بغداد : قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان الاجتماع الذي عقدته الاطراف السياسية في العراق لبحث الملف الامني الجمعة كان ناجحا. واضاف الطالباني ان المشاركين في الاجتماع اتفقوا على زيادة التعاون بينهم ودعم الحكومة العراقية. ويستأنف الاجتماع اليوم بعد وصول رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني الى بغداد يوم الجمعة للمشاركة في هذه الاجتماعات مما يشير الى خطورة الاوضاع التي يواجهها العراق في هذه المرحلة. واجل طالباني زيارة كانت مقررة له السبت الى ايران بسبب الاوضاع الامنية في العراق وحظر التجول المفرض على المدينة. وقال طالباني ان هناك امكانية من ان يتوجه الى طهران يوم الاحد اذا رفع حظر التجول وفتح المطار. وقالت وكالة الانباء الايرانية ان طالباني سيصل الى طهران نهار الاحد وان تأجيل الزيارة كان بسبب اغلاق مطار بغداد الدولي.

عمليات عسكرية
على صعيد آخر، قال الجيش الاميركي في العراق انه قتل عشرة مسلحين ومراهقا، كما اصيبت امرأة حامل اثناء اشتباك بين قوات امريكية ومسلحين شمال بغداد.

واضاف بيان الجيش الاميركي ان القوات الاميركية تعرضت لاطلاق نار عندما كانت تبحث عن مصنع للعبوات الناسفة في منطقة التاجي فاشتبكت القوات الامريكية مع المسلحين.

واشار البيان الامريكي الى اكتشاف كميات كبيرة من الاسلحة والقنابل والذخيرة قرب موقع الاشباك.

وفي حادث منفصل قتلت القوات الاميركية 12 مسلحا اثناء توجه القوات الاميركية الى شمال بغداد لالقاء القبض على احد المتهمين باعداد السيارات المفخخة وتسهيل دخول المقاتلين الاجانب حسب بيان للجيش الاميركي.

وكانت الطائرات الاميركية قد شنت غارة على ما يشتبه بانه ورشة لتصنيع العبوات الناسفة قرب بلدة الطارمية يوم الجمعة.

كما قامت القوات الاميركية بشن غارة على موقع لاطلاق قذائف الهاون في مدينة الصدر الشيعية ودمرته بعد قيام اتباع الصدر باطلاق عدد من قذائف الهاون على حي الاعظمية السني في بغداد.

هجمات انتقامية
وكان العراق قد شهد اعمال عنف كبيرة يوم الجمعة وبخاصة مع مهاجمة مسلحين منطقة تسكنها اغلبية سنية في العاصمة العراقية بغداد وقتلوا اكثر من 30 شخصا حسبما افادت الشرطة العراقية.

ففي احد الحوادث القى مسلحون القبض على ستة اشخاص سنة وصبوا عليهم الوقود واحرقوهم احياء.

وافادت الانباء ان قوات الامن العراقية التي كانت موجودة بالقرب من مكان الحادث لم تتمكن من التدخل، كما ذكرت وكالة الاسوشيتد برس.

كما قام مسلحون سنة مساء الجمعة الماضي بقتل 21 رجلا شيعيا في محافظة ديالى التي تعتبر من المناطق الساخنة من الناحية الامنية.

وقالت الشرطة العراقية ان مسلحين قاموا بقتل هؤلاء الرجال في قرية بلداروز الشيعية امام انظار ذويهم ولم تتمكن الشرطة من انتشال جثثهم الا صباح السبت.

وافادت هيئة علماء المسلمين في العراق ان عددا كبيرا من السنة احرقوا احياء في هجمات على مساجد للسنة.

ويعتقد ان هذه الهجمات تأتي كرد على التفجيرات التي وقعت في مدينة الصدر يوم الخميس وقتل خلالها اكثر من 200 شخص.

لا امل للجهود الدبلوماسية لحل مشكلة العراق لان مصالح دول الجوار والمصالح الامريكية والصهيونية في العراق هي ماتراه العراق اليوم

وجاءت موجة العنف يوم الجمعة على الرغم من منع للتجول فرض منذ الخميس ودعوات للتهدئة اطلقتها اطراف سياسية ودينية عراقية عدة.

وفي تعليق على احداث اليومين الاخيرين في العراق قال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان quot;القتلة لن ينجحوا في تنفيذ مخططهم ضرب الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا على الرغم من استهدافهم للابرياءquot;.

واضاف ستانزل ان موجة العنف الاخيرة لن تمنع لقاء الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاسبوع المقبل في العاصمة الاردنية عمان.

حافة الهاوية
من جهته، قال مراسل بي بي سي في بغداد ديفيد لوين ان quot;الاوضاع في العراق تبدو على شفير الهاوية خاصة بعد الهجمات الاخيرةquot;.

وقد حث المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيستاني، الناس على quot;ألا يقدموا على ردود فعل غير قانونية، وأن يتحلوا بضبط النفسquot; حسبما صرح أحد مساعديه.

من جانبه اشترط مقتدى الصدر على رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري اصدار فتوى quot; تحرم قتل الشيعة او الانضمام الى تنظيم القاعدة في العراق او اي تنظيم معاد لآل بيت رسول الله والافتاء ببناء مرقد الاماميين العسكريين في سامراء على اسس وطنيةquot; مقابل اصداره فتوى تدين المذكرة التي اصدرتها وزارة الداخلية العراقية ضد حارث الضاري.

وجاءت مطالبة الصدر خلال خطبة الجمعة التي القاها في مدينة الكوفة، وفي الوقت الذي اعلنت فيه هيئة علماء المسلمين في العراق في وقت سابق من يوم الجمعة ان اربعة مساجد للسنة في حي الحرية شمال غرب بغداد قد تعرضت لهجمات من قبل مسلحين.