بغداد: برأ الجيش الاميركي في بيان في بغداد اليوم السبت عناصره من قتل مدنيين في مدينة الاسحاقي شمال العراق حيث اتهم جنود اميركيون بانهم قتلوا بدم بارد اكثر من 11 مدنيا عراقيا بينهم عدد من الاطفال في 15 اذار/مارس الماضي.
وقال الميجور جنرال وليام كالدويل المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق في بيان ان quot;تحقيقا فتح في اليوم التالي (للقصف) مباشرة (...) واظهر ان القوات عملت وفق الضوابط العسكرية التي تحكمها في العراقquot;. الا ان التحقيق اعترف بمقتل ما بين اربعة مدنيين و13 مدنيا في هذا الهجوم. واوضح ان quot;الجيش الاميركي وبناء على معلومات استخباراتية مؤكدة داهم بلدة الاسحاقي في 15 اذار/مارس الماضي واعتقل ارهابيا (...) هو احمد عبد الله محمد العتيبي بينما قتل آخر يدعى عدي فارس الطوافيquot;.
وتابع ان quot;العتيبي الملقب بابي حمزة والمولود في الكويت، يتزعم خلية في تنظيم القاعدة بينما الطوافي الملقب بابي احمد عراقي متورط بصناعة العبوات الناسفة بالاضافة الى تورطه بتجنيد سكان محليين في حركة التمرد في العراقquot;.
واكد الضابط الاميركي في بيانه ان quot;القوات الاميركية تعرضت لدى وصولها الى المنزل لاطلاق نار من داخله (...) واستمر العدو في اطلاق النار على القوات الاميركية مما استوجب استدعاء قوات اسناد جوي للسيطرة على الموقفquot;.
واوضح ان quot;القوات الاميركية قامت بعمليات تكتيكية داخل المنزل وتم العثور على جثث المدعو ابي احمد وثلاثة اشخاص غير مقاتلينquot;، مشيرا الى ان ضابط التحقيق quot;رجح ان يكون الاشخاص التسعة قتلوا نتيجة اضرار جانبية نجمت عن الاشتباكquot;.
واكد الضابط الاميركي ان quot;اتهام جنود اميركيين باعدام عائلة تعيش في منزل آمن باطلاق النار على افرادها مباشرة وقتلهم بدم بارد، ثم قصف المنزل بعد ذلك لاخفاء الجريمة التي لا اساس لها من الصحةquot;. واضاف ان quot;قوات التحالف لا تتسامح مع اي سلوك غير اخلاقي او اجراميquot;، مؤكدا ان quot;كل الاتهامات حول وقوع خسائر في صفوف المدنيين سيتم التحقيق بها بصورة كاملةquot;.
وكان مسؤولون اميركيون ذكروا في ذلك الوقت ان اربعة اشخاص قتلوا في اشتباك بعد ان حصلت القوات الاميركية على معلومات بان احد مؤيدي تنظيم القاعدة كان يزور المنزل في الاسحاقي. وعرضت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) صورا الجمعة ل11 جثة من بينها جثث لاطفال ونساء. وتأتي هذه المعلومات بينما تحقق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في مجزرة ارتكبها عناصر المارينز لمدنيين عراقيين عزل في مدينة حديثة.
وعرضت البي بي سي الخميس صور فيديو لعدد من القتلى من البالغين والاطفال قالت الشرطة العراقية انهم من بين 11 مدنيا عراقيا قام الجنود الاميركيون بجمعهم واطلاق النار عليهم عمدا في اذار/مارس غي الاسحاقي. وقالت المحطة انها تسلمت الشريط من مجموعة سنية معارضة للقوات الاميركية، موضحة ان الادلة التي يحتويها تتناقض مع الرواية الاميركية لما حدث. وكان مسؤولون اميركيون ذكروا حينذاك ان اربعة اشخاص قتلوا في اشتباك بعد ان حصلت القوات الاميركية على معلومات بان احد مؤيدي تنظيم القاعدة كان يزور المنزل في الاسحاقي.
وقالت هيئة الاذاعة البريطانية ان المنزل انهار بفعل النيران الكثيفة مما ادى الى مقتل شخص يشتبه في انه من المتمردين، وامرأتين وطفل. الا ان الشرطة العراقية اتهمت في تقريرها الجنود الاميركيين بجمع 11 شخصا في المنزل وقتلهم باطلاق النار عليهم وكان بينهم خمسة اطفال واربع نساء قبل ان تنسف المنزل.
وعرضت البي.بي.سي صور فيديو ظهرت فيها عدة جثث من بينها جثث لثلاثة اطفال احداها مغطاة بالدماء. وذكر مراسل المحطة جون سمبسون ان الصور تظهر بوضوح ان القتلى من البالغين والاطفال تعرضوا لاطلاق النار.
كما قال مراسل المحطة في بغداد ايان بانيل انه تمت مقارنة صور الفيديو بصور التقطت للحادث في ذلك الوقت ويعتقد انها حقيقية. وتأتي هذه المعلومات في وقت صعب للبنتاغون بعد انباء عن قيام عناصر من المارينز بقتل 24 مدنيا عراقيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويرغب خبراء من جهاز التحقيق الجنائي في قوات البحرية في اخراج جثث ضحايا حديثة للبحث عن ادلة، حسبما ذكرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الجمعة نقلا عن مسؤولين في الدفاع مقربين من التحقيق. وكانت قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ذكرت ان المدنيين قتلوا في انفجار قنبلة على احدى الطرق في 19 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد يؤدي التحقيق الذي يعد الاوسع منذ بدء الحرب على العراق الى توجيه تهم بالقتل العمد واهمال الواجب وعرقلة سير العدالة. ووعد الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس بمعاقبة المتهمين في حال ادانتهم.
- آخر تحديث :
التعليقات