سمية درويش من غزة: أثارت تصريحات زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، التي أدلى بها لصحف كويتية ، خلال زيارته الأخيرة للكويت لشحد الدعم المالي والمعنوي لحكومة حركته ، زوبعة في أوساط الفلسطينيين.وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ، قال لصحف كويتية ، ان الذين رفعوا صور الرئيس العراقي صدام حسين خلال السنوات الماضية لا يعبرون عن الشعب الفلسطيني، مشددا على أن علاقة الفلسطينيين بالكويت لا تتوقف على الدعم المادي بل هي أعمق من ذلك بكثير.
وعبرت منظمة الشبيبة المحسوبة على حركة فتح ، اليوم عن رفضها القاطع والمستهجن لتصريحات مشعل , مشددة على أنها لا تمثل ولا تعبر عن رأي الشعب الفلسطيني بل تمثل شخصه لا أكثر. ودعت المنظمة في بيان لها إلى تسيير مظاهرات عارمة في شوارع مدينة غزة وصولا إلى المجلس التشريعي ومؤسسات حقوق الإنسان يوم غد الاثنين ، وهو الموعد المقرر لعرض حكومة حماس على المجلس التشريعي.
وحسب البيان ، quot; فقد أكدت الشبيبة دعمها الكامل والمطلق للقائد العربي الرئيس صدام حسين ولمواقفه العظيمة اتجاه قضية الشعب الفلسطيني التي تناساها الآخرين ، وأيضا دعمها للشعب العراقي بكافة أطيافه في ظل مقاومته للاحتلال الأميركي الغاشم quot;.
بدوره اعتبر عبد الله الحوراني المفكر والسياسي الفلسطيني ، ما قاله مشعل لا يعدوا كونه رأيا خاص له ، موضحا بأنه إذا كان مشعل يدعي أن الفلسطينيين الذين رفعوا صور الرئيس صدام حسين هم قله أو لا يمثلون إلا أنفسهم فماذا يقول عن الملايين العربية من المحيط إلى الخليج التي وقفت مع العراق ومع صدام نتيجة مواقفه المبدئية والقومية.
وكان الحوراني قد التقى به رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية خلال مشاورات حركة حماس مع الفصائل الفلسطينية لإقناعها بالدخول في حكومتها المقبلة.
وقال المفكر الفلسطيني في بيان له ، quot; بان مشعل نفسه يعرف حقيقة أن ملايين الشعب الفلسطيني ، ما زالت تذكر للعراق نضاله الوطني والقومي ولرئيسه صدام حسين المواقف القومية العظيمة تجاه الشعب الفلسطيني التي لم يقفها أي رئيس عربي قبله أو بعده باستثناء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصرquot;.
وعبر الحوارني ، عن أسفه من أن تصريح مشعل جاء أثناء زيارته للكويت كنوع من المجاملة أو التنازل الذي يقدمه من أجل الحصول على دعم كويتي لا يعرف أحد إن كان سيأتي أم لا ، لافتا إلى أن ما يلقاه اللاجئين الفلسطينيين في العراق في هذه اليوم من عذابات وجرائم بحقه يعد من أكبر الشهادات للرئيس صدام حسين بأنه كان ابنا بارا لفلسطين والأمة العربية ، وكان دوما داعما للشعب الفلسطيني.
وحول ما نشر في الصحف الكويتية حول اعتذار وفد حماس الضيف على الكويت للكويتيين ، قال الحوارني إن الاعتذار من قبل منظمة التحرير الفلسطينية قبل نحو عام ونصف ، والآن أيضا من قبل حماس في غير محله ، مضيفا ان الشعب الفلسطيني له فضل كبير في بناء الكويت، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك.
وتابع قائلا ، quot;الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير لم يكنوا ضد الكويت بل كانوا ضد العدوان الأميركي على العراق ، وكانوا مع الحل العربي وسعوا من أجل ذلك لكن عندما يوضع الفلسطينيون بين خياريين إما مع أميركا وإما مع العراق لابد أن يكون مع العراق قلبا وقالبا كما مع أي شعب عربي يتعرض للعدوان والاحتلال.
التعليقات