طوكيو: وصل الى العاصمة اليابانية طوكيو يوم الاثنين وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في زيارة تستغرق ثلاثة ايام من المتوقع ان تحث خلالها طوكيو طهران على تخفيف القلق الدولي بشأن طموحاتها النووية لتفادي فرض الامم المتحدة عقوبات عليها . ووصل متقي الى طوكيو يوم الاثنين بعد يوم من انباء قالت ان ايران توصلت الى اتفاق quot;اساسيquot; مع روسيا بشأن تخصيب اليورانيوم بشكل مشترك . وصرح وزير الخارجية الياباني تارو اسو الذي يستعد لاجراء محادثات مع متقي في وقت لاحق يوم الاثنين بانه سيحث نظيره الايراني على توضيح تفصيلات الصفقة الروسية التي لا توضح ما اذا كانت ايران ستعلق التخصيب على ارضها لتهدئة المخاوف من تطويرها اسلحة نووية.وقال اسو في البرلمان في اشارة الى الانشطة الايرانية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم quot;ايران تواصل سرا تحدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتفقد المصداقية الدولية. نحتاج لاجراء محادثات شاملة.quot;ومع نفاد الوقت امام ايران كي تتجنب احالتها رسميا الى مجلس الامن الدولي خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من مارس اذار تأمل طوكيو في اقناع ايران وهي ثالث اكبر مورد للنفط لها بالاصغاء للنداءات الدولية للتوقف عن الانشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تستخدم في انتاج الاسلحة النووية.

وتنفي ايران السعي لامتلاك اسلحة نووية وتقول ان الغرض من برنامجها هو تلبية الاحتياج المتنامي للطاقة النووية.وتحتفظ اليابان التي تستورد حاليا نحو 15 في المئة من النفط الخام من ايران اي حوالي 500 الف برميل من النفط الايراني يوميا بعلاقات طيبة مع ايران وقال مسؤولون يابانيون ان هذا يعطي طوكيو دورا فريدا تلعبه في نزع فتيل التوترات.

وكان الاقتراح الروسي الاصلي يقضي بتخصيب اليورانيوم لصالح محطات الطاقة النووية في الاراضي الروسية للقضاء على المخاوف من امكانية استخدام بعض الوقود النووي في برامج لتصنيع الاسلحة.لكن ايران تتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم الذي تنتجه من صحراء بوسط البلاد في اراضيها ولم يتضح كيف يمكن للاقتراح الروسي الاصلي ان يعدل لارضاء طهران.وتم بالفعل اخطار مجلس الامن الدولي الذي يتمتع بسلطة فرض عقوبات بتقرير عن ايران بعد اخفاقها في اقناع العالم بأن طموحاتها النووية سلمية تماما.وفي السادس من مارس اذار سيلتقي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة احدث تقرير للوكالة بشأن البرنامج النووي الايراني.وقد يحدد التقرير ما اذا كانت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ستحث مجلس الامن على فرض عقوبات.

وتمثل هذه المواجهة مشكلة لليابان التي تريد البقاء على وفاق دبلوماسي مع الولايات المتحدة حليفتها الامنية الرئيسية ومواصلة ايضا تطوير حقل نفط ايراني تعتبره طوكيو مهما لاستراتيجيتها في مجال الطاقة.

وعلى الرغم من الاعتراضات الاميركية مضت طوكيو قدما قبل عامين في صفقة بشأن مشروع يتكلف مليارات الدولارات لتطوير حقل ازاديجان النفطي في جنوب ايران والذي يقدر بأنه يحتوى على ثاني اكبر احتياطيات منفردة من النفط في العالم.وتملك الحكومة اليابانية حصة تبلغ 36 في المئة في انبيكس وهي اكبر شركة يابانية لتطوير النفط والتي تخطط لتطوير الجزء الجنوبي من ازاديجان والذي يقدر بانه يحتوى على 26 مليار برميل من النفط.وتطوير ازاديجان واحد من اكبر الاستثمارات الاجنبية في ايران وتقدر اجهزة الاعلام اليابانية ان هذا المشروع قد يتكلف ما يصل الى 1.7 مليار دولار

المفاوض الروسي يقلل من أهمية الاتفاق الروسي-الإيراني حول اليورانيوم

من جهته اعتبر المفاوض الروسي حول الملف النووي الايراني سيرغي كيريينكو اليوم في موسكو ان الوقت المتاح للاتفاق بالكامل مع ايران على انشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم quot;ضيقquot;، مقللا تاليا من اهمية الاتفاق المبدئي الذي اعلن عنه في ايران الاحد.وقال كيريينكو كما نقلت عنه وكالة ايتار تارس لدى عودته من طهران الى موسكو quot;الوقت المتاح للتوصل الى الاتفاقات اللاحقة اللازمة ضيق، لكن ثمة وقتا. انا مقتنع بان ذلك ممكنquot; في اشارة الى اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيدرس الملف الايراني في 6 اذار/مارس.وفي ما يتعلق بالاتفاق المبدئي الذي اعلنه المسؤولون الايرانيون الاحد اكتفى كيريينكو بالقول انه quot;تلقى بارتياح تصريحات نائب الرئيس الايراني غلام رضا آغا زاده الذي قال ان الجانب الايراني مستعد مبدئيا لانشاء المؤسسة المشتركةquot;.ونقلت وكالة ايتار تاس عن مصدر لم تكشف هويته في الوفد الروسي ان الاجتماعات في ايران الاحد اتاحت quot;القيام بخطوة صغيرة الى الامامquot;.ويفترض ان تتواصل المفاوضات الروسية الايرانية هذا الاسبوع في موسكو.
وكان آغا زاده اعلن الاحد ان ايران توصلت الى اتفاق مبدئي في المفاوضات مع روسيا حول اقتراح يرمي الى تهدئة المخاوف في شأن امكان حيازتها اسلحة نووية.
ويهدف الاقتراح الروسي المدعوم من الاوروبيين الى تزويد ايران بالوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية المقبلة في مقابل عدولها عن تخصيب اليورانيوم على اراضيها، علما ان اليورانيوم المخصب يمكن ان يستخدم لانتاج السلاح النووي.