من فعاليات المؤتمر
عبدالله العقلا من أبو ظبي: أكد وزير الدفاع الأميركي الأسبق وليم كوهين في ورقته quot;الزعامة الجديدة والمستقبلية: انعكاساتها على التغييرquot; التي ألقاها في المؤتمر السنوي الحادي عشر quot;التحولات الراهنة و دورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربيquot;، أن المرء ليس بحاجة إلى بلد كبير لكي يكون قائدا، مشيرا إلى انه في ظل تسارع الأحداث حاليا يترتب على قادتنا اتخاذ القرارات بسرعة اكبر .

وقال أن المعلومات سيف ذو حدين يمكن استخدامها للمعرفة أو للضرر مؤكدا أن توفير إدارة فاعلة لتوزيع المعلومات وأنظمة تعليم مناسبة يتطلب المتابعة الدائمة من جانب القيادات، وأضاف أن على القيادات أن تتابع شؤون الناس وتصغي إليهم وتحاول أن تفهم مطالبهم .

ومضى يقول يجب أن نحل الخلافات التي بيننا ونتبنى الأشياء التي تعود علينا بالفائدة ويجب أن نتحلى بالتسامح وأن نتفهم جميع الثقافات ويجب أن نكون منفتحين على الأفكار الجديدة والمختلفة.

و أشار كوهين إلى انه لا ينبغي علينا أن نصف الصراع الحالي بأنه حرب على الإرهاب ومادام الإفراد يستطيعون النفاذ لهذه التكنولوجيا فسيظل التهديد قائما على الدوام ولن يكون لهذه الحرب نهاية أبدا مؤكدا انه يجب أن يكون لدينا قدرات إستخباراتية أفضل وعلاقات تعاون أفضل فيما بيننا لأننا جميعنا معنيون بهذا الأمر فليس هناك مكان آمن في العالم فالإرهاب بات ظاهرة كونية وهذا الخطر يدفعنا إلى العمل سوية.

وأضاف ينبغي علينا أيضا معالجة قضية الطاقة وتنويع مصادرها وتوزيعها وهناك مليارات البشر لا يحصلون على احتياجاتهم من مياه الشرب والوقود وبالتالي ينبغي علينا تركيز جهودنا لتلبية احتياجات البشر في القرن 21.

وقال مدير مركز الدراسات الشرقية المعاصرة بجامعة السوربون بباريس الدكتور برهان غليون في ورقته quot;إشكالية الإصلاح في العالم العربيquot; أن الإصلاح في العالم العربي ليس مشكلة راهنة بل هي مشكلة تاريخية تعود إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن هناك نوعين من الإصلاح الأول جزئي لا يغوص في جوهر النظام القائم بل إنه يعمل على تطوير هذا النظام وتحسين أدائه فيما الثاني وهو الإصلاح البنيوي أي بمعنى آخر التغيير فيعني إعادة هيكلة البنى الاجتماعية والسياسية .

وحذر من انه إذا استمر الوضع العربي على حاله الراهن فستتفاقم الأزمات التي تعانيها المجتمعات العربية وستقود إلى انفجار هذه المجتمعات أو تشظيها .

واكد ان المسؤولية الأولى في فشل الإصلاح في صيغتها المطروحة حاليا تقع على كاهل الأنظمة الغربية التي ضغطت من أجل فرض الإصلاح والتي ربطت إصلاح الأنظمة العربية بأجندتها ومصالحها في المنطقة أما المسؤولية الثانية فتقع على العرب أنفسهم .

وراى انه من أجل إحداث الإصلاح في العالم العربي يجب أن يتم العمل على مديات ثلاث فعلى المدى الطويل لابد من تغيير البنى الثقافية والقيمية في العالم العربي أما على المدى المتوسط فيجب أن يتم التركيز على الفئات والطبقات التي ترتبط عملية الإصلاح بمصالحها وعلى المدى القصير لابد من خلق مناخ سلبي حول النظم السياسية وإكراهها عبر الأمم المتحدة على الدخول في مفاوضات جدية مع قوى المعارضة .

من جانبه قال الدكتور كلوفيس مقصود مدير مركز الجنوب العالمي بالجامعة الامريكية بواشنطن في ورقته بعنوان /الإصلاحات السياسية العربية وعملية السلام في الشرق الأوسط/ إن الشرط الأساسي لتحقيق التنمية الإنسانية هو خلق الظروف التي تسمح لأبناء الشعب استثمار قدراتهم التعليمية والإبداعية بشكل كامل .

واكد على ضرورة الربط بين سوق العمل ونظام التعليم وتحسين نظم التعليم العالي وايضا تقدير الإنجازات والطموحات ومعالجة المظالم وقال انه عندما تتم معالجة مواطن الضعف الحالية وغياب الحريات فإن العالم العربي يمكن أن يستعيد عظمته مرة أخرى كما كان في ماضيه العظيم .

كما قدم البروفسور متين حيبر استاذ العلوم السياسية بجامعة بلكينت بانقرة ورقة بعنوان /الحداثة والتحول السياسي .. التجربة التركية/ .

مستخدمي الإنترنت في الدول العربية لا يتجاوزون 11 مليون
إلى ذلك قالت نشرة أخبار الساعة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية أن التغيير هو عنوان هذه المرحلة في العالم العربي ومحور أساسي من محاور التفكير والبحث والخلاف أيضا في كل دولة بدرجات مختلفة وذلك لما تثيره هذه القضية المتشابكة الأبعاد من إشكاليات وتساؤلات مهمة ومعقدة في بعض الأحيان تتعلق بمقتضيات التغيير وشروطه والقوى الدافعة نحوه ودور الداخل والخارج فيه والخصوصيات الثقافية والاجتماعية الحاكمة لطبيعته فضلا عن شكل هذا التغيير وأبعاده الزمنية.

و أشارت النشرة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان quot;العالم العربي وقوى التغيير المطلوبةquot; إلى أهمية المؤتمر السنوي للمركز الذي بدا أعماله بمشاركة نخبة من المفكرين والمهتمين بهذه القضية من العرب والأجانب.

وقالت أن أهم ما في عملية التغيير في أي مجتمع من المجتمعات هو ما يمكن أن نطلق عليه اسم quot;قوى التغييرquot; وهي العوامل التي تكرسه وتجعله أمرا مطلوبا وملحا لأن وجود هذه العوامل أو القوى الدافعة هي التي تكسب عملية التغيير معناها وتضمن استمرارها وديمومتها وتحقيقها لأهدافها بحيث تكون في هذه الحالة استجابة لعوامل موضوعية حقيقية في المجتمع.

و أوضحت النشرة أن الأساس في قوى وعوامل التغيير أنها تنبع من الداخل وتتمحور حول المواطن العربي صانع التغيير وهدفه في الوقت نفسه ولهذا فإن تطوير وتنمية هذا المواطن ورفع مستوى وعيه وقدراته وتوسيع مجال الخيارات أمامه وتمكينه من التفاعل مع العصر ومتغيراته في كل المجالات كل هذا هو النواة الصلبة والمقدمة الحتمية والشرط الأساسي لنجاح أي تغيير على المستوى العربي مشيرة الى ان الواقع يكشف عن مؤشرات خطيرة فيما يتعلق بالتعليم والتكنولوجيا ومستوى الوعي الثقافي للمواطن العربي حيث ارتفاع نسبة الأمية في الكثير من البلدان العربية خاصة بين النساء وتفشي البطالة والأمية التكنولوجية إضافة إلى عدم القدرة على التواصل مع العالم بتحولاته الكبيرة في كل المجالات.

ولفتت إلى أن المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2006 الذي بدأ السبت الماضي بالدوحة في الدوحة كشف عن جانب مهم من جوانب الخلل فيما يمكن أن نطلق عليه البنية التحتية للتغيير في العالم العربي حيث سلط الضوء على التخلف العربي في مجال الثورة الرقمية وأشار إلى أن مستخدمي الإنترنت في الدول العربية لا يتجاوزون 11 مليون و755 ألفا بما نسبته 7ر3 بالمئة في حين أن عدد مستخدمي الإنترنت في الدول الثماني الصناعية فقط يصل إلى 429 مليون مستخدم.

واعتبرت اخبار الساعة في ختام افتتاحيتها ان الانخراط في ثورة المعلومات أو ما يسمى بثورة المعرفة والاقتصاد الرقمي هو أمر حيوي للتغيير مؤكدة على الدور الكبير والمحوري الذي لعبه ويلعبه الإنترنت في دفع التغيير ورفع مستوى الوعي في العالم وفي الكثير من الدول العربية.

وكانت العاصمة الإماراتية أبوظبي شهدت أمس افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الحادي عشر لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية quot;التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربيquot; الذي يعقد في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز الجديد تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان.