واشنطن: أقر مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يحدد شروط التصديق النهائي على اتفاق التعاون النووي المدني مع الهند، وذلك بعد اكثر من عام على اعلان هذه الشراكة في تموز(يوليو) 2005. واقر مشروع القانون باغلبية 85 صوتا مقابل 12. ويجب ان يتم التنسيق بينه وبين مشروع قانون مشابه اقره مجلس النوا في 26 تموز(يوليو) الماضي كي يتم اقراره نهائا وربما الشهر المقبل. وصوت ابرز المسؤولين الديموقراطيين والجمهوريين على مشروع القانون بالرغم من ان اتفاق التعاون يثير تحفظات قوية من جانب بعض النواب المتخوفين من عواقب نشر الاسلحة النووية.

الأكثرية الديموقراطية في أميركا تكشف عن انقساماتها

وكشف اجتماع العمل الاول الذي عقده النواب الديموقراطيون منذ فوزهم الانتخابي، اليوم، عن انقسامات عميقة على رغم اختيار زعيمتهم نانسي بيلوزي برفع الايدي رئيسة لمجلس النواب الاميركي. وستكون بيلوزي (66 عاما) المعارضة الشرسة لادارة الرئيس بوش، اول امرأة تراس مجلس النواب، ابتداء من كانون الثاني(يناير)، وبذلك ستكون اهم ثالث شخصية في الولايات المتحدة.

لكن هذا الفوز الذي لم يكن مفاجئا قد يخلف مرارة في نفس بيلوزي التي خسرت اول معركة سياسية لدى فشلها في فرض احد المقربين منها نائبا لها ورئيس الاكثرية المقبلة. فقد فاز المنافس السابق لبيلوزي، ستيني هوير (67 عاما) بهذا المنصب (149 صوتا مقابل 86) متغلبا على جاك مورتا (74 عاما) احد اشد المنتقدين للحرب في العراق الذي يطالب منذ سنة بالبدء فورا بانسحاب القوات الاميركية.

ولدى الخروج من اجتماع التصويت بالبطاقات السرية، عكس كثير من الوجوه المتجهمة حدة النقاش الذي سبق التصويت. لكن بيلوزي قالت بعدما وجهت تحية حارة الى الخاسر quot;اجرينا مناقشاتنا وكانت لنا خلافاتنا، لكن انتهى كل شيء الانquot;. واضافت quot;هو الذي اجرى تغييرا على النقاش حول العراق بطريقة اعطتنا الاكثريةquot; داخل الكونغرس. وكان المنتصر ستيني هوير الرجل الثاني حتى الان في المجموعة الديموقراطية خلف بيلوزي. وقال quot;نانسي وانا نعمل معا منذ اربع سنوات بطريقة قريبة وموحدة و ...هذا الفريق المنتصر طلب منه النواب الاستمرار في عملهquot;، معلنا ولاءه للرئيسة المقبلة لمجلس النواب.

ويمكن ان يترجم انتخاب هوير حرص النواب على عدم وصول اشخاص الى مراكز مسؤولية تحوم حولهم شبهات فساد. فقد وصفت منظمة مستقلة هي quot;مواطنون من اجل المسؤولية والاخلاق في واشنطنquot; مورتا بانه quot;احد البرلمانيين الاقل اخلاقاquot;. وما ساهم في فوز الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية الاخيرة هو انعدام شعبية الحرب في العراق واجواء الفساد التي احاطت بالاكثرية الجمهورية السابقة.

وكشفت المنافسة بين هوير ومورتا بشكل واضح الخلافات العميقة داخل المجموعة البرلمانية الديموقراطية والتي تتراوح ميولها بين اليسار الاكثر تحررا والوسط المحافظ. ويعتبر العديد من المعلقين ان بيلوزي ارتكبت خطأ فادحا بدعمها مورتا ما ادى الى اضعاف موقعها في بداية عملها على راس مجلس النواب.

وحتى مساء الثلاثاء كان مورتا هذا الجندي السابق في المارينز يعرب عن ثقته الكاملة بانه سيكون الرجل الثاني في مجلس النواب معتبرا ان تنديده بالحرب في العراق كاف لفوزه. وقال مورتا في تصريح له الثلاثاء quot;ساكون الصوت الاقوى في الملف الذي كان الاهم خلال الحملة الانتخابيةquot; آخذا على هوير عدم موافقته على طلبه بسحب القوات الاميركية من العراق في اقرب وقت ممكن.

ومن المآخذ على مورتا ان اسمه ورد عام 1980 في اضخم فضيحة فساد على الاطلاق حصلت في الكونغرس، وانه قال في احد تصريحاته ان من غير الضروري ان يكون اصلاح الممارسات الاخلاقية في مجلس النوات اولية تشريعية. وتتسلم هذه القيادة الجديدة للديموقراطيين مسؤولياتها رسميا في كانون الثاني(يناير) مع بدء ولاية الكونغرس الجديد. ومكافأة على نجاحه عين منسق حملة الديموقراطيين رام ايمانويل بالاجماع الرجل الرابع في المجموعة الديموقراطية.

مشروع في مجلس الشيوخ لتعديل القانون حول معاملة المتهمين بالارهاب

وقدم السناتور الاميركي كريس دود اليوم مشروع قانون لتعديل القانون الجديد حول معاملة المتهمين بالارهاب خصوصا المحتجزين منهم في غوانتانامو لتمكينهم من تقديم التماسات امام القضاء. وقال هذا السناتور الديموقراطي الفاعل quot;من الواضح ان الاشخاص الذين ارتكبوا هذه الاعمال الوحشية ضد بلادنا ومواطنينا يفتقرون الى اي بوصلة اخلاقية وهم يستحقون الملاحقة بكل ما يمكن ان يتيحه القانون من قساوةquot;. واضاف quot;الا اننا عندما نسحب منهم حقوقهم القضائية وهي حقوق واردة في دستورنا فاننا في الواقع نلغي بوصلتنا الاخلاقيةquot;.

وكان الكونغرس اقر قانونا في ايلول(سبتمبر) الماضي اقام محاكم عسكرية استثنائية لمحاكمة quot;المقاتلين الاعداءquot; والغى اكثر من 400 التماس لسجناء طالبوا امام محاكم مدنية باطلاق سراحهم لعدم توجيه اي اتهام اليه. وكان العديد من محامي المعتقلين اعلنوا عزمهم على التنديد باجراءات هذه المحاكم التي تتيح النظر في شهادات تم الحصول عليها تحت الاكراه. ومن المتوقع ان يفتح فوز الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية الاخيرة باب النقاش واسعا حول معاملة المشتبه في قيامهم باعمال ارهابية.

استطلاع

من جهة ثانية اظهر استطلاع للرأي نشر امس الخميس ان الاميركيين يعولون على الاغلبية البرلمانية الجديدة التي انتخبت الاسبوع الماضي وليس على الرئيس جورج بوش لاتخاذ المبادرة في الملفات الكبرى. وجاء في هذا الاستطلاع الذي اعده معهد quot;بيوquot; ان 60% من الاميركيين راضون عن نتائج الانتخابات التي جرت في السابع من تشرين الثاني(نوفمبر) والتي اسفرت عن هزيمة الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس بوش حتى وان كان نصفهم فقط (50%) يؤيدون برنامج الديموقراطيين.

وسجل المعهد بالتالي انخفاض شعبية بوش الى ادنى مستوى لها اي الى 32%. ويؤكد الاستطلاع ايضا ان العراق كان له الثقل الكبير على الانتخابات الماضية حتى وان كان 22% من الاميركيين فقط يعتقدون ان للديموقراطيين خطة واضحة لادارة الحرب. فقط 19% من الذين سئلوا رأيهم، اعتبروا ان لبوش خطة واضحة حول العراق.

وبالنسبة لانتخابات العام 2008، تعتبر هيلاري كلينتون وباراك اوبامام الاكثر حظا في السباق الى ترشيح الحزب الديموقراطي (39% و23%). اما رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف غويلياني والسناتور القوي جون ماكاين فهما على مسافة واحدة من ترشيح الحزب الجمهوري لاحدهما (27% و26%). واجري الاستطلاع على شريحة من 1479 شخصا بالغا بين التاسع والثاني عشر من تشرين الثاني(نوفمبر).

بيلوسي لرئاسة مجلس النواب

وكان اختار الديموقراطيون بالاجماع نانسي بيلوسي لتصبح اول امرأة تترأس مجلس النواب الاميركي بعد فوزهم في الانتخابات التشريعية النصفية التي جرت قبل حوالى عشرة ايام. وستصبح بيلوسي النائبة عن ولاية كاليفورنيا والتي عملت كزعيمة للاقلية في مجلس النواب، رسميا رئيسة للمجلس عند انعقاد الكونغرس في كانون الثاني/يناير بعد ان سيطر الديموقراطيون عليه لاول مرة منذ 12 عاما.

وذكرت مصادر في الكونغرس ان الديموقراطيين اختاروا بيلوسي (66 عاما) المعروفة بمعارضتها لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش. وباختيارها لرئاسة مجلس النواب، تصبح بيلوسي الثانية التي يمكن ان تخلف بوش، بعد نائبه ديك تشيني، في حالة استقالة او وفاة الرئيس او اذا أصبح غير قادر على القيام بعمله او تم عزله.