نبيل شرف الدين من القاهرة: عقب لقائه مع نبيل شعث مبعوث الرئيس الفلسطيني، قال عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية إنه يؤيد مبادلة الجندي الإسرائيلي بالسجناء الفلسطينيين، وألمح إلى إمكانية عقد قمة عربية وقال ان كل شئ وارد، وأن القادة العرب سيجتمعون في الوقت المناسب، لكن ليس في كل لحظة وعند كل تطور تعقد قمة، مشيرا إلى ان المشاورات تركز حالياً على كيفية التحرك جماعيا وعربيا لمواجهة هذه الأزمة الراهنة. وكشف موسى عن تحويل مبلغ خمسين مليون دولار للسلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، قائلاً إن هذه التحويلات ستتم بشكل مستمر بعد الاتصال بالآلية الدولية، مشيرا إلى انه تم ايضا تحويل مبلغ 15 مليون دولار منذ عشرة ايام مضت .

من جهة أخرى أقر مجلس الجامعة العربية العناصر الرئيسية التي سيتضمنها مشروع القرار العربي المقرر عرضه على مجلس الامن الدولي بشأن الاوضاع الحالية في الأراضي الفلسطينية.

تصريحات موسى

من جانبه قال أحمد بن حلي، الامين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية إن عناصر القرار الدولي المقترح تتضمن طلب الوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة ورفع الحصار وإطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين ونواب المجلس التشريعي ،وتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والعمل على عدم توسيع العدوان الاسرائيلي للمساس بدول عربية أخرى، ودعم الشعب الفلسطيني، والعمل على رفع الحصار عنهquot;، على حد تعبيره .

غير أن عمرو موسى قال إن هذا الامر مازال يراوح مكانه في مجلس الامن، لكن هناك أكثر من مسار للخروج من الازمة منها ما تقوم به مصر على الارض والتحرك العربي في مجلس الامن والمشاورات العربية التي يجب ان تتعدى ما يجري الآن لمناقشة الاسباب والظروف التي يمكن ان تؤدي إليه مرة أخري طالما ان هناك احتلالا واستمرارا لسياسة الحصار والتجويع، واضاف نحن على اتصال بالآلية الدولية من أجل كيفية استكمال التحويلات مطالبا بحماية دولية للفلسطينيين وان الموقف العربي لابد ان يتحدد في اطار التحرك نحو السلام والاستقرار ولابد ان يكون هناك شريك في عملية السلام لكننا لانراه ولم نجده بعد.

ومضى موسى قائلاً إن اسرائيل تتبع اساليب وممارسات خارجة عن أطر القانون والاعراف الدولية لانها تتمتع بحماية دولية معينة وهذه الحماية تعطيها بعض الحصانة إزاء مباديء القانون الدولي وحقوق الانسان مؤكدا ان التوازنات الدولية هي التي أدت إلى هذه الأزمة وتصاعدها، مشيرا إلى ان مفتاح الازمة هو بداية العودة إلى عملية السلام تقوم على الانصاف وعودة جميع الاطراف إلى مبدأ أنه لايمكن حل الامور اذا ظل التمسك بالاحتلال القائم وبالاجراءات أحادية الجانب، انما بتفاوض سريع وفوري، لافتاً إلى أنه كلما استمر هذا الوضع فان الامور ستزداد خطورة .

تصريحات شعث

من جانبه اعتبر نبيل شعث في المؤتمر الصحافي المشترك عقب اللقاء أن المأزق الفلسطيني الحالي له جانبان، احدهما مباشر يتعلق بمسألة الجندي والصواريخ والاعتداءات الاسرائيلية الاجرامية والحصار المفروض وهناك جانب سريع يتطلب مفاوضات وهذا ما تقوم به مصر بجدارة ولا أحد غير مصر يستطيع القيام به .

وقال ان مصر تبذل كل الجهود من أجل حل هذا المشكل الذي نواجهه وليس فقط مسألة الجندي الاسرائيلي لان هناك 10 آلاف أسير فلسطيني ومليون و400 ألف أسير داخل قطاع غزة محاصرين لايوجد لديهم ماء أو كهرباء أو خدمات وغذاء اضافة إلى الاغتيال والقصف والترويع والاجتياح وكل هذا يحتاج إلى حل على الارض مع الجانب الاسرائيلي ينهي الاحتلال تماما .

وأعلن نبيل شعث ان الجامعة العربية قامت بتحويل مبلغ 50 مليون دولار لحساب الرئاسة الفلسطينية كما قامت السعودية بتحويل مبلغ 50 مليون دولار وهي اول مبالغ عربية تصل إلى الداخل منذ الحصار الاسرائيلي، مشيرا إلى ان الجامعة العربية قامت بتحويل 15 مليون دولار إلى اللاجئين في لبنان والموظفين والدبلوماسيين بالسفارات الفلسطينية في الخارج ولحالات العلاج وبعض موظفي السلطة في الدول العربية .

واضاف ان الجانب الاسرائيليي يقوم بتصعيد خطير جدا حالياً في الساحة الفلسطينية ومؤامرة لحصار الشعب الفلسطيني مالياً وحرمانه من رواتب ومتطلبات حياته اليومية وهذه المشكلة المباشرة ترتب عليها مشكلة اكبر وهي التعامل مع العدوان الاسرائيلي المتصاعد وهذا يتطلب عمل عربي قاعدته الجامعة العربية للضرورة .

وأضاف شعث انني ابلغت الامين العام للجامعة العربية ان هذا العمل الاسرائيلي يتطلب بأسرع وقت ممكن التوجه نحو عقد اجتماع استثنائي او طاريء لمجلس وزراء الخارجية العرب من أجل تشكيل لجنة تنبثق عن هذا الاجتماع الوزاري تواصل العمل وتمثل القوي العربية الاساسية التي تعمل في هذا الحقل موضحا انه زار السعودية والاردن ولمس لديهم الاستعداد للعمل المشترك على قاعدة الشرعية العربية والجامعة حتى نستطيع الخروج من هذه الازمة.