سمية درويش من غزة وخلف خلف من رام الله: quot; دولة إسرائيل أصبحت رهينة لدى حماس quot; ، هذا ما قاله احد زعماء الدولة العبرية ، مؤكدا في الوقت ذاته بان حماس هي العامل الوحيد الذي حول حكومة التجميع إلى حكومة طوارئ، في حين كشفت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قام بزيارة سرية خاطفة إلى بلدة سديروت الحدودية مع قطاع غزة رافقه فيها وزير الأمن عمير بيرتس.

وقال عضو الكنيست بسرائيل حسون ، على إسرائيل أن تعمل على تحرير نفسها حتى لا تصبح رهينة لخالد مشعل في سورية ، وحزب الله في لبنان ، وصورايخ القسام في بيت حانون.

وتعبر تلك التصريحات عن عمق الأزمة التي تواجهها حكومة اولمرت التي حرمتها حركة حماس من الاسترخاء بعد ضجيج الانتخابات ، والاحتفال بنصرها أمام معارضيها ، حيث أصبحت شوكة في حلق النظام السياسي الذي يقف عاجزا أمام تحرير جنديه الأسير .

ورغم انشغال الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية واعتكافها على وضع الخطط والسيناريوهات من اجل تحرير جلعاد شاليط ، فاجأتها حماس بشيء جديد لم يكن وارد بالحسبان ، بعدما دكت باحدى صواريخها مساء أمس في قلب مدرسة يهودية بمدينة عسقلان ، داخل العمق الإسرائيلي.

وقد اعتبر أولمرت سقوط صاروخ قسام في مركز مدينة عسقلان ، عملية خطيرة جدا ولم يسبق لها مثيل ، حيث قال ، quot;ستكون لهذه العملية الخطيرة تبعات بعيدة المدى ، وستكون حركة حماس على رأس القائمةquot;.
وكانت صرخات مستعمرة سديروت ، قد دوت في قلب تل أبيب لانهيار اقتصادها وهروب سكانها من جحيم الصواريخ ، بدت نظيرتها عسقلان تشد الرحال ، حيث قال روني متسري رئيس بلدية عسقلان ، quot; لقد نشأ وضع جديد لم نعرفه من قبل ولا نريد ذلك ، فمدينة يعيش فيها 120 ألف شخص يجب ألا تكون في مرمى صواريخ القسامquot;.

هذا وقد هددت حركة حماس ، إسرائيل باستهداف شوارع وتجمعات داخل الدولة العبرية ، متوعدة بأن يكون الرد على أي عدوان يطال المدنيين الفلسطينيين بأشكال مختلفة ومتنوعة لم تعهد من قبل.

وقالت حركة حماس في بيان جديد ، quot; لن تخيفنا تهديدات الاحتلال الصهيوني ، وإذا ما فكر في تنفيذ تهديداته فلن يفقد الشعب الفلسطيني وحده الأمن ، وإذا ما سالت الدماء في غزة فلن تسلم منها شوارع وتجمعات الكيان الصهيونيquot;.

بدوره أكد خالد أبو هلال ، الناطق باسم وزارة الداخلية ،أن الاحتلال يريد من الحكومة المنتخبة من خلال عمليات القصف المتواصل للمواقع والمؤسسات الوطنية أن تغير سياسيتها ، مشددا على أن الاحتلال لا يفهم ولم يستوعب بعد درس صمود الشعب الفلسطيني.

وقال أبو ادهم ، بان الدم لا يغير مواقف الحكومة السياسية ، وموقفها سيبقى ثابتا وواضحا يدعم حق الشعب في الصمود والمقاومة والرد على العدوان ودعم الحق المشروع.

إلى ذلك فقد بات وزراء الحكومة الفلسطينية وقادة حماس في مخابئهم ، حيث كشفت مصادر صحافية ، بان الوزراء وقادة حماس قد نزلوا إلى الأرض في أعقاب التهديدات الإسرائيلية باستهدافهم . ويشار إلى إن المروحيات الإسرائيلية استهدفت قبل أيام مبنى مجلس الوزراء ، كما أتت على وزارة الداخلية في مدينة غزة ودمرتها بالكامل.

أولمرت يزور الحدود مع غزة سراً
على صعيد متصل كشفت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قام بزيارة سرية خاطفة إلى بلدة سديروت الحدودية مع قطاع غزة رافقه فيها وزير الأمن عمير بيرتس، حيث وجهت إليه انتقادات من جانب رئيس بلدية سديروت إيلي مويال، الذي اتهم أولمرت وبيرتس بالتحرك بعد أسر الجندي فقط، وأنه عندما كانت قذائف القسام تسقط فوق سديروت لم يكن الأمر كافياً لمثل هذا التحرك.

فرد عليه وزير الأمن عمير بيرتس وهو أحد سكان البلدة قائلاً: لقد كنا نتحرك بكافة الأحوال، لكن سلسلة من الأحداث الخاصة بالمس بالمدنيين منعتنا من العمل في حينه. وقال التلفزيون أن الزيارة تمت صباح أمس الثلاثاء وقد أخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي يشعر بعدم الارتياح جراء توجيه بعض الانتقادات له فقال: لن نجري أي مفاوضات مع منظمات مسلحة، كما أننا لن نسمح لأحد بالاعتقاد أو الإيمان أن عملية الاختطاف بمثابة وسيلة إخضاع لدولة إسرائيل.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما لم يجرؤ أولمرت على قوله، قاله نائبه شمعون بيرس، إذ قال: أخشى أننا أخذنا نفقد نوعاً من الشعور بالتناسب والانسجام، إذ يقولون إن عملية اختطاف الجندي غلعاد شليط تشكل خطراً على قدرتنا الخاصة بالردع، لكن هذا الأمر ليس صحيحاً. هذا ويمكن القول: إن هذه القضية بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي قضية كبيرة جداً، وصعبة بالنسبة لزعامته، وفي الوقت الذي يقول فيه بيرس: إننا لسنا بهذه البساطة، فإنه ينبغي على أولمرت إثبات ذلك جيداً.