الياس توما من براغ : انتقد العلماء والأكاديمييون التشيك الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بسبب تهجماته المتكررة على الاتحاد الأوروبي وأكدوا في رسالة أرسلوها اليوم إلى قصر الرئاسة التشيكي وسلموا نسخة عنها لوسائل الإعلام أنهم لا يشاطرون الرئيس كلاوس مواقفه بشان عملية التكامل الأوروبي وتحذيراته من إمكانية فقدان الذاتية القومية والثقافية التشيكية داخل الاتحاد الأوروبي . وورد في الرسالة أيضا التي وقعها 66 عالما وأكاديميا تشيكيا بأنهم لا يوافقون على اقتراح كلاوس بالعودة بالاتحاد الأوربي إلى 20 عاما خلت حيث كان عبارة عن اتحاد جمركي فقط. وشددوا على انه من المصلحة الحيوية لتشيكيا أن تتعزز الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وان تتعمق العلاقات بين دول الاتحاد مؤسساتيا .
ورأوا انه من الصحة بمكان السعي لتشكل وعي بشان quot; المواطنية الأوروبيةquot; بأسرع وقت وان يتم إقرار الدستور الأوربي الجديد وان يتم تعزيز أهمية البرلمان الأوروبي المنتخب ديمقراطيا مشددين على أن مثل هذا التطور سيؤمن لأوروبا مكانا لائقا في عالم اليوم وفي المستقبل بين الشركاء السياسيين والاقتصاديين الأقوياء والمنافسين أي الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا وبقية الدول والتجمعات . وأكدوا أن المخاوف التي أثيرت حول المشاكل الاقتصادية التي ستخلق في تشيكيا من جراء الانضمام إلى اتحاد الأوروبي لم تتحقق بل على العكس من ذلك ساهم الانضمام الذي تم قبل أكثر من عامين في تسريع النمو الاقتصادي في البلاد. كما أكدوا أنهم لا يشعرون بأي ضغوط لا يمكن تحملها تمارس من قبل البيروقراطية في بروكسل وأنها تضيق الخناق على تشيكيا كما يتم الزعم .
ورفضوا المقارنة التي قام بها الرئيس كلاوس بين الاتحاد الأوروبي والجهود التكاملية التي كانت تتم في السابق في إطار الكتلة السوفيتية مشددين على أنهم لا يشعرون بان الانضمام قد رافقه حدوث عجز في المسالة الديمقراطية . وأكد العلماء والأكاديميون الذين وقعوا على الإعلان ومن بينهم أطباء وعلماء وأساتذة جامعات باختصاصات مختلفة أن هذا هو رأيهم وانه ليس له علاقة بالمؤسسات التي يعملون بها. وقال البروفيسور فاتسلاف هورجييشي المتخصص بنظام المناعة انه من الضروري بمكان الآن أن تتحدث الأغلبية الصامتة وان الناس المثقفين لهم رأي أخر بشان الاتحاد الأوروبي غير الذي للرئيس كلاوس الذي لا يمتلك احتكارا بالتعبير عن الأفكار وان الناس يفكرون بشكل مختلف عنه .
وكان الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس قد دعا أمس إلى تغيير التوجهات الحالية للاتحاد الأوروبي التي تعمل على توحيد أوروبا سياسيا والعودة إلى الفكرة القائمة على التعاون بين حكومات دول الاتحاد والى إزالة الحواجز القائمة من مختلف الأنواع وفتح أسواق دول الاتحاد. كما انتقد كلاوس ظاهرة تمركز السلطة في بروكسل مؤكدا انه يرفض إجراء الوحدة بالشكل الحالي أي من الأعلى إلى الأسفل ونشوء ما اسماه quot; بالقومية الكبيرة quot;.
وشدد في محاضرة ألقاها في جامعة تالين بأنه على قناعة بأن توحيد عملية اتخاذ القرارات على مستوى الاتحاد الأوروبي قد قطعت شوطا أكثر مما هو ضروري وعقلاني ونافع اقتصاديا . ولفت الانتباه إلى أن 12000 قانون من اصل القوانين ال 22000 التي اقرها الاتحاد الأوروبي خلال وجوده قد أقرت في الفترة بين 1998ــ 2005 فيما تم إقرار 10000 قانون فقط خلال 40 عاما أي في الفترة من 1957ــ 1997 . ورأى أن دور الدول الأعضاء في الاتحاد وبرلماناتها الوطنية قد تقلص بشكل راديكالي في الفترة الأخيرة الأمر الذي يعتبر مضرا لأنه يحد من السيادة الوطنية ويهدد الحريات الديمقراطية في هذه الدول . واعتبر أن الاتحاد الأوروبي بدأ يصبح اتحادا سياسيا وان ذلك يتم على الرغم من أن احد مظاهر هذه العملية وهو المصادقة على الدستور الأوربي لم تنجح .
التعليقات