جلسة تاريخية للبرلمان.. واعتصام البرتقاليين استمر حتى الصباح
الكويت: 3 سيناريوهات تواجه قضية الدوائر

فاخر السلطان من الكويت: الكويت على موعد اليوم مع أخطر جلسات مجلس الأمة في تاريخها في ظل الموضوع المقرر أن يناقش خلالها وهو تقليص عدد الدوائر الانتخابية. وسيتذكر الكويتيون تاريخ 15 مايو 2006، خاصة إذا ما أقر المجلس والحكومة تقليص عدد الدوائر من 25 دائرة (المعمول به حاليا) إلى عشر دوائر، بعدما ضعفت فرص إقرار مشروع الدوائر الخمس، بالرغم من تمسك غالبية النواب (29 نائبا) بمشروع الخمس. لكن التقارير الاخبارية تؤكد أنه بات في حكم المؤكد ان تنفرج جلسة المجلس اليوم عن سيناريو من ثلاث: طلب لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية تحديد مهلة جديدة لتقديم تصور جديد للدوائر، والتوجه الى المحكمة الدستورية للفصل في مشروع الدوائر العشر، او اقرار مشروع العشر.

وقد تداولت جلسة مجلس الوزراء امس، حسب مصادر حكومية نقلت عنها صحيفة القبس، جملة من الخيارات، ليس بينها اقرار المشروع، حيث طرح بعض الوزراء التأجيل مع دراسة التعديل على بعض الدوائر الانتخابية العشر ليكون عدد اعضاء مجلس الامة موزعا عليها (خمسة لكل دائرة)، فيما طرح آخرون الذهاب الى المحكمة الدستورية لتحصين المقترح الحكومي من الطعن فيه بعد اقراره. ورجحت المصادر الذهاب الى المحكمة الدستورية، كحل وسط يخفف الحرج الحكومي، فيما لو ساندت طلب لجنة الداخلية والدفاع بمنحها مهلة جديدة. وأكد 25 نائبا التقوا مساء أمس في ديوان النائب محمد الصقر على رفض التحويل إلى المحكمة الدستورية وكذلك رفض تأجيل مناقشة مشروع الدوائر. كما أكد المجتمعون تمسكهم بالبيان الذي وقعه 29 نائبا تأييدا للدوائر الخمس. وبعد الاجتماع الذي استمر من الساعة 8.30 مساء أمس إلى ما بعد منتصف الليل أدلى النائب محمد الصقر بتصريح قال فيه:

توصل المجمتمعون إلى نقطتين أساسيتين: 1 - رفض التحويل إلى المحكمة الدستورية. 2 - رفض التأجيل. وإن المجتمعين ضد أي تأجيل أو تسويف من خلال الإحالة مرة أخرى إلى اللجان أو تشكيل لجنة مشتركة أو الإحالة إلى المحكمة الدستورية. وحول تلويح الحكومة بحل المجلس قال الصقر لا نخشى حل المجلس، ومجريات الحل سيحددها موقف الحكومة. وتأتي تلك التطورات فيما احتشدت واعتصمت مساء أمس ولغاية صباح اليوم جموع من المواطنين ممثلين عن القوى السياسية والطلابية أمام مجلس الأمة، للتمسك بتقرير اللجنة الوزارية القاضي بالدوائر الخمس. وشدد المشاركون في التجمع على ضرورة ان يقف النواب في جلسة اليوم وقفة تاريخية، لتحديد مستقبل البلاد السياسي المتمثل في إصلاح النظام الانتخابي عن طريق الدوائر الخمس.

وكان شعار المحتشدين quot;ليكن لك موقف كي تصنع التاريخ بهquot;. واكد المعتصمون وقوفهم مع الدوائر الخمس للتصدي للفساد والطواغيت على حد تعبيرهم. وتصدر اللون البرتقالي الساحة المقابلة لمجلس الامة، حيث ارتدى المتجمعون التي شيرتات والشرائط واللفافات البرتقالية، كما رفع المعتصمون شعارات منها quot;للباطل جولة والخمس دولةquot;. وبلغ عدد المعتصمين اكثر من ثلاثمائة شخص بشعار quot;نبيها خمسquot; في رسالة أوصلوها لاعضاء مجلس الامة قبيل جلسة اليوم، واكدوا انها رسالة الكويتيين ارادوا ايصالها بصوت واحد مشيرين الى ان مبيتهم امام مجلس الامة شعار لايصال صوت الشعب لبيت الشعب.
وقال السياسي الكويتي البارز وأحد الرموز التاريخية لليسار الكويتي الدكتور أحمد الخطيب إن هذا الحشد الشبابي هو بداية طريق الإصلاح السياسي وهو يذكرنا بدواوين الاثنين (وهي الاجتماعات التي عقدت إبان حل مجلس الأمة عام 1986 للمطالبة بعودة الحياة البرلمانية).

وكان نواب مجلس الأمة شاركوا في اعتصام أمس بعد انتهائهم من اجتماعهم في ديوان الصقر. واعتبر الرئيس السابق للمجلس النائب أحمد السعدون توجه الحكومة لإحالة العشر دوائر إلى المحكمة الدستورية لعبة غير أخلاقية ولا تنم عن حنكة سياسية مشيرا إلى ان النواب ال 25 الذين حضروا الاجتماع عاهدوا الله والشعب على استجواب رئيس الوزراء في حالة اتجاه الحكومة للإحالة إلى الدستورية أو التأجيل. من جهته قال النائب محمد الصقر: سنحارب من أجل المحافظة على الدستور والثوابت الوطنية ولن نترك للذين أجرموا بحق الكويت أن يكملوا ممارساتهم السيئة بخرق الديموقراطية أو الدستور لافتا إلى أن هذه الفئة الضالة عندما كانت 'تدوس' على الدستور أيام المجلس الوطني كنا نحن نذود عنه بقوة. وأوضح ان الحكومة تريد للخمس والعشرين دائرة أن تبقى لتنفيذ مآربها خاصة عند تلويحها بالإحالة إلى الدستورية لكننا سنتصدى لهذه الممارسات. وأكد النائب عادل الصرعاوي فقدان الثقة بالحكومة الحالية التي وصفها بأنها عبثت بالبلاد وبالنظام السياسي. فيما اعتبر النائب عبدالله الرومي ان إصلاح الكويت مرتبط بإصلاح النظام الانتخابي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتعديل الدوائر ومحاربة الفساد مشيرا إلى أن الشعب الكويتي أطلق لا كبيرة لنية الحكومة اللجوء إلى الدستورية الذي يدل على وجود نية غير صادقة للإصلاح. وأوضح النائب علي الراشد ان جميع الخيارات مطروحة للنواب عند إحالة الحكومة تعديل الدوائر إلى الدستورية مهددا بالاستقالة الجماعية للنواب أو مقاطعة جلسات مجلس الأمة.

وخلال الاعتصام لم يسكت صوت الأغاني الوطنية. وتواجد رجال الأمن بكثافة لتنظيم التجمع. وأحضر المعتصمون خياما لاستخدامها في المبيت إذ نصبت على عدد الذين قضوا ليلتهم هناك. وقام الشاعر عبدالعزيز البابطين بإلقاء عدد من القصائد الوطنية تحدث بعضها عن الفساد ومكافحته. وأكد رئيس تجمع القوى الطلابية محمد الخطيب ان التجمع أمام مجلس الأمة دليل الوعي الكبير لأبناء الشعب الكويتي وتأكيد على ان الشباب الكويتي هم المحرك الرئيسي للشارع وخط الدفاع الأول عن البلد، مؤكدا ان القوى الطلابية تؤيد تقليص الدوائر الى 5 دوائر. وغرس المعتصمون علم الكويت على الأرض المقابلة للمجلس لتأكيد الموقف الوطني. وأبى عدد من الفتيات إلا المبيت أمام المجلس لتأكيد موقف المرأة الكويتية مع الدوائر الخمس.