الكسندريا (الولايات المتحدة): من المقرر ان تجري محاكمة الفرنسي زكريا موسوي الذي يمكن أن يصدر عليه حكم بالاعدام لمشاركته في الاعداد لاعتداءات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) على ثلاث مراحل ابتداء من اختيار هيئة المحلفين الى النطق بالحكم النهائي. ودعت محكمة الكسندريا في ولاية فيرجينيا (شرق البلاد) امس الاثنين 500 شخص مرشحين لدخول هيئة المحلفين، لملء استمارات حول وضعهم الشخصي وماضيهم وخبراتهم تتيح تسهيل اختيار الافضل منهم.
وابتداء من الخامس عشر من الشهر الجاري يعودون في مجموعات صغيرة الى المحكمة حيث سيتوجب عليهم الرد على اسئلة اضافية، وسيكون بامكان من يريد الانسحاب ان ينسحب، كما سيستبعد اخرون للابقاء على 85 شخصا فقط. ويستطيع القاضي والدفاع والاتهام على حد سواء طلب استبعاد اي شخص من المرشحين لدخول هيئة المحلفين، مع العلم ان القانون يمنع استبعاد اي شخص بسبب quot;دينه او جنسه او جنسيته او عرقهquot;. وبعد الوصول في التصفية الى 85 شخصا تعلق المحكمة اعمالها حتى السادس من اذار(مارس) حيث ستنطلق الجلسات الفعلية ما لم تقرر القاضية ليوني برينكاما اي ارجاء.
في صباح السادس من اذار(مارس) يعمد كل من الاتهام والدفاع الى استبعاد ثلاثين شخصا اضافيا من المحلفين للتوصل الى رقم 18 عضوا في هيئة المحلفين هم 12 مع ستة بدلاء ليصبح عندها بالامكان بدء الجلسات الفعلية. وبما ان موسوي اقر بانه مذنب في نيسان(ابريل) 2005 في ست اتهامات رئيسية موجهة اليه بينها اربع اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام، فان الجلسات لن تتطرق الى مسؤوليته او عدم مسؤوليته بل الى الحكم الذي سيصدر عليه.
في المرحلة الثانية من المحاكمة ستقرر هيئة المحلفين ما اذا كان موسوي يستحق عقوبة الاعدام. وفي هذه المرحلة سيكون على هيئة المحلفين الاكتفاء بتقرير ما اذا كانت تستطيع اصدار هذا الحكم عليه من دون ادانته. وسيتوالى على الكلام لمناقشة هذه المسالة هيئة الاتهام في البداية ثم الدفاع ثم مجددا الاتهام، وسيكون بامكانهم استدعاء شهود.
وفي حال قررت هيئة المحلفين ان زكريا موسوي لا يستحق عقوبة الاعدام فان المحاكمة ستتوقف و سيصدر عليه حكم بالسجن المؤبد. وفي حال حصول العكس فان المحاكمة ستتواصل وسيقدم كل طرف حججا اضافية لمعرفة ما اذا كان يجب ادانته ام لا. ولن يتم الاستماع الى شهادات نحو 45 شخصا من المقربين من الضحايا الا في هذه المرحلة الثانية. وسيستطيع الدفاع استجواب شهود الاتهام والعكس صحيح. اخيرا ينسحب اعضاء هيئة المحلفين للتشاور واصدار الحكم بالاجماع.
159 سؤالا لاختيار المحلفين
وكانت طرحت سلسلة من 159 سؤالا على 500 مرشح لاختيار من بينهم المؤهلين للجلوس في صفوف هيئة المحلفين في محاكمة الفرنسي زكريا موسوي التي بدأت امس الاثنين في الكسندريا قرب واشنطن. واقسم المحلفون على قول الحقيقة في اجوبتهم قبل ان يملأوا الصفحات الخمسين للاجابة على الاسئلة التي لم تهمل اي موضوع وتسمح بابعاد المحلفين الذين يفتقدون الى الحياد.
وفيما يبدو بعض هذه الاسئلة غريبا وغير مناسب مثل quot;هل تدخن؟quot; فان بعضها الاخر مباشر مثل quot;هل جرح او قتل احد افراد عائلتك او اقربائك في اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر)؟quot; وتستعرض الاسئلة بشكل دقيق كل اوجه الحياة الخاصة للمرشحين فتحدد عدد اولادهم في حال كان لديهم اطفال واصلهم واللغات التي يتكلمونها (ومن بينها العربية والفرنسية) ووظيفتهم.
ويجري تصنيف اولي بعد هذه الاسئلة فيتم رصد الذين قد يتم استبعادهم لقربهم من اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) او quot;المتفهمين نفسياquot; الذين قد يجدون اعذارا لموسوي ان اعتبروه مريضا عقليا. ويسأل المرشحون عن انتمائهم لمنظمات ما مثل الاتحاد الاميركي للحريات المدنية (يساري) او الجمعية الوطنية للدفاع عن حمل السلاح (محافظة) او غيرهما. وثمة 12 سؤالا تتعلق باعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) التي يحاكم موسوي في اطارها على اساس اعترافه في 22 نيسان(ابريل) 2005 بالتواطؤ في تنفيذها. وتخوض الاسئلة في ادق التفاصيل بما فيها quot;العبور في سيارة على مقربة من البنتاغونquot; الذي استهدفه احد الاعتداءات او quot;اعطاء دمquot; للضحايا او quot;رفع علم اميركيquot; بعد الاعتداءات.
وقال الخبير في اختيار المحلفين جيفري فريديريك ان كلا الدفاع والاتهام quot;يريدان معرفة وطأة ذلك اليوم على مشاعر المحلفينquot;. واشار الى ان العديد من الاسئلة على علاقة مباشرة بالجدل الذي سيقوم بين الدفاع والاتهام. ويريد الطرفان معرفة رأي المرشحين للجنة المحلفين حول فاعلية مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في التحقيق في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
وهذه المسألة جوهرية بحسب الخبير الذي يوضح ان الدفاع سيسعى للاثبات ان الحكومة كانت على اطلاع اكثر من موسوي على احداث 11 ايلول(سبتمبر) مستندا في ذلك بصورة خاصة على التقارير التي نددت ببطء الاف بي اي في تحليل المعلومات الوافية التي جمعها حول التهديد الارهابي. اما الاتهام، فيريد ان يثبت ان موسوي جعل من الممكن وقوع الاعتداءات التي ادت الى مقتل اكثر من ثلاثة الاف شخص بادلائه باكاذيب. كما تستطلع الاسئلة وجهة نظر المرشحين بشأن الاسلام والعالم العربي وعقوبة الاعدام والقاعدة.
وقال فريديريك quot;المطلوب انسجام بين التجارب الشخصية والاراءquot; مضيفا ان quot;عسكريا او شخصا عاش تجربة قوية في 11 ايلول(سبتمبر) يقول انه ليس لديه رأي في المسالة سيكون مشبوهاquot;. واضاف ان quot;البعض قد يكون لهم هدف محدد وقد يسعون لان يتم اختيارهمquot; معتبرا ان هذا الاحتمال ينطبق على الذين يعارضون موسوي اكثر من سواهم. كما قال ان بعض المرشحين quot;مقتنعون بحيادهم في حين ان لديهم افكارا مسبقةquot;.
وذكرت القاضية المكلفة الملف ليوني برينكيما المرشحين لهيئة المحلفين امس الاثنين ان اصدار حكم في quot;قضية عقوبة اعدام هو مسؤولية هائلةquot;. واضافت quot;لقد رأيتم سلوك موسويquot; في اشارة الى الاضطرابات التي اثارها في قاعدة المحكمة عندما اعلن quot;انا القاعدةquot; ووصف الاميركيين بانهم quot;اعداؤهquot;. وقالت quot;اذا كنتم تعتقدون ان هذا السلوك ترك في نفوسكم اثرا فعليكم ان تقولوا ذلك بوضوح ردا على هذه الاسئلةquot;.
التعليقات