سعيد القحطاني من الرياض: ينقسم المجتمع السعودي النسائي إلى قسمين، محافظ ومطالب بالحرية، حيث يقال إن المرأة تعيش بين نارين، وهو ما يشهده المجتمع السعودي وتعيشه المرأة هذه الأيام حيث تختلف الآراء من شخص لآخر، وتؤخذ في ذلك العادات القبلية التي تعودت عليها المجتمعات العربية وخصوصاً داخل السعودية حيث تدعو للمحافظة على المرأة والاكتفاء بها كربة منزل.وتعيش الشريحة النسائية المطالبة بالحرية هذه الأيام أزمة حقيقية بين ما تريد أن تحققه لذاتها ومجتمعها وأمتها من طموح ومشاركة فاعلة ومؤثرة في رفع معدل إنتاجيتها، وبين ما تريده الفئات الدينية المتشددة في دولتها وخارج نطاق دولتها، والرجال العاديون الذين يشغلون درجة الأزواج والآباء والأبناء والأقرباء والغرباء إضافة إلى الكتاب والمثقفين الذين يقعون ضمن تصنيفين آخرين غير تصنيف التيار الإسلامي المتشدد والآخر الذي يتستر بستار التسامح في التعامل مع حقوق المرأة ورغبتها الملحة في التأثير والمشاركة الفاعلة والبناءة خارج نطاق الأسرة وهما الليبرالي والعلماني من الرجال الذين لا يتوانون عن مصادرة حقها في العيش بسلام ، وحقها في التعبير بحرية عما تتطلع إليه من طموح يظن البعض من هؤلاء أنه غير مشروع لها.
وكانت الحكومة السعودية قد سعت إلى تفعيل دور المرأة في القطاعين الخاص والعام،و جاء ذلك بعد أن أقصتها من المشاركة في انتخابات المجالس البلدية قبل عام، واتضح ذلك جلياً في انتخابات مجالس الغرف التجارية حيث تم ترشيح سيدتين سعوديتين هما لمى سليمان ونشوى طاهر ليتم ضمهما إلى مجلس الغرف التجارية في جدة (غرب السعودية)، وبعد ذلك دخلت 6 سيدات أعمال في انتخابات الغرف التجارية في المنطقة الشرقية في السعودية ولم يحالفهن الحظ في الانتخاب، ومن خلال مجلس إدارة المهندسين السعوديين فقد تم ترشيح السيدة نادية بخرجي عقب دخولها للانتخاب على مستوى السعودية حيث حققت المركز الخامس في عدد الأصوات لتكون بذلك إحدى سيدات الأعمال اللواتي دخلن تاريخ المهندسين السعوديين وكانت بذلك تؤكد أنها ستكون عنصراً فاعلاً لخدمة بلدها والوقوف إلى جانب المهندسين والمهندسات السعوديات للرقي بمهنتهم لما فيه مصلحة البلد.
وكانتquot; إيلاف quot; قد التقت المهندسة نادية محمد بخرجي رئيسة شركة quot;رواق المملكةquot; العاملة في مجالي التصميم الداخلي والتخطيط المعماري في أعقاب ترشيحها للانضمام إلى مجلس إدارة المهندسين السعوديين حيث أفادت بأنها عملت 16 سنة متواصلة في مجال الهندسة المعمارية الداخلية، ولم يزدها إقصاء العنصر النسائي من انتخابات المجالس البلدية التي كانت قد حاولت أن تكون أحد أعضائها إلا قوة وإصرارا في وصولها إلى المراكز القيادية، حيث أفادت بأن ذلك فرصة لها كي تكون عضوا في مجلس إدارة الهيئة ومن ثم فهي تسعى حسب قولها إلى الدخول في انتخابات المجالس البلدية عام 2009.
وعبرت المهندسةبخرجي عن مشاعرها فقالت:quot; أنا سعيدة جداً حيث إنني مكثت 16 سنة في هذا المجال، ومع ذلك أحسست أني على أطرافه ولم أخض التجارب التي تجعلني أعطي الكثير مما اكتسبته من خبرات في هذا المجال للوطن الذي احتضنني وأعطاني الكثير أيضا لذلك سعادتي لا توصف وأحسست بأني سيدة سعودية ومهندسة أسعى إلى بناء المجتمع أولا ومن ثم بناء أركان ومعالم بارزة في وطني الذي أحببتهquot;.
التعليقات