إقرأ أيضا |
فرنجية : كلامي يؤدي إلى فتنة سنية وشيعية؟ |
أود ان اذكر هنا بأن الراحل الكبير قداسة الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني كان بادر في 12 حزيران/يونيو 1991 الى الدعوة الى اجتماع خاص لمجمع الاساقفة (السينودس) مخصص للبنان، وابدى قلقه على الوضع الراهن للكنائس الكاثوليكية وللكنيسة بخاصة وعلى مستقبلها في وطننا بعد ست عشرة سنة من حرب مدمرة، وغداة أحداث خطيرة سببت نوعا من القلق والاحباط بل اليأس لدى قسم كبير من مسيحيي لبنان، لقد دعا قداسته انذاك العلمانيين الكاثوليك والموارنة بخاصة الى التساؤل خلال ذلك المجمع الراعوي، حول وفائهم لرسالة الانجيل وتعاليم السيد المسيح وحول التزامهم بعيش هذه الرسالة بانسجام تام مع روحيتها. فمن منا طرح حقا هذا التساؤل على نفسه؟
وبعد ست سنوات قام قداسة الراحل الكبير بتسليمنا في زيارته لبيروت 1997 quot;الارشاد الرسوليquot; الذي شاءه quot; رجاء جديدا للبنانquot; وليس لموارنته وحدهم ومسيحييه وحدهم، بل لجميع اللبنانيين ودعانا فيه الى اعادة اكتشاف منابع ايماننا والى البحث عن اصدق السبل للشهادة على هذا الايمان في مجتمع مضطرب كمجتمعنا عقب كل تلك السنوات من الحرب الأليمة المدمرة.
فمن منا كلف نفسه درسهذا الارشاد الرسولي وتمثل بتوجيهاته، وتمعن في مغازي اعتباره لبنان بعيشه المشترك quot; أكثر من دولة - انه رسالةquot;.
اضاف اده: quot;بعد مضي ست سنوات اخرى بادر غبطة ابينا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبي الى عقد المجمع البطريركي السابق الذي استمرت اعماله من 2004 الى 2006 وشكل بانعقاده بعد مرور 267 سنة على المجمع البطريركي السابق الذي كان التأم عام 1736، وباعماله ونصوصه حدثا تاريخيا للكنيسة المارونية وللبنان في آن. ولقد قام غبطته بذلك انطلاقا من وعيه للاهمية الدينية والدنيوية لتجدد ايماننا وكنيستنا لا سيما في شروط قاسية جدا من تدهور الاوضاع اللبنانية.
فهلا بادر كل منا الى دراسة اعمال هذا المجمع التي تبلغ 853 صفحة، ليتبين واقعنا الحاضر، الروحي والزمني وآفاق تطورنا لمدى عقود وعقود؟
لن اسمح لنفسي بالدخول في سجالات واستنفارات مجافية لتعاليمنا المسيحية، بل اتمنى على كل منا، بمن فيهم انا شخصيا، العودة الى قرارة نفسه، ومساءلتها ومحاسبتها عما اذا كنا ما نزال مؤمنين صدقا مسيحيين فعلا، متحلين حقا بتعاليم السيد المسيح فيما نحن نرتع في ادران الضغينة والاحقاد وروح الانتقام.
هلا استذكرنا ما ورد في انجيل متى (18-21) عندما قال بطرس للسيد المسيح quot;يا رب كم مرة يخطأ الى اخي وأغفر له؟ اسبع مرات؟ فقال يسوع : لا اقول سبع مرات بل سبعين مرة سبع مراتquot;.
وهلا تمثلنا كلام السيد المسيح جوابا على سؤال الفريسيين عندما سأله واحد منهم ليحرجه؟ (متى 22- 36) : يا معلم، ما هي الوصية الكبرى في الشريعة؟ فقال له يسوع quot;أحبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك. تلك هي الوصية الكبرى والأولى. والثانية مثلها: أحبب قريبك حبك لنفسك، ولا وصية أخرى أكبر من هاتينquot;.
وقال :quot;لقد حان الأون فعلا ان نقلع عما يشوه تعاليم المسيح ورسالة الانجيل في ممارساتنا الفردية والجماعية في لبنان، فيما نحن نتبجج بأننا مسيحيون. فالمسيحية ليست انتماء لفظيا وشكليا بل ممارسة فعلية وصادقة لتعاليم المسيح. وهي لا يمكن ان تكون أبدا ولاءات ونزاعات فئوية ونعرات عصبوية وطائفيةquot;.
وختم:quot;أعلم أن ثمة من سينتقدني هنا معلقا بالقول انني اقوم بالتبشير. اجل إنني احاول ان اقوم بذلك وبكل تواضع لاننا نحن العلمانيين لسنا فقط في الكنيسة بل نحن الكنيسةquot;، على حد قول قداسة الحبر الاعظم الراحل بيوس الثاني عشر. فكل واحد منا ومن دون استثناء يكون مثال الضعف عندما لا يعترف باخطائه. وهو يكون قويا عندما يجرؤ على مساءلة نفسه والتحلي بروح المغفرةquot;.
وكان فرنجية قال عن إده في مؤتمر صحافي آخر عقده أمس:quot;(...) كنا نأمل ان تصدر كلمة حق عن الرابطة المارونية لإتمام المصالحة المارونية - المارونية، وان يتحرك رئيس الرابطة ميشال اده ويقوم ولو بخطوة على صعيد هذه المصالحة عوض الجلوس الى مكتبه والإكتفاء بنص البيانات. كنا نأمل لو يقوم رئيس الرابطة بأي حركة تظهر مدى حرصه على الموارنة وكنا نأمل عندما يتكلمون على انقسام الموارنة، ان يعرفوا اننا كنا أكثر من تكلم عن وحدة الموارنة، وكنا نأمل اذا كانت وحدة الموارنة تهم ميشال اده ان يتحرك ويقوم بمساع بين الأرز ( مقر رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع) وزغرتا ( حيث مقر فرنجية) ليوحد الموارنة عوض ان يستمر في إصدار البيانات. ولكن هذه هي الرابطة المارونية ونحن نعرفها جيدا ونعرف لمن تتبع. كمااننا نعرف ان ميشال اده قد يكون مضطرا لإجراء تنازلات لإرضاء اطراف او أفرقاء لأنه لا يزال يطمح وهو في سن التسعين للوصول الى رئاسة الجمهورية، وهذا شأنه. وفي المناسبة كنا نعتقد ان ميشال اده مات quot;دهسا quot; تحت الدبابات السورية عند مغادرة الجيش السوري لبنان، لأنه كان دائما يقول بانه سيقف امام الدبابات السورية لمنعها من مغادرة لبنان، لكنه ما زال بصحته والحمد لله . ولا ادري ان كان تبدل او تغير (حيال سورية) كما فعل الآخرونquot;.
التعليقات