عبدالله II يؤكد مبدأ المشاركة الشعبية ويوجّه:
كل إمكانيات الاردن بتصرف لبنان

نصر المجالي من عمّان: اتخذ الأردن خطوة جديدةً في إطار حركته الدائبة لنصرة الشعب اللبناني ومواجهة آثار حرب الأربعة أسابيع الدامية ليس فقط على صعيد توالي حملات الإغاثة الجوية للبنان، بل ان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سارع أمس وتزامنا مع اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في بيروت إلى توجيه حكومته إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع جميع إمكانيات المملكة تحت تصرف الشعب اللبناني الشقيق وحكومته الشرعية .وكان العاهل الأردني ترأس أمس اجتماعا لهيئة الحكومة في مبنى رئاسة الوزراء لمناقشة التطورات الراهنة وتأثيراتها على الأردن وإقليم الشرق الأوسط برمته.

وكان عاهل الأردن وجه بوضع طائرة عسكرية أردنية خاصة من طراز هيركوليز كانت أقلت بعض وزراء الخارجية العرب من وإلى عمان للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي الذي عقد في بيروت وهم وزراء خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد والعراق هوشيار زيباري وسلطنة عمان يوسف بن علوي والسعودية الامير سعود الفيصل ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي.

وخلال حديثه لمجلس وزرائه أمس عن تطورات الاحداث في المنطقة، الملك عبدالله الثاني quot;لقد كان موقف الاردن منذ بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان ولا زال واضحا في الدعوة لوقف فوري وشامل ودائم لاطلاق النار وادانة العمليات العسكرية الاسرائيلية باعتبارها انتهاكا صارخا للمباديء الانسانية والاخلاقية والمواثيق الدوليهquot;.

واكد الملك الأردني quot;نحن مستمرون ببذل كل الجهود ودعم جهود الحكومة اللبنانية لانهاء معاناة الشعب اللبناني..بالاضافة لوضع كل امكانيات المملكة تحت تصرف لبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيشهاquot;.

وشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة دعم الاقتصاد والقطاع الخاص اللبناني لتجاوز الصعوبات التي تواجهه بفعل الوضع المتدهور جراء استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وأوعز عاهل الأردن للحكومة بـ quot;تكليف فريق عمل لدراسة تسهيل جميع متطلبات رجال الاعمال اللبنانيين والشركات اللبنانيهquot;، داعيا الحكومة الى دراسة امكانية تخصيص منطقة خاصة في مدينة العقبة لمساعدة رجال الاعمال اللبنانيين على تخزين بضائعهم وحاوياتهم وتسيير امورهم التجاريه. كما طلب الملك عبدالله الثاني من حكومته النظر في امكانية مساعدة رجال الاعمال اللبنانيين من خلال نقل بضائعهم ومنتجاتهم بالطائرات من لبنان وايصالها للاسواق الاردنية والخليجيه.

وشدد خلال اللقاء من جانب آخر، على ان جوهر الصراع في منطقة الشرق الاوسط كان ولا زال القضية الفلسطينية..وانه لن يكون هناك حل شامل يضمن الاستقرار والامن الدائمين في المنطقة من دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. وقال ان السلام العادل والشامل هو مطلب العرب..لكنه سلام لن يتحقق بدون اعادة الحقوق المشروعة للشعوب العربية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربيه

وكان الملك عبدالله الثاني استهل حديثه لحكومته بالكلام عن برنامج العمل الذي تم الاتفاق عليه في اختتام اعمال ملتقى كلنا الاردن، وقال quot;هذا أمر بالغ الاهمية لحاضر ومستقبل الوطنquot;، وأكد ان الجميع شركاء في تنفيذ هذا البرنامج كل في موقعه وحسب نطاق مسؤوليته. وعبر خلال زيارة قام بها امس لدار رئاسة الوزراء ولقائه رئيس الوزراء معروف البخيت واعضاء الطاقم الوزاري عن حرصه المطلق على متابعة تنفيذ برنامج عمل الملتقى ورؤية نتائج ملموسة على ارض الواقع.

وفي هذا الاطار، أشار العاهل الهاشمي إلى ان للحكومة دورا اساسا تضطلع به لانجاز برنامج العمل هذا وذلك من خلال اعداد خطط تنفيذية حسب جداول زمنية، مؤكدا اهمية التعاون مع مجلس الامة لضمان الاسراع في انجاز القوانين التي تم التوافق عليها في الملتقى.

وقال الملك عبدالله الثاني ان قراره بتشكيل هيئة كلنا الاردن جاء من اجل المحافظة على استمرار وتقوية الاجماع الوطني والبناء عليه في المستقبل. مؤكدا ان الموضوع الاقتصادي هو من اهم الاولويات ويجب على الجميع العمل للاسراع في تنفيذ القرارات الخاصة بالاستثمار.

وختاماً، بيّن الملك الأردني ضرورة ان تتوزع الاستثمارات في جميع ومختلف محافظات المملكة خصوصا في المناطق التي تعاني من الفقر والبطالة وذلك للتخفيف من اثار هاتين المشكلتين على المواطنين. وشدد جلالته على اهمية تذليل العقبات امام الاستثمارات الخليجية القادمة للمملكة وعلى الاستفادة منها في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني.