الياس توما من براغ: انتقدت الصحافية التشيكية يانا نوفاكوفا بقوة الدعم المالي الذي قدمته الحكومة التشيكية لإسرائيل أثناء عدوانها على لبنان والذي تمثل بإرسال تجهيزات للإطفاء بقيمة 2 مليون كورون. وكتبت في صحيفة quot;هالو نوفيني quot; المقربة من الحزب الشيوعي التشيكي المعارض بان تشيكيا بهذا الدعم المالي قد أصبحت شريكا في العدوان الإسرائيلي على لبنان وأن الحكومة في محاولة للتغطية على ذلك أمام الرأي العام العالمي قدمت دعما إنسانيا للبنانيين الذين كانوا يتعرضون للاعتداءات والقتل.

وأضافت أن ذلك لا يغير شيئا من أن دولتنا قد وقفت رسميا إلى جانب مجرمي الحرب مشددة على أن إسرائيل ومنذ بدء ظهورها تتصرف وبشكل منتظم كمعتدية على الدول العربية المجاورة كما أنها لا تحترم قرارات الأمم المتحدة التي تتعلق بها بسبب الدعم المتعدد الأوجه الذي تحظى به من قبل الولايات المتحدة.

وعددت الصحفية ممارسات إسرائيل في المنطقة العربية حيث أشارت إلى احتلالها للأراضي التي حددت للفلسطينيين بموجب قرارات مجلس الأمن في 1948 ــ 1949 وطردها أكثر من مليون من بيوتهم ثم انتقلت للإشارة إلى انه في الفترة بين 1953ــ 1955 قام اليهود بافتعال عدة خلاقات حدودية مع الدول العربية ثم شاركت إسرائيل بنشاط في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أما في عام 1967 فقد أثارت حربا عدوانية احتلت فيها مناطق واسعة من مصر والأردن وسورية ورفضت إسرائيل القرارات الدولية التي دعتها للانسحاب من الأراضي التي احتلتها.

وأشارت الصحفية إلى أن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وصفت في عام 1971 ما تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة بأنها جرائم حرب وكررت نفس الانتقاد لها في عام 1972 كما قامت إسرائيل عام 1978 بغزو لبنان وهكذا يمكن الحديث مطولا في سجل إسرائيل العدواني تجاه جيرانها الذي لا يزال مستمرا حتى الآن.

وأضافت الصحفية التشيكية : وهل يمكن التعجب بعد ذلك أن الشباب الفلسطينيين ومن بعدهم الآن اللبنانيين يطالبون باستعادة أراضيهم المسروقة ويقاومون بشكل منظم العدوان اليهودي والأبعاد من منازلهم والقتل ؟ وهل يمكن بعد هذا التعجب من أن الشباب الذين تربوا في المنفى والخوف المستمر من الاعتداءات اليهودية يتحولون وبشكل طوعي إلى قنابل حية ؟.

ووصفت ذريعة خطف الجنديين الإسرائيليين لتبرير الهجوم على لبنان بأنها واهية بالنظر للحجم الواسع للدمار الذي لحق بالممتلكات وبالحياة البشرية كما أن هذه الذريعة تعتبر غريبة وغير معقولة عندما نعرف بان إسرائيل تحتجز مئات الفلسطينيين واللبنانيين ليس فقط من الرجال وإنما أيضا من النساء والأطفال وترفض تبادلهم بالجنود الإسرائيليين.

وأضافت إن جمهورية التشيك تقدم دعما بالملايين لهذا المعتدي ، لمجرم الحرب الذي يرتكب دون رادع وبدون خجل جرائم ضد الإنسانية حددتها اتفاقات جنيف الخاصة بحماية المدنيين في فترة الحروب والاحتلال. وتابعت : quot;من الذي قرر إعطاء هذه المساعدة لإسرائيل؟ ومن أعطى الموافقة؟. لقد تم ومن جيوب المواطنين التشيك دعم المعتدي الإسرائيلي المجرم. لقد تم دعم تدمير البيوت وزهق حياة الناس وصحة المواطنين اللبنانيين الأبرياء والنساء والأطفال. إن هذا الأمر جريمة يتوجب مسائلة المسؤولين التشيك المعنيين عنها quot;.