نصر المجالي من المنامة: يواجه المغربي الأصل الفرنسي الجنسية زكريا موسوي وحده محكمة مدينة الاسكندرية في ولاية فرجينيا الأميركية ومحتمل أن يكون الإعدام وحده القرار النهائي للقضاة الأميركيين الذين يواجهون أهم قرار قضائي في تاريخ محكمتهم, حيث كان الادعاء العام طالب بإنزال عقوبة الإعدام به متهما إياه بالمسؤولية المباشرة عن تفجيرات سبتمبر ( أيلول) 2001 في برجي التجارة العالمية في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في بنسلفانيا قرب واشنطن دي سي، التي راح ضحيتها 3000 شخص. وكانت هيئة من المحلفين في مدينة الاسكندرية الأميركية بدأت أمس الاثنين جلسات الاستماع لتحديد مصير الموسوي وهو المتهم الوحيد الذي تجري محاكمته في اطار هجمات سبتمبر. وكان في بداية محاكمته قبل أسبوع اعتبر ان المحكمة لا تعدو عن quot;كونها سيركquot; أي حلبة تهريج. وكان الموسوي، الملقب بالخاطف العشرين، قد أقر بست تهم تتعلق بالهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن، وستحدد المحاكمة ما إذا كان الموسوي يستحق أن ينال عقوبة الإعدام لعدم تقديمه معلومات إلى المحققين كانت ستمكن من تجنب الهجمات.
وإذ قد تستغرق محاكمة الموسوي ثلاثة أشهر، سيعمل محامو الدفاع عن موسوي على تقديمه في مظهر شخص لم يكن قد تحول للإرهاب بعد ولم يكن له أي دور يذكر في الهجمات. ويقول الدفاع إن اعدام الموسوي سيجعل منه quot;شهيداquot;.
وكان زكريا الموسوي في السجن عندما اصطدمت الطائرات المختطفة بمركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001. لكنه قبل ذلك كان يأخذ دروسا في الطيران في ولاية أوكلاهوما، وقد شك معلمه فيه بسبب رغبة موسوي في التحليق بطائرات نفاثة كبيرة على الرغم من عدد ساعات تدريبه القليلة.
وكانت رغبة الموسوي ، حسب بي بي سي، في التحليق بطائرة نفاثة كبيرة اثارت الشكوك حوله، وقد أبلغت السلطات الأميركية عن الموسوي وتم اعتقاله بتهم تتعلق بالهجرة. وعلم وقتها ان جهاز الاستخبارات الأردني هو الذي ابلغ النظير الموسوي وتورطه بالاعمال الارهابية.
يشار الى ان الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون اعترف بتقدير وثناء على جهاز الاستخبارات الأردني قبل تركه البيت الأبيض بأشهر معدودة، مشيرا إلى أن الاستخبارات الأردنية ساعدت أجهزة الاستخبارات الأميركية في احباط ما لا يقل عن 18 عملا ارهابيا داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وكان الموسوي اعترف لمحققين فيدراليين أميركيين إنه كان يأخذ دروسا في الطيران من أجل متعته الشخصية. ويحاول الادعاء العام خلال المحاكمة أن يثبت أن الموسوي كان جزءا من مؤامرة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وأنه لو لم يكذب على المحققين فإنه كان من المحتمل الكشف عن الهجمات.
ويقول الادعاء إن الموسوي يستحق أن ينال عقوبة الإعدام على هذه التهمة. وأقر الموسوي بأنه مذنب عن التهم التي تتعلق بالتآمر حول هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، لكنه من المتوقع أن يحاول فريق الدفاع عنه إثبات أن الموسوي لو كان قد قال للمحققين المعلومات التي يعرفها فإنهم كانوا سيتصرفون بشكل خاطئ.
ويشهد هذه المحاكمة التاريخية غير المسبوقة في بلدة الاسكندرية الأميركية أكثر من خمسمئة من أقارب ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وذلك بوساطة دائرة تلفزيونية مغلقة في قاعات محاكم موجودة في مانهاتن في نيويورك ومدن أميركية أخرى.
وكان الموسوي كتب قبل أسبوعين، خطابا إلى القاضية والمدعين يعرب فيه عن رغبته في الإقرار بذنبه عن تهم تتصل بمؤامرات إرهابية، وبعض تلك التهم قد يجعل الموسوي عرضة لحكم قضائي بالإعدام. وتحتجز السلطات الأميركية الموسوي منذ ثلاث سنوات وثمانية أشهر.
وكانت فشلت محاولة سابقة لدفع الموسوي للإقرار بالتهم الموجهة ضده في المحكمة في تموز(يوليو ) 2002، عندما رفض الأخير الاعتراف بكافة التهم المدرجة في لائحة الاتهام.
يشار إلى أنه كان تم طرد زكريا الموسوي يوم الإثنين قبل الماضي، من محكمة الاسكندرية حين بدأت مداولاتها لاختيار القضاة، بعد أن احتج على تمثيله من قبل محامين لا يوافق عليهم.
وسبق للموسوي أن اعترف بالذنب العام الماضي إزاء التهم الموجهة إليه والمتعلقة quot;بالتآمر ضمن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.quot; وعندما بدأ في احتجاجه الاثنين، قال القاضي للموسوي إنّ quot;وقت تحدثه لم يحن بعد.quot;
وأخيرا، يشار إلى أن الموسوي كان قال quot;لا أريد أن يتولى إنابتي هؤلاء الأشخاص. إنهم لا يمثلونني.quot; ولم يبد الموسوي مقاومة عندما أخرجه حراس الأمن ويداه فوق رأسه. وقال الموسوي وهو يغادر القاعة quot;إنهم ليسوا محاميي. أنا القاعدة. إنهم لا يمثلونني. إنهم أميركيون... هذه المحاكمة سيركquot;.
التعليقات