الدفاع المدني..موظفون ومتطوعون في خط النار
العميد حبيقة لـإيلاف:صعوبات تعيق عمليات الانقاذ


عنصر من الدفاع المدني امام ركام مبنى الشياح
ريما زهار من بيروت : تدوي القذائف يتناثر الحطام والجثث، فيهرع الدفاع المدني والصليب الاحمر لنجدة الناس من تحت الركام.
مشهد يومي الفه اللبناني منذ ما يزيد عن 27 يومًا، في حرب اغتالت الابرياء لكنها لم تستطع ان تقضي على اندفاع المتطوعين في الدفاع المدني والصليب الاحمر الذين كتبوا بعطاءاتهم تاريخًا جديدًا من الصمود اللبناني.شباب وشابات لم يتعد عمرهم الـ30 عامًا، يخاطرون بحياتهم من اجل بقاء لبنان والتقليل من حجم الخسائر البشرية .عن مصاعب الدفاع المدني وما تكبده من خسائر يتحدث العميد درويش حبيقة مدير عام الدفاع المدني لـquot;إيلافquot; ويقول quot;ان ما يصادفهم من مشاكل في عملية الانقاذ عدم وجود آليات ثقيلة كالquot;بوكلينquot; والquot;جاك هامرquot; والجرافات، وكل حادثة تجري بحاجة اليها، فاذا كنا في عملية انقاذ في منطقة الغازية مثلًا نحتاج الى مثل هذه الآليات، كذلك في النبطية وكفرتبنين.والحصار على لبنان يمنع دخول هذه الآليات واذا ما اردنا استقدامها عن طريق سورية من المصنع كي تصل الى بيروت سيحترق مولدها لانها لا يجب ان تسير كثيرًا.

اما عن عدد الدفاع المدني من متطوعين وموظفين، يجيب حبيقة:quot;خمسة آلاف ونحو 900 موظف و4500 متطوع ومنتشرون في 200 مركز في لبنان وهناك مراكز دمرت فانضموا الى المراكز المجاورة وهناك آليات احرقت ولا احد سيعوضهمquot;.
ويضيف quot;هناك 54 اصابة في صفوف الدفاع المدني وشهيد، واستهدفوا في الجنوب والضاحية، ويدخلون المناطق المنكوبة وفي بعض الاحيان يمنعون من الدخول مع التنسيق مع الصليب الاحمر الدولي واللبناني والامم المتحدة، ولم يستطيعوا حتى الآن الدخول الى بنت جبيل، وموضوع الانقاذ في هذه البلدة لا يزال مجهولًا، وكذلك عدد الشهداء والمنازل المدمرة وعدد الجرحىquot;.
يتابع حبيقة:quot;خلال يومي الهدنة لم نستطع الدخول الى بعض القرى المنكوبة لان الهدنة لم تكن سوى لاربع ساعات وليس 48 ساعة، اما الى متى يستطيع الدفاع المدني ان يصمد في عمليات الاغاثة فيقول حبيقة:quot;لا نزال صامدون، والمتطوعون في كل مركز كذلك العمال عندما يرجعون هناك مشاهدات كثيرة تزعجهم كمنظر الطفل في الغازية وعمره سنة واحدة، وكذلك سيدة انقذناها من تحت الانقاض...
والتنسيق يتم مع الصليب الاحمر من خلال تجمع في الجنوب وصور ويتم الانطلاق بعدها من خلال القيادات.
ولم يستطيعوا حتى الآن الدخول الى بعض المناطق منها سلعا وبريش وعيناتا وعيترون وعيرون وبنت جبيل وحريص دخلناها ثم خرجنا بعد القصف المركز علينا، وجبيل البطن وكذلك دخلنا الى قانا وساعدنا في المجزرة الثانية.

الصليب الاحمر

تقول مسؤولة قسم الإسعاف الاولي في الصليب الاحمر اللبناني روزي بولس في احدى المقابلات الصحافية ان هناك 2500 مسعف مُستنفر واكثر من 200 سيارة اسعاف، وهذا يشكل فريق الصليب الاحمر اللبناني المنتشر في مختلف المناطق اللبنانية. وبمجرد اتصال هاتفي بالـ140 وتنطلق سيارات الصليب الاحمر وفي داخلها شباب متطوعون تتراوح اعمارهم بين 20 و30 عامًا مدفوعين بواجب وطني يقتحمون قرى وبلدات مزنرة بالنار ومحاصرة بالقصف دون تردد.

42 مركزًا منتشرًا في انحاء لبنان، و3 غرف عمليات في بعبدا، طرابلس وتبنين تدير حركة المسعفين وتوجههم.. حيث التنسيق تام مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ووزارة الصحة العامة اللبنانية. وتقول بولس ان التنسيق مع اللجنة الدولية 24/24 خصوصًا في ما يتعلق بموضوع الممر الآمن. لان هناك صعوبة في الوصول الى مناطق كثيرة بسبب القصف. ومهمتنا تقوم على تقديم الإسعافات الاولية للجرحى حيث هم، ومن ثم تنقلهم الى المستشفيات، كما اننا نقوم بتأمين الأدوية واحيانًا الاطعمة للمناطق المحاصرة. بولس اشارت الى قيام الصليب الاحمر اللبناني باعمال لا تدخل في صلب عمله انما تقتضيها صعوبة الظروف الحالية، كنقل المدنيين في الأماكن المحاصرة، واشادت بتجاوب المواطنين الكبير مع الصليب الاحمر وبالمساعدات التي تقدم الى الهيئة.