الياس توما من براغ : دعا الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس اليوم إلى تغيير التوجهات الحالية للاتحاد الأوربي التي تعمل على توحيد أوروبا سياسيا والعودة إلى الفكرة القائمة على التعاون بين حكومات دول الاتحاد والى إزالة الحواجز القائمة من مختلف الأنواع وفتح أسواق دول الاتحاد ، وانتقد كلاوس ظاهرة تمركز السلطة في بروكسل مؤكدا انه يرفض إجراء الوحدة بالشكل الحالي أي من الأعلى إلى الأسفل ونشوء ما اسماه quot; بالقومية الكبيرة quot;.

وأضاف في محاضرة في جامعة تالين بأنه على قناعة بأن توحيد عملية اتخاذ القرارات على مستوى الاتحاد الأوربي قد قطعت شوطا أكثر مما هو ضروري وعقلاني ونافع اقتصاديا .
ولفت كلاوس الانتباه إلى أن 12000 قانون من اصل القوانين التي اقرها الاتحاد الأوربي خلال وجوده قد أقرت في الفترة بين 1998ــ 2005 فيما تم إقرار 10000 قانون فقط خلال 40 عاما أي في الفترة من 1957ــ 1997 .

ورأى أن دور الدول الأعضاء في الاتحاد وبرلماناتها الوطنية قد تقلص بشكل راديكالي في الفترة الأخيرة الأمر الذي يعتبر مضرا لأنه يحد من السيادة الوطنية ويهدد الحريات الديمقراطية في هذه الدول .

واعتبر أن الاتحاد الأوربي بدا يصبح اتحادا سياسيا وان ذلك يتم على الرغم من احد مظاهر هذه العملية وهو المصادقة على الدستور الأوربي لم تنجح .

واعترف الرئيس كلاوس المشهور بانتقاداته المتكررة للاتحاد الأوربي والرافض للنزعة التوحيدية فيه بان أفكاره المشككة بجدوى عملية التكامل والتوحيد الأوربية تعود إلى تجربته السابقة من فترة الحقبة الشيوعية حيث توجب على التشيكوسلوفاكيين التصرف وفق سياسة الاتحاد السوفيتي آنذاك .

ويأتي موقف الرئيس كلاوس هذا في استونيا التي يزورها الآن بعد أيام قليلة من مصادقة البرلمان الاستوني على الدستور الأوربي الجديد كأخر دولة من دول الاتحاد الخمسة عشر التي أقرت الدستور فيما أعلنت العديد من دول الاتحاد بعد الرفضين الفرنسي والهولندي للدستور تأجيل المصادقة على الدستور بانتظار حل للمشكلة التي حدثت في هذا الصدد داخل الاتحاد حيث اعتبرت بعض الدول أن الرفضين الفرنسي والهولندي قد جعل الدستور يسقط سياسيا فيما ترى بعض الدول أن الدستور يقدم أساسا جيدا لمسالة استمرار التكامل الأوربي غير انه سيحتاج إلى إدخال تعديلات عليه .

وينتظر إقرار الدستور الآن في تشيكيا وبريطانيا وايرلندا والدانمرك والسويد وفنلندة وبولندا والبرتغال.