سمية درويش من غزة: مع اقتراب عقارب الساعة لوقف الحرب الدائرة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية ، تسارع حركة حماس وحكومتها لإيجاد حلول مناسبة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير quot;جلعاد شاليطquot; في قطاع غزة ، وذلك تحسبا على ما يبدو من نقل إسرائيل جبهة الحرب للقطاع الذي أنهك خلال الـ45 يوما الماضية.

وكانت أوساط سياسية تحدثت إليها quot;إيلافquot; ، قد أعربت عن خشيتها من انتقال الحرب لقطاع غزة مع انتهائها على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية ، للقضاء على البنية التحتية للمجموعات المسلحة التي ما زالت تسقط صواريخها داخل العمق الإسرائيلي ، تحت حجة الإفراج عن الجندي الأسير.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي ، quot; إن إنقاذ إيهود أولمرت من الورطة الحالية التي وقع فيها بسبب مجريات الحرب على لبنان يقع في يد حركة حماس ، مؤكدا في مقال له نشرته صحيفة quot;لو موندquot; الفرنسية ، أنه لم يعد أمام أولمرت إذا كان يريد إنقاذ خطة الفصل في الضفة الغربية إلا أن يفعل ذلك بالتعاون مع شريك فلسطيني، والخيار الطبيعي هو الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بزعامة إسماعيل هنية. بدوره قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية د. غازي حمد ، ان حكومته ليست طرفا في قضية الجندي الأسير من بدايتها ، إلا أنها تبذل مع كافة الأطراف المعنية جهودا من أجل إنهائها وتهيئة مناخ تفاوضي دبلوماسي يؤدي إلى الحل بعيدا عن التصعيد العسكري.

وتشهد الساحة الفلسطينية لقاءات ماراثونية لساسة عرب وأجانب للتحضير لمرحلة ما بعد لبنان ، في محاولة لإنهاء ملف quot;شاليطquot; الذي مازال بقبضة ثلاث مجموعات مسلحة منذ الخامس والعشرين من حزيران quot;يونيوquot; الماضي ، خشية تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية أكثر مما هي عليه.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، قد التقى في وقت سابق من اليوم خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومارك أوتي المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط. حيث تم بحث تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ، وخصوصا الوضع في قطاع غزة.

وقال د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحافي ، إن الفرصة مواتية للمجتمع الدولي ، لتحقيق تحرك مشترك يشمل حل القضية من كل جوانبها. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ، قد دعا الجمعة الفارطة عقب خطبته في أحد مساجد غزة ، لإيجاد حل لقضية الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة بشكل تفاوضي وعلى أساس إنساني لإنهاء تلك القضية ، وإنهاء معاناة أكثر من عشرة ألاف أسير فلسطيني.

وتحت عنوان quot;الحرب على حزب الله والسلام مع حماسquot; ، كتب الوزير بن عامي ، quot;حقق الجيش الإسرائيلي أهدافه من عملياته في غزة وحربه في لبنان أم لم يحققها ، فإن أمرا واحدا غدا واضحا ، وأن ذلك يتمثل في أن الحرب على كلتا الجبهتين في آن واحد أسدت ضربة مميتة لخطة حكومة إيهود أولمرت في الضفة الغربية ، والتي تعد المبرر الأصلي لوجود هذه الحكومة، بل وحزب كاديما الذي يتزعمهquot;.

وأضاف يجب استخدام الحرب الحالية في غزة فرصة لإبرام اتفاق مع حماس يتعدى استعادة الجندي الأسير ، مؤكدا أن الاتفاق مع حماس سيكون أكثر قابلية للاستمرار من الاتفاقات المبرمة مع منظمة التحرير الفلسطينية، لكون حماس منظمة منضبطة تتمتع بهرمية بالسلطة وقادرة كما أثبتت في الماضي على احترام وقف إطلاق النار، حسب تعبيره.

إلى ذلك فقد أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية ، ان عدد القتلى منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة ، قد بلغ 193 فلسطينيا في حين بلغ عدد الجرحى 790 .