بروكسل: سيسعى الاتحاد الأوروبي الذي لم توفره الانقسامات الداخلية الى العثور على موقع له في تسوية النزاع في لبنان عبر مطالبته خلال اجتماعه الثلاثاء بوقف لاطلاق النار، لكن قدرته على التاثير في مجريات الاحداث تبدو محدودة. ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الثلاثاء في بروكسل عند الساعة 11:00 تغ اجتماعا بدعوة من الرئاسة الفنلندية للاتحاد من اجل quot;بحث كل المراحل الضرورية لوضع حد للنزاع وضمنها تسوية سياسية والقوات الدولية التي من المتوقع انتشارها لدعم وقف دائم لاطلاق النارquot; وفقا لبيان للاتحاد. ودعت الرئاسة الفنلندية التي نددت الاحد بالقصف الاسرائيلي على قانا في جنوب لبنان الى quot;وقف فوري لاطلاق النارquot;.
ومن جهتها، وصفت عواصم اوروبية عدة، مثلما فعلت المفوصية الاوروبية في بروكسل، قرار اسرائيل تعليق غاراتها الجوية مدة 48 ساعة بانه quot;خطوة ايجابيةquot; تفتح الفرصة امام احتمال انفراج الاوضاع. وحذر مسؤولون اسرائيليون من ان تعليق الضربات الجوية لا يعني انهم جاهزون للقبول بوقف فوري لاطلاق النار، كما يطلب البعض. وتوقع مصدر دبلوماسي اوروبي ان لا يسفر اجتماع الثلاثاء عن قرارات رسمية واعتبر ان الغاية منه اثبات ان الاتحاد الاوروبي quot;ما يزال ناشطاquot; في هذا الملف والتاكيد على ان الدول الاعضاء، وعددها 25، quot;متفقة ومنسجمةquot; فيما بينها. واضاف المصدر quot;من الواضح الان انه يجب الاسراع وما يستطيع ان يضيفه الاتحاد الاوروبي بمعايير سياسية هو ممارسة الضغوط على الاجندة الزمنية (...) والشعور بامر عاجل (..) ومن المهم للاتحاد الاوروبي ان يكون هناك تنسيق حيال الخطوات المقبلةquot;. ومع ذلك، فان الاتحاد لا يشكل سوى حلقة في اللعبة الدبلوماسية الجارية كما انها ليست الاكثر اهمية في حين تتكثف المفاوضات الدولية ضمن اطار الامم المتحدة حول امكانية صدور قرار خلال الاسبوع الحالي.
ومن جهته، اقر مسؤول اوروبي رفض الكشف عن اسمه بان quot;قدرتنا على التاثير في مجريات الامور محدودة لاننا نتحرك في اطار المجتمع الدوليquot;. ويقر عدد من الدبلوماسيين بوجود quot;اختلافات حساسة في وجهات النظرquot; بين الدول الاعضاء حول مسالة وقف اطلاق النار وخصوصا مع البريطانيين الذين يعتبر موقفهم اكثر قربا من الاميركيين.
ومن النقاط الاخرى التي من المحتمل ان تثير الانقسامات ايضا مطالبة وزير خارجية ايطاليل ماسيمو داليما في مقابلة مع صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية قبل ثلاثة ايام بان يعمل الاتحاد الاوروبي على quot;اشراك سوريا وايران بطريقة فاعلة وايجابية في البحث عن حل للنزاعquot; في لبنان. الا ان احتمالا كهذا ما يزال بعيدا عن تقبل الجميع له، فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقابلة مع صحيفة quot;لوفيغاروquot; اليوم الاثنين انهquot; يجب علينا عدم الدخول في اي محادثات مع سورياquot;.
اما بالنسبة لتشكيل قوة دولية لارسالها الى لبنان، فسوف يوفر اجتماع الغد فرصة لبعض الدول للاعلان عن عزمها المشاركة في عديدها ولكن من دون تعهدات واضحة طالما ان مهام هذه القوة لم تتبلور بعد. كما سيناقش الوزراء الاوضاع على الصعيد الانساني في لبنان وسيطالبون باقامة ممرات انسانية ما تزال تنتظر تحولها الى واقع ملموس. وقال المصدر الدبلوماسي ان الوزراء سيطالبون بعدم quot;نسيان غزةquot; حيث قام الطيران الاسرائيلي بغارتين الليلة الماضية، وذلك بفعل الانشغال بما يجري في لبنان.
التعليقات