مكسيكو سيتي : اضطر الرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس الى التخلي عن آخر خطاب حالة اتحاد يلقيه أمام الكونجرس اليوم بعد ان سيطر نواب يساريون يزعمون حدوث تلاعب في الانتخابات على منصة البرلمان ورفضهم السماح له بالقاء كلمة.وقبل فترة وجيزة من الموعد الذي كان من المقرر يلقي فيه فوكس خطاب حالة الاتحاد صعد عشرات من النواب الى المنصة وكان بعضهم يحمل لافتات تصف الرئيس بأنه خائن للديمقراطية.

ولم يحاول فوكس الذي سيترك منصبه في ديسمبر كانون الاول ان يقترب من المنصة وأصر على إعطاء نسخة من الخطاب الى مسؤولي الكونجرس.وهذه أول مرة في تاريخ المكسيك يمنع فيها نواب المعارضة الخطاب السنوي للرئيس وهو يمثل تصعيدا لأزمة تهز البلاد منذ انتخابات الرئاسة التي شهدت تنافسا حاميا في الثاني من يوليو تموز.

وقال مساعدون ان الرئيس سيتحدث بدلا من ذلك الى الأمة في خطاب تلفزيوني فيما بعد.وفي الشوارع الواقعة خارج مبنى الكونجرس قامت مجموعات صغيرة من المحتجين اليساريين بالقاء الحجارة والزجاجات على صفوف شرطة مكافحة الشغب ولكن لم ترد انباء عن وقوع اشتباكات خطيرة.ويتهم حزب الثورة الديمقراطية اليساري فوكس بالتواطؤ في عملية تحايل ضخمة في الانتخابات الرئاسية لمنح الفوز لفيليب كالديرون مرشح الحزب الحاكم المحافظ.

وأشيد بفوكس بوصفه بطلا للديمقراطية عند انتخابه في عام 2000 منهيا حكم الحزب الواحد الذي استمر 71 عاما كما انه مازال يتمتع بشعبية كبيرة مع اقترابه من انتهاء فترة رئاسته.ولكن الاضطرابات السياسية بشأن الانتخابات المتنازع عليها لاختيار من يحل محل فوكس قد تؤثر على تراثه.ويقول المرشح اليساري مانويل لوبيز اوبرادور ان الفوز سرق منه. وشل أنصاره وسط مدينة مكسيكو سيتي بسبب اسابيع من الاحتجاجات . وتوعد بجعل المكسيك بلدا لا يمكن حكمه اذا تم تأكيد فوز كالديرون.

ومن المتوقع ان يتعين تعيين كالديرون رئيسا منتخبا للبلاد خلال الايام المقبلة بعد ان رفضت أعلى محكمة انتخابية في المكسيك ادعاءات لوبيز اوبرادور بحدوث تحايل. وفاز كالديرون بالانتخابات بفارق 244 ألف صوت فقط من بين 41 مليون صوت.