الياس توما من براغ : قال رئيس حزب الشعب الصربي و احد القادة الرئيسيين لصرب جمهورية الجبل الأسود دوبريلو ديديتش ان الصرب سيطالبون بمنحهم الحكم الذاتي الكامل في الجمهورية بعد انفصالها الكامل عن صربيا .
وأضاف في حديث أدلى به اليوم لصحيفة فيتشيرني ليست الكرواتية أن بين خطط الصرب في الجبل الأسود الذين يشكلون نحو ثلث عدد سكان هذا الجمهورية الصغيرة التي يتراوح عدد سكانها بين 630 ـ 650 ألف نسمة إنشاء مدارس خاصة بالصرب ومعاهد ثقافية وغيرها من التنظيمات والمؤسسات كما يريدون أيضا تقسيم التنظيمات الرياضية .

وأكد أن هذه الخطة للصرب تأتي ردا على نتيجة الاستفتاء الذي جرى في الجبل الأسود يوم الأحد الماضي والذي صوت فيه 5و55% من المشاركين فيه لصالح خيار الانفصال عن الجبل الأسود وإعلان استقلال هذه الجمهورية بحيث تصبح الدولة الخامسة والأربعين في أوروبا .

وكانت الأحزاب الصربية في الماضي قد طالبت أيضا بتقسيم الإذاعة والتلفزيون وهما مؤسستان عامتان إلى قسم صربي وأخر للجبل الأسود .

من جانبه توقع مفتي جمهورية الجبل الأسود رفعت فيزيتش أن الأحزاب القومية الرئيسية في صربيا ممارسة تحاول ممارسة ضغوط مختلفة على الأحزاب والتنظيمات الصربية في الجبل الأسود وتلك التي تشكل كيانا خاصا بها في البوسنة للقيام بأعمال شغب والمطالبة بالانفصال بهدف خلق حالة من التوتر والفوضى .

وأكد في حديث لوكالة كونا الكويتية في ساراييفو بان مسلمي الجبل الأسود الذين يشكلون ما نسبته 25% من سكان الجبل الأسود قد صوتوا جميعهم تقريبا لصالح الانفصال عن صربيا موضحا أن مسلمي الجبل الأسود هم من جذور بوسنية والبانية عريقة ومن السكان الأصليين للبلاد ولذلك فإنهم وجدوا أن من مصلحتهم التوافق مع السكان الآخرين وإنشاء نظام سياسي ديمقراطي تعددي مستقل في الجبل الأسود .

ورأى أن استقلال الجبل الأسود سيحقق للمسلمين المساواة التامة في الحقوق المدنية والسياسية المشروعة إلى جانب التمتع بالحريات الدينية والثقافية وأكد أن تصويت مسلمي الجبل الأسود قد رجح كفة التيار الذي يدعو إلى الاستقلال وكان عاملا ايجابيا في إنجاح العملية الديمقراطية التي تمت لان أصوات الأحزاب والمجموعات التي تؤيد الانفصال والأخرى التي تعارض كانت متساوية تقريبا .

وأكد أن ممثلي الأحزاب والتنظيمات الإسلامية سيشاركون في الحكومة الجديدة في الجبل الأسود المستقل بنسبة تتوافق مع كثافتهم السكانية ومواقعهم في المجتمع .

ويقول مراقبون في منطقة البلقان أن تصعيد الصرب لمطالبهم بالحكم الذاتي يمكن أن يعقد الأوضاع في الجبل الأسود ويزيد من التوتر السياسي خاصة إذا ما حظيت التنظيمات الصربية بدعم من قبل الأحزاب القومية المتشددة في صربيا مذكرين بان بعض حروب البلقان في التسعينيات بدأت أيضا على شكل مطالب بالحكم الذاتي .

وعلى الرغم من أن إمكانية انزلاق الجبل الأسود إلى حرب أهلية تعتبر مستبعدة حاليا كون الجميع في البلقان قد شبعوا من حمامات الدم إلا أن الحذر يجب أن يكون سيد الموقف في الأيام والأسابيع القادمة ولذلك يتوجب على الاتحاد الأوربي أن يسارع إلى إدارة عملية المفاوضات بين الصرب والجبل الأسود حول آليات تحقيق الانفصال لمنع أي خروج للأوضاع عن نطاق السيطرة في حين ستكون من المهام الرئيسية لقيادة الجبل الأسود الآن هي العمل على إعادة اللحمة إلى الرأي العام المحلي بعد أن عكس الاستفتاء الأخير انقسام المجتمع بشكل حاد إلى معسكرين متنافرين في مسالة الانفصال عن صربيا .