ايلاف: تشهد هولندا أول عملية انتخابية نهار الثلاثاء منذ اندلاع أزمة الرسوم الدنمركية وتعبر اختبارا فعليا لمدى تأثير تلك الأزمة على الناخب الهولندي بشكل خاص وعلى المواطنين الأوروبيين بشكل عام. وتخيم إشكالية تعمل هولندا بالفعل مع الرعايا المنحدرين من اصل أجنبي وتحديدا الجالية الإسلامية وما يمثله ذلك من تحد ثقافي واجتماعي و أمني للمجتمع الهولندي على الاقتراع البلدي الذي تشهده البلاد والتي تعيش منذ أربع أعوام على وقع التوتر الطائفي والخلافات بين مكونات مجتمعها.
وشهدت هولندا تحولا جذريا في معاينتها الأوضاع الجاليات الأجنبية والحضور الإسلامي منذ عام 2004 تاريخ اغتال زعيم حزب الشعب المتطرف بيم فورتاين على يد أحد أعضاء جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان!
وخلفت تلك الحادثة آثارا سياسية غير مسبوقة و أثرت على مختلف شرائح المجتمع أيا كانت انتماءاتها السياسية بسبب الشعبية الفعلية التي كان يتمتع بها فورتاين. وبعد عامين من اغتل فورتاين مثل قيام المغربي محمد البويري باغتيال المخرج السينمائي تيو فان غوخ خطوة حاسمة جديدة على طريق تجذر الهولنديين وتنامي شعور الانكفاء إليهم.
وفي مدينة روتردام وهي اكبر ميناء تجاري عالمي على الإطلاق فقد وزعت السلطات منشورا دعائيا انتخابيا يقول (روتردام ndash;600الف ساكن و186 جنسية في محاولة للحد من التوتر الكبير الذي يرافق الاقتراع المقرر لنهار الثلاثاء.
وعقد مختلف ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسة الهولندية اجتمعا في مبنى كلية الاقتصاد بروتردام لتوحيد تحركهم تداه ويسائل الإعلام الهولندية والأجنبية والي اجتاحت المدينة باعتبارها المخبر الفعلي لتوجهات المملكة الهولندية
و تضل اطروحات تيم فورتاين ورغم محاولات قادة الأحزاب السياسية الخروج من دائرة التركيز على المواجهات العرقية والطافية راسخة بشكل كبير في مخيلة رجال السياسة ولدى قطاع واسع من الرعايا الهولنديين، وأضافت أزمة الرسوم الدنمركية الأخيرة وما رفقها من عمليات احتجاج غير مسبقة في الدول الإسلامية ضد التواجد الأوروبي من ثقل التوتر الحالي
وكانت هولندا الدولة الأوروبية الوحيدة الي عارضت نهار الاثنين الماضي خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين أي اعتماد لموقف أوروبي معتدل تجاه التعامل مع إشكالية الرسوم و أصرت على رفض تقديم أي اعتذار .
وبات التطرق لعلاقات الهولنديين مع الرعايا الأجانب أمرا مقبولا وعلنا في الأماكن العامة وليس من وارد المحظور مثلما كان عليه الأمر سابقا . وقد تحصل أنصار بيم فورتيان منذ أربع سنوات من الان على 35 في المائة من أصوات الناخبين في روتردام
ولكن زعيم الحزب ماركو بوستيرس اضطر مؤخرا للاستقالة بسبب تساؤلاته العلنية عما اذا كان الرعايا المنحدرين من اصل إفريقي يمتلكون بالفعل حضارة ما وبسبب ترديده ان المسلمين يركنون للدين للتغطية على تصرفاتهم غير المقبولة!(...).
ويراهن حزب العمل الهولندي ذا التوجه الاشتراكي على الفوز هذه المرة بالاعتماد على أصوات المنحدرين من اصل أجنبي وخاصة ابناء الجاليتين التركية والمغربية والذين قد يفوزون للمرة الأولى بخمسة مقاعد دفعة واحدة في المجلس البلدي الجديد.
وفي مقر جمعيات المهاجرين في المدينة فانه توجد خشية فعلية من تراجع وتيرة سياسة الاندماج الهولندية بشكل عام بالرغم من ان هولندا رددت رسميا وطوال السنوات الماضية انها ترنو الى إقامة متع متعدد الثقافات وبشكل فعلي ومتزن
ويخشى مسؤولون في بلدية روترادم من تصاعد الانشطار الفعلي داخل المدينة بي مختلف الطوائف بعد ان هاجر الهولنديون الاصليون طوعا من الأحياء التي يقطنها المهاجرون وحصول قطعية بين هولاء والمجتمع الهولندي .
وتأتى الانتخابات البلدية في هولندا بعد أيام قليلة من تصويت البرلمان الهولندي للمرة الأولى في تاريخ البلاد عل قانون منذ أيام يتيح لرؤساء البلديات اعلان حظر التجول عند الضرورة وعند تسجيل مخاوف من وقع أعمال للشعب كما وجهت الحكومة تعميما على البلديات تسمح لها بالتحقيق في أنشطة المتطرفين من الإسلاميين .
واقترح فرع الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في مدينة روترادم نفي الشبان المشاغبين ولمدة ثلاثة اشهر في معسكرات خاصة// للإصلاح // كما ان حزب العمل اقترح تخصيص مساكن في ضواحي المدن للأشخاص الذين يثيرون متاعب لجيرانهم!!
وتتابع الدول الاوربية ومختلف الدوائر الأمنية في الاتحاد الأوروبي عن كثب الانتخابات في هولندا وتعتبرها أول اختبار ميداني فعلي لنظرة ومعاينة الأوروبيين لتطورات تعايشهم مع الأجانب منذ اندلاع أزمة الرسوم.
التعليقات