلك عقابا للشعب أم لحماس؟
شباب فتح الذين أعلنوا سريعا عن رفضهم المشاركة في الحكومة ، كانوا يدركون أن الأشخاص الذين سيشاركون ، هم أنفسهم الذين أسقطوا فتح ، وبالتالي فإن العقاب هو لمن أسقطوا حركتنا أولا، ثم لأن الحزب الذي يشارك مع حزب ألحق به الهزيمة ، يحكم على نفسه بالذليلة والاندثار، مثلما حدث مع العمل عندما شارك الليكود فأجهز على نفسه.
برأيك بعد وصول حماس لسدة لحكم ، هل ستقوم بإعادة تغيير وإصلاح في السلك الدبلوماسي؟
ما زال موضوع السلك الدبلوماسي خارج متناول حماس اللهم إلا إذا وضعت محاصصة أخرى ، للمسؤوليات في منظمة التحرير الفلسطينية، في ضوء نتائج الانتخابات للمجلس التشريعي في الضفة وغزة ، لكن موضوع السلك الدبلوماسي شديد الصلة بوضعية السلطة، على الأقل لأن خزانة السلطة تصرف عليه مالا كثيرا نجم عن الخراب وعن الفساد.
فلو نظرنا مثلا، لقائمة من يتقاضون رواتب عالية (ترتفع تبعا لنسب غلاء المعيشة المقررة) على كشف بعثتنا لدى اليونسكو مثلا، ستجد عددا كبيرا من أولاد وبنات متنفذين ، يعيشون في باريس ويتقاضون رواتب على أنهم من بعثتنا لدى اليونسكو ، أو لدى البعثة الدبلوماسية ، وهم لا يعملون شيئا غير التردد على المقاهي الباريسية ، وممارسة أعمال أخرى ، ويتقاضى الواحد منهم راتبا يزيد عن رواتب عشرة ضباط شرطة. هكذا الأمر في عمان، والقاهرة ، والجزائر، وتونس، وموسكو، وغيرها ضمن ظاهرة المفروزين والمفروزات التي كتبت عنها في quot;الحياة الجديدةquot; الفلسطينية.
هذا فضلا عن جوانب هدر أخرى ، سنكتب عنها عندما نلمس أن هناك محاولة جدية لإصلاح السلك ، ففي هذا السلك ، يوجد أرباب سوابق، وعندما تحدثت السلطة عن إصلاح ، أعطى الرئيس عباس في رام الله، حق اختيار سفراء، لربيب سوابق، كان سفيرا .
هناك ثورة فتحاوية تطالب بإقالة اللجنة المركزية والمجلس الثوري واللجنة لحركية العليا ، باعتقادك هل تنجح؟
الثورة الفتحاوية عاطفية وعفوية ، وستكشف الأيام مدى جديتها ، لكنني حتى الآن لا أرى شواهد على أن الأمور تتجه إلى تولية أمور فتح إلى خيارها والى مناضليها والى شرفائها الزاهدين.
برأيك كيف ستكون ملامح حكومة حماس القادمة ، وهل ستنجح حماس بدفة أمور السلطة وحياة المجتمع؟
يمكن أن تنجح حماس إن هي سارعت إلى التفعيل السياسي لفوزها، بالإعلان عن برنامج سياسي واقعي ، لا يزاود عليها فيه أحد ، ودون أن تكترث بمن يتهمها بالكذب على الناخبين ، لأننا جميعا عبرنا عن قناعاتنا وعن مدركاتنا التاريخية والجغرافية للقضية الفلسطينية، وتحدثنا عن أهدافنا القصوى ، ثم تراجعنا بسبب مسؤوليات التعاطي مع الواقع.
حسب اعتقادك هل ستسلم فتح بسهولة السلطة لحماس ، ولن تتكرر تجربة الإنقاذ الجزائرية بغزة والضفة؟
حركة فتح ستسلم السلطة بشكل عام ، لكن البعض سوف يحاول إعادة تسمية الأمور من جديد ، كقول القائد الفاشل للشرطة ، بأن مؤسسة الشرطة تتبع الرئاسة ، بينما هي تتبع الحكومة ووزارة الداخلية تحديدا . وأضاف ، لا وجه للمقارنة ، بين ما حدث في الجزائر ، وما نواجهه اليوم ، لأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر ، كانت علنا ضد تداول السلطة، ولأنها قالت مسبقا ، أن التفويض سيكون من الله وليس من الشعب ، ولأنها وهذا هو الذي كان الأهم حازت على نسبة تزيد عن الـ 75% وهي النسبة الكافية لتغيير الدستور وتحويل الجمهورية إلى دولة إسلامية أو دولة للخلافة.
التعليقات