اندريه مهاوج من باريس : توقع النائب عن حزب الخضر في البرلمان الفرنسي نويل مامير ان تؤدي ادنى شرارة الى اعادة اشعال الضواحي الفرنسية والى عودة اعمال الشغب والصدامات على غرار ما حصل في الخريف الماضي . وقال تعليقا على الصدامات التي وقعت بين رجال الشرطة ومجموعة من الشبان في احدى ضواحي باريس ليل امس ان نار الاحداث التي الهبت فرنسا في نهاية تشرين الاول والاسابيع الثلاثة من تشرين الثاني الماضيين لم تخمد نهائيا بعد وان الحكومة لم تعمد الى معالجة جذور المشكلة واسباب التململ الشعبي الواضح الذي عبر عنه الشباب وان كل ما فعلته السلطات الرسمية هو وضع quot;الغطاء على الوعاء quot; لاخفاء ما في داخله عن أعين الناظر من دون ان تكون الاسباب التي ادت الى اندلاع اعمال العنف قد وجدت الاجوبة المناسبة والقادرة على ارساء الامن الاجتماعي . وحمل النائب مامير رئيس بلدية مدينة مونفارميه ، حيث وقعت الصدامات الليل الفائت، المسؤولية الكاملة عن هذه الاحداث معتبرا ان اقدام رئيس البلدية المذكور على اصدار تعميم يمنع بموجبه على الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و18 من التجمع في وسط المدينة ، أطلق شرارة هذه الاحداث وقد رد رئيس البلدية بالقول ان سبب المواجهات يعود الى اقدام رجال الامن على توقيف شاب اعتدى قبل مدة على احد سائقي النقل العام ولا علاقة لها بالتعميم الذي يمنع تجمع القاصرين .

وزير النقل دومينيك بيربان اعتبر ان احداث الليل الفائت هي quot;اعادة quot; لما حصل في الضواحي في الخريف الماضي واضاف ان اعمال الشغب تطرح تساؤلا كبيرا على السياسيين وعلى عملهم خلال الاشهر التي تلت احداث الضواحي العام الماضي موضحا ان اسباب التململ لا تزال قائمة ودعا بيربان السياسيين الى التحلي بالشجاعة والنظر الى الامور بكل واقعية ولكنه المح الى احتمال وجود عصابات تهريب وارويج مخدرات وراء تحريك الشباب في الضواحي بقوله ان هذه الاحداث تندلع في كل مرة تبدأ فيه الحكومة العمل الجدي مع جمعيات تعنى بشؤون الشباب من اجل محاربة البطالة ومن اجل قطع دابر الغش والاعمال غير القانونية .


وكان قرابة 100 شاب اشتبكوا مع الشرطة الفرنسية ليل امس بعد اشعال النار في سيارات وصناديق قمامة في احدى ضواحي باريس والتي كانت مسرحا لأعمال شغب في تشرين الثاني(نوفمبر). وقال مسؤول أمني بضاحية سين سان ديني الواقعة شمالي العاصمة باريس ان سبعة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة واعتقل ستة شبان في الضاحية في مواجهات بدأت قرابة الساعة 2030 بتوقيت جرينتش مساء امس .
وبدأ الشبان احراق سيارات ردا على عملية للشرطة اعتقل خلالها شاب قبل ذلك ببضع ساعات. وقال مسؤولون انهم لا يعرفون بعد عدد السيارات التي أحرقت.ووقعت حوادث ايضا في منطقة كليشي سو بوا المجاورة والتي بدأت فيها أعمال الشغب العام الماضي عقب وفاة صبيين بينما كان يفران من الشرطة فيما يبدو. وخلال ثلاثة أسابيع من أعمال الشغب التي أعقبت الحادث في أنحاء فرنسا اشتبك شبان مع الشرطة في ضواح فقيرة تضم أعدادا كبيرة من المهاجرين.
وشكا المشاركون في أعمال الشغب وكثيرون منهم من أصول أفريقية أو عربية من التمييز وارتفاع معدل البطالة بينهم ونقص الفرص.وقال وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي ان اعمال الشغب اظهرت ان نظام الهجرة غير جيد. واقترح تنقيحا لنظام الهجرة في فرنسا اثار انتقادات واسعة من أحزاب المعارضة والجماعات المدافعة عن المهاجرين.
ويهدف القانون المقرر مناقشته بمجلس الشيوخ في يونيو حزيران الى منع المهاجرين من غير ذوي المهارات ودعم الاندماج واختبارات اللغة.
ورد رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان على أعمال العنف باقتراح قانون جديد أوائل العام الجاري قال انه سيساعد على تقليل البطالة بين الشبان في الضواحي الفقيرة.غير أن الطلاب وأحزاب المعارضة عارضوا بشدة الاجراءات الوظيفية الجديدة ونظموا سلسلة من الاحتجاجات الواسعة أجبرت دوفيلبان على التراجع عن المشروع في ابريل نيسان واثارت تساؤلات بشأن مستقبله قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2007.