إيلاف من الكويت: بدأ في فندق quot;كورت يارد ماريوتquot; في الكويت اليوم المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج الذي تستضيفه الكويت تحت عنوان quot;مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول للتعاونquot;.

وستناقش في جلسات المؤتمر التي ستكون مقتصرة على الوفود وممثلي الدول الاعضاء في مجلس التعاون ودول الحلف أوراق عمل بشأن فرص الحوار السياسي بين الجانبين وكذلك إمكانات التعاون بينهما من اجل تعزيز امن منطقة الخليج والحفاظ على استقرارها .واعرب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ نصر المحمد الصباح في كلمته في حفل الافتتاح عن امله في ان يحقق المؤتمر نتائج طيبة لكل الدول المشاركة وان يتطور الى لقاء فاعل يستفيد منه الجميع،موضحا ان هذا الاجتماع التشاوري يهدف الى وضع اسس لتعاون اوثق بين دول مجلس التعاون وحلف الناتو بكل ما يملك الجانبان من فرص وامكانيات.

مقرانعقاد المؤتمر

واشار الى ان المؤتمر يأتي بعد يومين من انتهاء اعمال القمة السابعة والعشرين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تسعى دوله إلى تعزيز التعاون من اجل تحقيق اهداف شعوبها في الامن والتنمية.

واكد اهمية التعاون بين دول مجلس التعاون التي تمتلك مخزونا نفطيا كبيرا وبين دول منظمة حلف شمال الاطلسي التي تملك خبرات وقدرات وتجارب من اجل تجاوز الازمات وخدمة الشعوب ونشر السلام.

وقال اننا في حاجة الى شراكة تربط بيننا لتحقيق الاستقرار والسلام تستند الى قيم الاحترام والمساواة والعدالة والثقة المتبادلة.ونوه بالاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي موضحا انها تهدف الى منفعة المواطن وتحقق التعاون مع الدول.

وطالب الشيخ ناصر في ختام كلمته دول الناتو بدور فاعل في إزالة الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية والمتمثلة في التطور التكنولوجي والبحث العلمي كما دعا الى المساعدة في الحفاظ على المصادر الطبيعية وحماية البيئة والحث على التعايش السلمي بين الشعوب.

وكان حفل افتتاح المؤتمر قد بدأ بكلمة لرئيس جهاز الامن الوطني رئيس اللجنة العليا للاعداد للمؤتمر الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح حول اهمية التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الناتو كما تحدث في المؤتمر معالي الامين العام لحلف شمال الاطلسي جاكوب جيجسبوت شيفر.

وحضر حفل الافتتاح الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع في البحرين ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح والامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو)جاكوب جيجسبوت شيفر والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية.

ويشارك في المؤتمر وهو الاول من نوعه ممثلون عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول حلف شمال الاطلسي الناتو.

وجرى عقب الكلمات الافتتاحية التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال امن المعلومات بين الكويت وحلف شمال الاطلسي . وقد وقعها نيابة عن الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح بينما وقعها عن جانب حلف شمال الاطلسي الناتو امين عام الحلف جاكوب جيجسبوت شيفر.

دور الناتو

الركن فهد الامير و باتريك هاردوين من الناتو

من جهته قال شيفر في كلمة امام المشاركين في المؤتمر الدولي ان مشاركة وفد الحلف في المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج تؤكد اهمية وجود تعاون بين الجانبين لاسيما في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها ظاهرة ازدياد الارهاب وانتشار الاسلحة النووية.
واضاف دي هوب شيفر ان الناتو يدرك ان التوافق الاقليمي على الامن يعتبر حجز الزاوية في مواجهة التحديات العالمية وانه يتعين على دول المنطقة التعاون في ما بينها لمقابلة هذه التحديات.
واكد استعداد الحلف للقيام بدور ايجابي في دعم الاستقرار والامن في هذا العالم من دون ان يفرض هذا الدور وانما بالعمل الوثيق مع الشعوب والمنظمات الاخرى.
واشار الى ان الحوار المتوسطي ومبادرة اسطنبول للتعاون حملا هذا المضمون الذي قد يساعد على ايجاد تفاهم مشترك وبناء ثقة تمهيدا للدخول في تعاون بناء في المسائل ذات الصلة بالمصلحة المشتركة.
وكان شيفر قد اكد وجود رغبة مشتركة لدى الكويت وحلف الناتو لتعزيز كل أشكال التعاون بينهما.واكد في تصريح تلفزيوني ان المؤتمر ينعقد في الكويت لكونها اول دولة في منطقة الخليج تنضم الى هذه المبادرة وتتطلع إلى القيام بدور قيادي في هذا النطاق. وشدد على ان هذا الاجتماع يمهد الطريق امامنا في سبيل اجراء مزيد من الحوار السياسي القوي والمكثف معا، موضحا ان الاتفاقية التي وقعتها دولة الكويت مع الناتو على هامش اعمال المؤتمر تمثل اضافة كبيرة إلى جانب من جوانب التعاون بين الطرفين وكذلك الرغبة المتوفرة لديهما للمضي في هذا التعاون.واعتبر ان اشكال التعاون الممكن اقامتها بين الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي عديدة ومن بينها اجراء التمارين والتدريبات العسكرية ووضع خطط لمواجهة الحالات الطارئة،مشددا على ان ثمة حزمة من المواضيع الاخرى التي ستكون عرضة للنقاش خلال جلسات المؤتمر.

احمد الفهد

لقطة من جلسة المؤتمر

من جهته ،قال رئيس جهاز الامن الوطني الكويتي الشيخ احمد الفهد الاحمد الصباح ان الواقع الاستراتيجي العالمي في عالم ما بعد الحرب الباردة واحداث 11 سبتمبر(ايلول) ادت الى وجود ادوار جديدة للقوى والمنظمات الكبرى في العالم لضمان الامن والاستقرار.
واضاف الشيخ احمد الفهد ان حلف شمال الاطلسي (ناتو) سعيا إلى الحفاظ على هويته السياسية ودوره الامني بادر الى اعادة هيكله التنظيمي واعادة بناء عقيدته العسكرية في القرن الحادي والعشرين التي بدأت ترتكز على الشراكة في بناء الامن وتعزيز الاستقرار.
واوضح ان الحلف بادر إلى ذلك بطرح مبادرات للتعاون والتنسيق الامني والجماعي من بينها مبادرة اسطنبول للتعاون مع دول الخليج في عام 2004 التي تمثل خطوة عملية وتوافقا بين الناتو ودول مجلس التعاون على استكشاف قدرات الناتو في المساهمة في ضمان امن الخليج والحفاظ عليه.
واكد الشيخ احمد الفهد ان دولة الكويت كانت سباقة الى كل ما من شأنه الاسهام بتعزيز امن واستقرار المنطقة اذ شاركت بفاعلية في العديد من المشاورات الاولية وورش العمل التي نظمها حلف الناتو في نطاق تلك المبادرة.
واعتبر ان ثمة تحديات يتعين على حلف شمال الاطلسي التغلب عليها اذا ما اراد الاضطلاع بدور فاعل بأمن الخليج مستقبلا وتتمثل هذه التحديات بالصورة الذهنية للناتو لدى الرأي العام العربي والخليجي كتحالف عسكري غربي يخدم مصالح اعضائه بالقوة العسكرية ويمارس التدخل في شؤون دول المنطقة من دون النظر الى مصالح شعوبها.
ودعا الشيخ احمد الفهد الحلف الى العمل على بناء الثقة مع شعوب دول منطقة الخليج لتبديد هذه الصورة الذهنية وابداء تفهم لدوره واهدافه الحقيقية.
وشدد على ان دولة الكويت وبقية دول مجلس التعاون تتطلع الى بناء وتطوير تعاون امني استراتيجي مع الناتو ولكن يجب ان يستند هذا التعاون الى صيغة مشاركة امنية اقليمية مقننة وفق اتفاقيات محددة الاهداف كما يجب ان تستند الى مبدأ المساواة وعدم التفرقة بين الدول الداخلة في هذه الشراكة .
ويتمحور موضوع الجلسة المغلقة حول(مبادرة اسطنبول للتعاون) حيث يشارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ونائب السكرتير العام لحلف الناتو السفير اليساندرو ريزو واستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتورة ندى المطوع.

نبيلة الملا

واعتبرت سفيرة دولة الكويت لدى بروكسل نبيلة الملا ان انعقاد المؤتمر في الكويت جاء بناء على توجيهات من الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لتقوية روابط الكويت مع حلف الاطلسي.وقالت الملا على هامش مشاركتها في اعمال المؤتمر ان للكويت علاقات مميزة مع دول عدة من أعضاء الحلف وأن المؤتمر يأتي ليحول هذه العلاقات الى علاقات مؤسسية.
واضافت ان من بين الموضوعات البارزة في المؤتمر الشراكة مع الناتو وتبادل المصلحة وكذلك طريقة تعامل كل دولة من دول مجلس التعاون مع الناتو وفقا لاحتياجاتها.
واكدت أن توقيع اتفاق بين الكويت والناتو خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بشأن حماية تبادل المعلومات يعد أهم نقطة في هذا المؤتمر الذي وصفته بانه خطوة في الاتجاه الصحيح.
وبالنسبة إلى الاجتماعات التي ستعقد اوضحت انها ستكون نوعا من الحوار وفرصة لتبادل المزيد من الآراء بين القيادة الكويتية والناتو، لاسيما انها تتمحور حول ثلاثة موضوعات هي مبادرة اسطنبول للتعاون وتعريفها اضافة الى التحديات التي تواجه المنطقة بالنسبة إلى أعضاء الناتو ودول المنطقة وأخيرا أبعاد مجالات التعاون.

عبدالله بشارة

من جهته اشار الامين العام الاسبق لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالله بشارة الذي يشارك في احدى جلسات المؤتمر الى كلمة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح في الجلسة الافتتاحية وقال انها quot;بينت بصورة جلية ماهو المطلوب من هذا المؤتمر سواء بالنسبة إلى الناتو أو لدول مجلس التعاون الخليجيquot;.

واضاف ان المؤتمر اوضح حجم الامكانات التي يمتلكها الناتو وكذلك رغبات دول مجلس التعاون بكيفية الوصول الى توافق مع الناتو بهذا الشأن مؤكدا ضرورة استمرار هذه الاجتماعات لكي تقنن ويكون بالامكان جني فوائدها ومردودها.