الكويت : عبدالله ومريم اسمان لطفلان كويتيان لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما يلبسان قميصا يحمل ألوان علم الكويت ويقفان عند مدخل المقر الانتخابي لأحد المرشحين ليستقبلا الناخبين بكل حماس وعفوية ..انهما ليسا مجرد طفلين بل هما من مئات الأطفال الذين برزوا في هذه الانتخابات ليشكلوا ظاهرة quot; أطفال الانتخاباتquot;.حول هذه الظاهرة قالت أستاذة الارشاد النفسي والتربوي بكلية التربية بجامعة الكويت الدكتورة معصومة المطيري لوكالة الأنباء الكويتية أن دخول الأطفال في خضم العملية السياسية من خلال المشاركة في لجان المرشحين لانتخابات 2006 الحالية هو مسلك قد يؤثر سلبا أو إيجابا على الطفل .
وأوضحت المطيري أن الجانب الايجابي من هذه الظاهرة يتمثل في خلق جيل من الأبناء لديه وعي سياسي وادراك لما يحدث حولهم من أمور تهم مستقبلهم ومستقبل وطنهم وقادرون بالتالي من خلال هذه الممارسة العملية على تعلم العديد من المفاهيم المرتبطة بالديموقراطية كالحوار والحق في إبداء الرأي واتخاذ القرار .وأضافت أن هذه الأمور الايجابية تنشأ إذا ما سلك الكبار مسلكا طبيعيا في تعاملهم مع هؤلاء الصغار بحيث يبتعدوا بهم عن التعصب القبلي أو الطائفي وبالتالي فان هذا الطفل سيتمتع في المستقبل بقدر وافي من النضج السياسي الذي يمكنه من ممارسة حقوقه السياسية وتحديد أهدافه واتجاهاته بشكل صحيح .
اما الجانب السلبي فأشارت المطيري إلى أنه يحدث اذا كان الطفل مقيدا عند دخوله عالم الانتخابات ضمن إطار ضيق ينحصر في خدمة القبيلة أو الطائفة أو حتى العائلة .
واكدت أن دخول الولد أو البنت منذ سن مبكرة في هذا النهج الضيق سيخلق لديه ثقافة التبعية منذ الصغر دون إدراك منه لأي معاني سامية أخرى يحتويها العمل السياسي وأبرزها حرية الرأي والتعبير والاختيار وبالتالي ينشأ لدينا جيل يقاد ولا يقود .وحول وسيلة التعلم بالممارسة اوضحت أن نظام المحاكاة هو جزء من عملية التعلم التي تكسب الطفل تفاصيل الخبرة التي يتعلمها وتقوي تركيزها في ذهنه مبينة أن ممارسة أطفال الانتخابات للعملية الديمقراطية من خلال جانب منها وهو المساعدة في اللجان الانتخابية يعد أفضل وسيلة لاكساب الأطفال الثقافة السياسية وتنشأتهم على قيم حب الوطن والغيرة عليه .
من جانبه قال رئيس اللجنة الاعلامية لأحد المرشحين في الدائرة 12 محمد الشحومي أن عمل الأطفال في اللجان الانتخابية لديه هو عمل تطوعي يدفعهم اليه حماسهم وتشجيع أسرهم لهم لمعرفة ما يجري على الساحة والمشاركة فيه .وأوضح أن هؤلاء الأطفال يعملون ضمن الطاقم الانتخابي للمرشح في أعمال خفيفة تتلائم مع أعمارهم وقدراتهم مشيرا الى أن الأطفال من سن 10 الى 13 عاما عادة ما يكونوا ضمن هيئة استقبال الناخبين الى جانب المساعدة في تنظيم الحضور وإرشادهم الى أماكن الجلوس أثناء الندوات التي يعقدها المرشح .وأضاف أن ظاهرة أطفال الانتخابات ظهرت بشكل واضح في هذه الانتخابات وبات من غير المستغرب أن نجد العديد من الأولاد والبنات يعملون بنشاط كبير في المقرات الانتخابية للمرشحين وهم يلبسون الملابس الدعائية الخاصة بمرشحيهم .
واشار الى ان العرس الديمقراطي الذي عاشته الكويت طوال هذا الشهر والذي سيتوج غدا بالتصويت لاختيار 50 نائبا لمجلس الأمة من بين 249 مرشحا لم يلق بظلاله على الكبار فقط بل امتد ليشمل الصغار أيضا ويعمل على إكسابهم معارف جديدة تتعلق بالديمقراطية .وعلى الصعيد نفسه قالت رئيسة اللجنة النسائية لأحد مرشحي الدائرة الأولى ليلى المحميد أن أطفال الانتخابات سوف يكون لهم غدا في يوم الأقتراع دورا هاما في استقبال الناخبات في اللجان النسائية وارشادهم وتنظيمهم .وقالت اننا في اللجان الانتخابية عملنا على إكسابهم المعلومات الأساسية التي تمكنهم من المشاركة الايجابية في هذا اليوم المنتظر مع حرصنا على وضعهم في أماكن تبتعد عن التعرض لحرارة الشمس مباشرة وذلك حفاظا على سلامتهم وحتى تكتمل أركان العملية الديمقراطية بفرحة وسلام .
وأشارت الى أن الممارسة العملية التي يخوضها هؤلاء الصغار هي كالوجبة الدسمة من الأفكار التي تكسب الطفل الوعي السياسي من جهة وتعلمه أخلاقيات التعامل مع الآخرين حتى في ظل الاختلاف في الرأي من جهة أخرى .ويظل هؤلاء الاطفال هم جيل المستقبل الذي يجب أن تتوجه إليه الأنظار ويعمل الجميع على تثقيفه بأصول المنافسة الشريفة وأخلاقيات الحوار الراقي حتى يتمكن في المستقبل من قيادة هذا الوطن.
التعليقات