تظاهرة مرحبا فلسطين الدولية تنطلق من باريس واليابان

بشار دراغمه من رام الله: 58 عاما مرت على الجرح الفلسطيني. مواطنون شُردوا عن أرضهم إلى الأردن ولبنان وسوريا والعراق وأقطار عربية أخرى. بينما احتفلت إسرائيل بإقامة دولتها فوق الأرض الفلسطينية. ورغم تلك الأعوام الطويلة والسنين التي فاقت نصف إلا أن ذاك العجوز الفلسطيني لا زال يحمل مفتاح بيته في بلدة يازور داخل الخط الأخضر حالما بحق العودة. مع علمه الكامل أن بيته لم يعد قائما. صفارات إنذار ستدوي اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة هي طريقة اعتاد عليها الفلسطينيون لتذكر جرحهم الذي لا زال نازفا بينما حلم العودة بقي معلقا. وسيقف الفلسطينيون في الضفة وغزة اليوم دقيقة حداد في جميع أرجاء الوطن، كما تخصص الحصة الأولى في كافة المدارس للحديث عن النكبة وحق العودة للاجئين. وتنظم ومسيرات في مختلف مدن الضفة والقطاع أهمها مسيرة مركزية في رام الله. ويعقد المجلس التشريعي جلسة خاصة و يلقي الرئيس محمود عباس خطابا لإحياء ذكرى النبكة.

ثلاثة ملايين لاجئ يحلمون بالعودة

وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 مع قيام إسرائيل كان 154 ألفا و ارتفع عددهم في الذكرى الـ58 للنكبة إلى نحو1.3 مليون. بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية يقدر بنحو 3.88 مليون في منتصف عام 2006، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 4.4 مليون بحلول 2010. بالمقابل يبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 7 ملايين بمن فيهم الفلسطينيون الذين يبلغ عددهم 1.13 مليون نسمة.ووفقا للتقرير فقد ناهز عدد الفلسطينيين في الشتات في نهاية 2005 ثلاثة ملايين فلسطيني.

جرح آخر لدى الفلسطينيين في إسرائيل

وداخل الخط الأخضر يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى بمزيد من الألم وأصدر التجمع الوطني داخل إسرائيل بيانا وصفت فيه الأعوام الـ58 الماضية بأنها سنوات من العذاب والتشرد والآلام تعرض لها شعب وجد نفسه بين ليلة وضحاها بلا وطن وبلا دولة، ومئات الآلاف من أبنائه، رجالاً ونساءً وأطفالاً يطردون من بيوتهم وحقولهم ومرابعهم عبر رحلة عذاب قل نظيرها لا تزال فصولها متتالية. كان ذلك عملية سطو لوطن في وضح النهار. حسب ما جاء في البيان.

وأضاف: quot;حدث ذلك عام 1948، حين أجهزت الحركة الصهيونية وعصاباتها الإرهابية المنظمة جيداً والمسلحة تسليحاً حديثاً مدعومة من الاستعمار البريطاني وغيره من قوى الاستعمار الغربي، على المشروع الوطني الفلسطيني. قاوم شعبنا، بفلاحيه وعماله وفقرائه بكل ما أوتوا من قوة، واستشهد منه الآلاف منذ أن لاحت المعالم الحقيقية للمشروع الصهيوني الاستيطاني الإجلائي في أواخر القرن التاسع عشرquot;.

وأكد التجمع الوطني على أن مئات القرى هُُدمت وهُجّر معظم أهالي المدن العربية الساحلية من أهاليها، عكا، حيفا، يافا، اللد، الرملة، وأسكن المهاجرون اليهود في البيوت العربية. معتبرا انه منذ عام النكبة، سعت اسرائيل بصورة منهجية وحثيثة، الى دفن معالم الجريمة وطمس معالم الوجود العربي الفلسطيني، بيوتاً وأرضاً ومقدسات دينية. أما في خارج فلسطين فقد شنت عدواناً إرهابياً متواصلاً على اللاجئين الذين استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم للعودة الى الوطن. فاغتالت القادة والشعراء والأدباء، وحاولت أن تطال من كل من تشبث بحلم العودة. لكن مسيرة الكفاح الفلسطينية البطولية تواصلت.

وجاء في البيان أيضًا: quot;لقد أخـّرت إسرائيل تحقيق الحلم الفلسطيني ولكن تمسك الفلسطيني بهذا الحلم وصموده، أجبرا إسرائيل على الاعتراف بفشلها في دفن معالم القضية الفلسطينية ولذلك هي تسعى للالتفاف عليه بالحلول الجزئية أو التصفوية، مثل الحكم الذاتي الجزئي، أو الانسحاب الأحادي من غزة الذي نفذه شارون والانسحاب المتوقع من جزء من الضفة وعبر إقامة الجدار الفاصل وغيرها من الخطوات التحليلية . ولكن شعبنا مصرّ كما أثبتت سنوات نضاله الطويل وخاصة في الانتفاضة الثانية، على تحقيق حلمه بالاستقلال والعودةquot;.