أسامة العيسة من القدس: ابتدأ موسى قصاب، رئيس دولة إسرائيل اليوم، باستقبال ممثلي الكتل في الكنيست، للسماع من كل كتلة عن الشخصية التي ترشحها لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وسط سباق بين حزبي الليكود والعمل للحصول على ثقة أغلبية الكتل التي لم تحدد بعد اسم مرشحها المفضل لرئاسة وزراء إسرائيل.

والتقى قصاب حتى الان ممثلي حزب كاديما الذين اقترحوا عليه اسم ايهود اولمرت بصفته الشخصية الأجدر لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وسيلتقي في وقت لاحق ممثلي حزب العمل الذين قرروا اقتراح إسناد مهمة تشكيل الحكومة لزعيم الحزب عمير بيرتس، وفي تطور لا يخلو من دلالة، طلب ممثلو حزب الليكود إرجاء الاجتماع مع قصاب إلى بعد غد الثلاثاء، ليأخذوا فرصة اكبر للتشاور.

ويرجح موقف حزب الليكود هذا ما كان سرب من أنباء بان الحزب يميل إلى طرح اسم عمير بيرتس كرئيس لحكومة إسرائيل المقبلة، نكاية بحزب كاديما الذي يعتبره حزب الليكود سببا للهزيمة التي مني بها في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الأخيرة.

وتجري في الحلبة السياسية الإسرائيلية لقاءات حثيثة بين الكتل عشية تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وعقد أيهود اولمرت لقاءا مطولا مع ايلي يشاي رئيس حركة شاس، التي لم تحدد حتى الان الشخصية الذي ستدعمه لترؤس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وان كان يرجح أن تدعم ايهود اولمرت لهذه المهمة.

واستمع اولمرت إلى مطالب شاس مقابل دعمها له، وعادة ما تكون هذه المطالب، التي لا تخلو من ابتزاز، مالية للصرف على مشاريع الحركة التي تحظى بدعم اليهود الشرقيين.

وشن اولمرت والمقربون منه هجوما لاذعا على زعيم حزب العمل عمير بيرتس، الذي يسعى لتشكيل تحالف مستقل يمكنه من ترؤس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ليكون أول يهودي شرقي يصل إلى ارفع منصب سياسي في إسرائيل.

وقالت مصادر في ديوان اولمرت بان بيرتس quot;لم يستوعب بعد ماهية المسؤولية الوطنية، وانه ما زال غارقا في المناورات لنيل الاحترام الذي لن يحصل عليهquot;.
ويجيء هذا الهجوم، بعد رفض بيرتس دعوة اولمرت له للقاء، وحسب المصادر المقربة من اولمرت، فان الأخير كان دعا يوم الخميس الماضي بيرتس إلى الاجتماع به على عجل ولكن اولمرت تلقى ردا فظا من مكتب بيرتس.

وأعربت هذه المصادر عن استغرابها لسعي بيرتس تشكيل ائتلاف بديل quot;وتوزيع الحقائب بدلا من الاستجابة لدعوة اولمرت وتعجيل الحوار بينهماquot;.

وعقد بيرتس اليوم اجتماعا مع يوسي بيلين زعيم حزب ميرتس، في سعيه لإقامة ائتلاف بديل وتجميع اكبر عدد ممكن من الأصوات في الكنيست لمواجهة الائتلاف الذي يحاول حزب كاديما الذي حصل على أعلى الأصوات تشكيله.

وفي حين أن حزب كاديما حصل على 29 مقعدا في الكنيست، فان حزب العمل حصل على 20 مقعدا، ويسعى للتحالف مع ميرتس التي حصلت على خمسة مقاعد وحزب المتقاعدين الذي حصل على سبعة مقاعد، والى نيل ثقة أعضاء الليكود في الكنيست وعددهم 12، بالإضافة إلى الدعم المتوقع من القوائم العربية التي حصلت مجتمعة على 9 مقاعد.

ويشعر اولمرت بالخطر الذي يشكله بيرتس، لهذا يسعى إلى ضم حزب العمل إلى تحالف برئاسة كاديما، ولكن بيرتس ما زال يعتقد انه يمكن أن يحظى بثقة العدد اللازم من أعضاء الكنيست ليشكل الحكومة الجديدة.

وحسب مصادر من ديوان قصاب فانه يريد أن ينهي المشاورات مع الكتل البرلمانية سريعا، ويتوقع أن يعلن يوم الأربعاء أو الخميس اسم الشخصية التي سيكلفها بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وستكون مفاجأة كبيرة إذا كان هذا الاسم هو عمير بيرتس، رجل المفاجآت في الساحة السياسية الإسرائيلية.