سمير عيتاني من بيروت: مرة اخرى تجد القوات الاسرائيلية نفسها تحت النيران القاتلة لحزب الله، تدخل الى اطراف مرجعيون وتتجول في القليعة، ما ان تقترب الفرق المؤللة من بدلة مرجعيون حتى تضرب الصواريخ المضادة للدروع الدبابات الاسرائيلية، وتوقع عددا من القتلى والجرحى بين الجنود الاسرائيليين، يهرب فصيل اسرائيلي كامل ليلتجئ في ثكنة مرجعيون، وتتطور عملية اللجوء الى عملية اعتقال رهائن ودروع بشرية، تقتضي تدخل من الرئيسين الاميركي والفرنسي.
انها ببساطة صواريخ مضادة للدبابات تلك التي تعطل القدرة القتالية للجيش الاسرائيلي، ومن المعروف ان الجيش الاسرائيلي يعتمد بشكل رئيس في عملياته البرية على الدبابات وناقلات الجند المدرعة، وحاول الجيش بعد ملاحظة اصابات دباباته بصواريخ متطورة اللجوء الى عمليات المشاة، الا ان قلة خبرته في هذا المجال (اذا ما استثنينا قوات النخبة من غولاني وايغوز الذين انهكوا في المعارك ضد حزب الله في الايام الاولى من الحرب على لبنان) والحركة الخاطفة للمقاومة، واعتمادها الدائم على عنصر المباغتة، والانتقال من شكل للمواجهة الى اخر في كل حين، قد ادت الى اكتشاف الجيش الاسرائيلي لامر اخر اكثر جوهرية: لسنا مستعدين هيكليا للتخلي عن المدرعات في الحرب البرية.
ويلقي الجيش الاسرائيلي اللوم ليس على ارادة القتال، فهنا تتواجه عقليتان في الحرب، الاسرائيلية التي تعتبر ان الانتصار العسكري تحققه التكنولوجيا المتطور، وعقلية حزب الله التي توظف التكنولوجيات الحربية المتطورة في خدمة ارادة عالية بالقتال. وفي مسعى الى اكتشاف سبب تعطيل سلاح الدبابات والناقلات المؤللة، يعلن الجيش الاسرائيلي: انها منظومات صواريخ روسية يصر الرسميون الروس على نفي تسليمها الى المقاتلين اللبنانيين. الا ان كل الاطراف تعلم ان ما لا يمكن حله عبر القنوات السياسية في شراء وبيع الاسلحة الشرقية عموما، يمكن حله عبر تجار السلاح عبر الكثير من المال.
صور الاليات الاسرائيلية المشتعلة لم تعد سرا حربيا، تناقلتها وكالات الاعلام العالمية، دبابتان تحترقان في سهل مرجعيون، واحدة الاقل ضرر يخرج منها جندي، انها صورة وكالة رويترز، وعبر التلفزة امكن مشاهدة ضرب الية مباشرة على الهواء، الصورايخ الروسية الحديثة كما تقول التسريبات العسكرية الاسرائيلية للصحافة، هي كورنيت وميتيس.
نظام كورنت تم ادخاله في الجيش الروسي العام 1994، وتم بيعه الى سورية، وهو من الصواريخ المضادة للدبابات من الجيل الثالث، وصمم لتدمير الدبابات بما فيها تلك المجهزة بدروع مضادة للصواريخ (من الاجيال السابقة) وهو بنسختين، واحدة تستخدم بحشوات حرارية عالية مختصة بالدروع، واخرى بحشوات من بنزين الطائرات مختصة بالافراد، ويمكن استخدام نسخ اضافية برؤس قتالية كلاسيكية ضد الملاجئ (الاسمنت)، مداه الاقصى خمسة كيلومترات ونصف الكيلومتر، ويوجه عبر الية توجيه quot;نصف ليزريةquot;، ويطلق عبر منصات ثلاثية الارجل مزودة بمنظار بوجهتي استخدام حراري (ليلي) او بصري (عدسات)، وزن الصاروخ مع وحدة الاطلاق 65 كليوغرام ويمكن تربيضه واعداده للاطلاق خلال 3 دقائق. فريق الاطلاق عادة يتألف من ثلاثة مقاتلين، ويمكنهم حمل ما يصل الى خمسة صواريخ ( اثنان لكل عنصر ما عدا الحامل لمنصة الاطلاق الذي يحمل صاروخا واحدا). تعتبر مناطق تقدم الدبابات في السهول مناطق مثالية لضربها بصواريخ الكورنيت، خاصة اذا تمركز مقاتلو حزب الله في تلال مشرفة تسمح لهم بالانسحاب بسرعة بعد ضرب صورايخهم، او على العكس الانقضاض بسرعة على الجنود الفارين من الدبابات الاسرائيلية، مطلقين نيران الرشاشات من التلال نحو السهول (من الاعلى نحو الاسفل) في معارك حرب العصابات الاكثر تقليدية.
اما الصاروخ ميتيس فعياره 130 ملم، ومداه يصل الى 2000 متر، ويمكنه اختراق درعا يصل الى 9.5 سنتمتر، يتم التحكم به سلكيا الى مرحلة معينة ثم يوجه مباشرة الى الهدف، وهو مثالي لحرب العصابات خاصة انه اخف وزنا من صاروخ كورنيت، ويمكن لفريق الاطلاق المكون من ثلاثة مقاتلين حمل ما يزيد عن ستة صوراريخ والتحرك بها بسرعة (وزن الصاروخ الواحد تحت الـ20 كيلوغراما) اضافة الى منصة الاطلاق، التي تحمل منظارا ليليا (حراريا) ومنظار عدسات.
وينتظر ان تشكل هذه الصورايخ المزيد من الازعاج للقوات الاسرائيلية، ومزيدا من التدمير للدبابات والاليات التي تجاوزت مع اليوم الواحد والثلاثين للحرب على لبنان 75 الية اسرائيلية من انماط مختلفة دمرت جزئيا او بشكل كامل، بحسب المصادر الاسرائيلية.
التعليقات