محرّك المبادرة يعود إلى الدوران بعد إذابة جليد quot;اللا ثقةquot;:
تحرك سعودي مصري جديد بشأن بيروت ودمشق
سلطان القحطاني من الرياض: تعود عجلة قاطرة المبادرة السعودية المصرية بشأن حل للأزمة الخانقة ما بين دمشق وبيروت الى الدوران،بعد توقف دام لأسابيع على خلفية تصريحات لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اعتبر فيها أن هذه المبادرة quot;أفكار سوريةquot;،ما حدا بالعاصمتين العربيتين ذوات العيار الثقيل في العالم العربي الرياض والقاهرة يحجمان عن المسير قدماً في المبادرة،في الوقت الذي زادت فيه حدة الضغوط الدولية على النظام السوري.
إلا أنه على خلفية الزيارة التي قام بها السنيورة إلى الرياض الأسبوع الفائت،عقد خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدلله بن عبدالعزيز أسهمت في إذابة الجليد،بدأ فصل آخر من المساعي السعودية لتطويق الأزمة الناجمة عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري،والتي أشار تقرير ميليس إلى أن عناصر مقرّبة من الرئيس السوري بشار الأسد كان لها أيادٍ فيها.
وتلقى العاهل السعودي اليوم رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك قام بنقلها المبعوث الشخصي لمبارك الوزير عمر سليمان الذي وصل إلى العاصمة الرياض قبل ساعات،استقبله في أولها رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز،دون أن يتم الكشف عن فحوى الرسالة التي حملها سليمان إلى الملك السعودي،في حين ذكرت مصادر مراقبة أن ملف الأزمة السورية اللبنانية quot;لم يغب عنهاquot;.
كذلك لم تغب عنها آفاق الزيارة المرتقبة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية للبلدين خلال الشهر الحالي.وتشير التقديرات التي أطلقها محللون سياسيون إلى عودة quot;محرك المبادرة إلى الدوران بعد إذابة الجليد بين بيروت والرياضquot;،وهو أمر يستهدف تنسيقاً سعوديا مصرياً مشتركاً لضمان فعالية أكبر لحل الأزمة السورية اللبنانية.
وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها سليمان أكثر سياسيّي الحكومة المصرية قرباً من الرئيس مبارك،بعد ساعات من إجراء الرئيس السوري بشار الأسد اليوم اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز وبحث معهم الأوضاع في المنطقة. و نقلا عن وكالة الأنباء السورية فقد quot;أجرى الرئيس الأسد اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري مبارك وملك المملكة العربية السعودية عبد الله وبحث في الاتصالين تطورات الأوضاع في المنطقة والأمور ذات الاهتمام المشتركquot;.
وكان قد توجه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاثنين الماضي إلى المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى تخفيف حدة التوترات اللبنانية-السورية فيما كان يستعد لبنان لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يوم الثلاثاء وسط أجواء انقسام سياسي تلقي بظلالها على الساحة السياسية اللبنانية.
وطبقاًُ لما قاله مسؤول سعودي فإن طلباً للتدخل في الأزمة السورية اللبنانية قد تقدم به السنيورة على خلفية مقاطعة الوزراء الشيعة لجلسات الحكومة ما جعل الحكومة التي يرأسها تعاني quot;الشللquot; على حد وصفه،ومشيراً في ثنايا الطلب إلى ضرورة التشديد على سورية بضرورة ترسيم الحدود وإقامة العلاقات الدبلوماسية.
وعبر السفير السعودي لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل عن مفاجأة بلاده quot;لعدم قيام رئيس الوزراء بالتنسيق حينذاك مع الأطراف اللبنانيةquot;،مشيراً بأسف إلى اندلاع الغضب اللبناني تجاه السعوديين واتهامها بـquot;بالانحناء أمام السوريينquot;،وشعر جزء من اللبنانيين أن السعودية quot;خانتهمquot; ما حدا ببلاده إلى أن تترك الأمر برمته.
وكانت قوى 14 آذار(مارس)، المناهضة لهيمنة سورية، وتضم الأكثرية البرلمانية التي تتهم سورية بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري قد رفضت وساطة بادرت إليها مصر والمملكة العربية السعودية ترتكز على quot;تعاون لبناني-سوري على صعيد الأمن والشؤون الخارجيةquot;.ووصف السنيورة في حينها هذه المبادرة بأنها quot;خطة سوريةquot; لاستعادة السيطرة على لبنان وهو ما نفاه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل.














التعليقات