باريس: يؤكد الصحافي البريطاني غوردن توماس في كتابه quot;الاسلحة السرية للسي آي ايه السريةquot; ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مارست التعذيب والقتل بحق مئات الاشخاص بمن فيهم معتقلون وذلك منذ عقود، خصوصا لاجراء ابحاث من اجل للسيطرة على عقولهم وفي مجال الاسلحة البيوكيمائية.

ويصدر هذا الكتاب في الثامن من حزيران/يونيو في فرنسا وبلجيكا بينما تواجه واشنطن والسي آي ايه في اوروبا اتهامات بنقل معتقلين يشتبه في تورطهم بالارهاب، سرا على متن طائرات الى بلدان يتعرضوا فيها للتعذيب.واوضح توماس غوردن الذي صدر له كتاب quot;تاريخ الموساد السريquot; والذي كان حماه عميلا في جهاز التجسس البريطاني (ام آي-6) أنه ليس مناهضا للولايات المتحدة و لكنه يرفض الكذب.

واكد الصحافي الذي يعمل بانتظام مع quot;صنداي اكسبرسquot; وهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) وquot;بيلدquot;، ان الولايات المتحدة خلافا لنفي الرئيس جورج بوش في كانون الثاني/يناير 2006، لا تكتفي بممارسة التعذيب في حربها ضد الارهاب بل ان اتهمات التعذيب في سجن ابو غريب في العراق وغوانتانامو (كوبا) ليست اخطاء عرضية.

واستند الى وزارة العدل الاميركية التي قال انها quot;اصدرت عام 2002 توصيات قانونية +سرية للغاية+ حول اساليب استنطاق الارهابيينquot; مثل quot;اسلوب التعذيب في المغطسquot;.

واكد توماس ان هذه الاساليب ليست جديدة والسي آي ايه تغتال وتعذب منذ الحرب الكورية (1950-53). ويكشف في كتابه مقتطفات لم تنشر سابقا من تعليمات داخلية تتحدث احداها على quot;الاستجواب القسريquot; الذي يهدف الى استنطاق المعتقلين وفيه تفاصيل quot;اساليب الاغتيالquot; التي تمارس في السي آي ايه.

وركز توماس خصوصا على حياة وشهادة احد اكبر مسؤولي السي آي ايه وليام باكلي المكلف مراقبة البرامج والذي خطف في لبنان عام 1984 وتعرض الى التعذيب والقتل على يد حزب الله.

ويروي الكاتب كيف مارس المسؤول عن هذه البرامج حتى مطلع السبعينات الاستاذ الاميركي سيندني غوتلياب الذي كان quot;شغله الشاغل اعادة صياغة عقولquot; اعداء الولايات المتحدة، تجارب على اشخاص وكيف وصل به الامر الى حد اجراء عمليات جراحية لعدد كبير من الاسرى الفيتناميين لاختبار اجهزة تهدف الى جعلهم مجرمين يتحركون باوامر، لكن من دون جدوى.

وقال توماس ان quot;هذا النوع من الابحاث ما زال متواصلاquot; في العالم لا سيما في كوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة، مؤكدا quot;انهم يحاولون جميعا التوصل الى الطريق السحرية المؤدية للسيطرة على عقلك والتلاعب بهquot;.