لندن:اعادت تجارب الصواريخ التي قامت بها كوريا الشمالية الطموحات النووية لبيونغ يانغ الى صلب اهتمامات المجتمع الدولي على غرار البرنامج النووي الايراني واعطت الصين فرصة الاضطلاع بدور مركزي في هاتين الازمتين، على ما يرى خبراء.
واوضح رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي فرانسوا جيريه quot;ان مسالة كوريا الشمالية تم معالجتها حتى الان في اطار اقليمي وهي مرتبطة بالتوازنات الاقليميةquot;.وقد استلزم اجراء سلسة من تجارب الصواريخ الكورية الشمالية لكي تطالب اليابان باجتماع لمجلس الامن الدولي والذي انعقد الاربعاء في نيويورك.
وفي المقابل، اضاف فرانسوا جيريه quot;ان قضية ايران عولجت فعلا على مستوى المجتمع الدولي والامم المتحدة وهيئاتها مثل الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.واوضح quot;اذا ما كان قد تبين ان كوريا الشمالية باتت تملك اسلحة نووية، فان الامر في حالة ايران يتعلق بالتاكد من ان طهران لا يمكنها الذهاب في هذا الاتجاه. وهكذا فان المشكلة لا تؤخذ ابدا على المستوى نفسه لتطورهاquot;.
لكن الكسندر نيل المسؤول عن برنامج الامن في اسيا في المعهد الملكي للخدمات الموحدة ومقره لندن، اعتبر انه سيترتب على الدول الكبرى في هذه الحالة وتلك، ان تتجه نحو الصين بسبب العلاقات المميزة التي تقيمها بكين مع بيونغ يانغ وطهران.واوضح ان quot;المباحثات السداسية حول كوريا الشمالية متوقفة واعتقد انه ومن اجل المضي قدما، ينبغي على الصين ان تمارس المزيد من النفوذquot; على بيونغ يانغ، مشيرا الى ان الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الى الصين هي دليل على الروابط الوثيقة القائمة بين الدولتين. وتضم هذه المحادثات السداسية مبدئيا الولايات المتحدة والكوريتين والصين واليابان وروسيا.و ستتركز الجهود الدبلوماسية على المدى القصير على الصين وفي مستوى اقل على روسيا لحمل الكوريين الشماليين الى طاولة المباحثات. وموقف بكين اكثر سهولة الى حد انها ردت باعتدال على تجارب الصواريخ الكورية الشمالية، مكتفية بكل بساطة بدعوة كل الاطراف الى quot;الهدوء والتحلي بضبط النفسquot;.
وفي ما يتعلق بايران، ذكر الكسندر نيل بان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زار الصين هو الاخر في حزيران/يونيو بمناسبة قمة منظمة شنغهاي للتعاون.واعتبر quot;ان هناك امكانية ان تتوصل الصين الى حوار مع ايران حول برنامجها النوويquot; عبر منظمة شنغهاي لان البعض ينظر الى بكين على انها تشكل توازنا مع مصالح واشنطن في المنطقة.
اما مدير برنامج حظر الانتشار النووي في المعهد الدولي للشؤون الاستراتيجية ومقره لندن مارك فيتزباتريك، فأقر هو الاخر بان بكين يمكن ان تؤثر على الملفين بفضل علاقاتها الثنائية المميزة مع كوريا الشمالية والتجارية مع ايران.لكن سيعود للولايات المتحدة في النهاية ان تجد الوسيلة للتباحث مع بيونغ يانغ، كما قال لانه اذا ما تمكنت واشنطن من تجاوز معارضتها الايديولوجية للنظام الايراني وquot;وافقت على الانضمام الى مباحثاتquot; مع طهران، فانها لم تقم بذلك مع بيونغ يانغ.واشار الى quot;ان كوريا الشمالية لا تريد مباحثات متعددة الاطراف. تريد مباحثات ثنائيةquot; مع واشنطن.
وفي هذه الظروف، فانه quot;اذا ما كان من المنطق ان لا تكافىء واشنطن (بيونغ يانغ) بعد استفزاز التجارب الصاروخية، فانه سيتعين على الولايات المتحدة ان تجد في نهاية المطاف وسائل المعالجة مع النظام الكوري الشماليquot;.
التعليقات