كابول: قال حلف شمال الاطلسي ان قواته التي تحاصر مقاتلي حركة طالبان قتلت نحو 60 منهم في هجمات جوية وضربات المدفعية الثقيلة ومعارك برية يوم الثلاثاء في هجوم يرمي الى سحق تمرد للحركة في جنوب افغانستان. وقال الميجر كوينتين اينيس المتحدث باسم حلف الاطلسي quot;نحن نغلق الدائرة على طالبان. وضعناهم فيما يشبه الفخ.quot; وفي وقت متأخر يوم الثلاثاء قال ان تقديراته تذهب الى ان قتلى طالبان وصل عددهم الى 60 وذلك استنادا الى ملاحظات قوات حلف الاطلسي على الارض.

بدأ حلف الاطلسي في مطلع الاسبوع الماضي عملية ميدوسا وهي أكبر هجوم بري له على النشاط المتزايد لطالبان في اقليم قندهار وهو من معاقل الحركة الاسلامية المتشددة.

وتركزت العملية البرية في منطقة بانجواي القريبة من مدينة قندهار عاصمة الاقليم ويدعمها السلاح الجوي. وشهدت بانجواي سلسلة من العمليات التي شنتها قوات أفغانية وأجنبية خلال هذا العام. وهرب عدة الاف من المدنيين بسبب المعارك السابقة فيما يقول مقيمون ان الكثيرين لقوا حتفهم في المعارك التي وقعت في الاونة الاخيرة.

بدأت عملية ميدوسا بعد أن واجهت قوات الحلف مقاومة أعنف من المتوقع من جانب مقاتلي طالبان حين تسلمت المسؤولية الامنية في جنوب افغانستان من القوات التي تقودها الولايات المتحدة والتي توصف بأنها أكبر عملية برية للحلف على الاطلاق.

وكانت الخسائر في الارواح كبيرة. ويقول حلف الاطلسي انه قتل اكثر من 250 مقاتل وهو رقم شككت فيه طالبان. كما قتل في القتال خمسة جنود كنديين على الاقل و14 جنديا بريطانيا لدى سقوط طائرتهم في الهجوم.

وصرح متحدث باسم طالبان بأن العملية التي يقوم بها الحلف أسفرت عن مقتل مدنيين لكن اينيس لم ترد اليه تقارير عن مقتل مدنيين.

وقال محمد جيران وهو أحد السكان ان معظم القتلى كانوا من المدنيين واتهم قوات حلف الاطلسي والجنود الافغان باطلاق النار بشكل عشوائي.

وقال لرويترز من هاتف محمول من بانجواي quot;التفجيرات تحدث نهارا وليلا. اذا قتل مقاتل من طالبان يقتل معه ثلاثة مدنيين. في الايام الاربعة الماضية استشهد عشرة من أقاربي.quot;

وتابع quot;القوات المشتركة تطلق النار على أي شخص دون أن تتحقق ان كان من طالبان أم لا. أعتقد ان 20 من طالبان قتلوا. أما الباقين فجميعهم مدنيون ابرياء.quot;

ويقوم وفد من حلف الاطلسي يراسه الامين العام جاب دي هوب شيفر وقائد قوات التحالف لاوروبا الجنرال جيمس جونز بزيارة افغانستان للقاء الرئيس حامد قرضاي وغيره من الزعماء الافغان وتقييم الوضع على الارض.

ومن المقرر ان يصل الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى كابول يوم الاربعاء في زيارة مدتها يومان سوف تتضمن مباحثات بشأن التعاون في مكافحة الارهاب.

وهدد الملا داد الله القائد العسكري لطالبان باستهداف الصحفيين الذين ينشرون الحملة الدعائية للحلف. وقالت طالبان ان خسائرها تقدر بنحو عشرة قتلى.

ومن ناحية أخرى قالت الشرطة الافغانية ان ما لا يقل عن ثلاثة من مقاتلي طالبان قتلوا وأصيب اثنان في غارة جوية نفذها حلف شمال الاطلسي بعد هجوم على مكتب حكومي في اقليم هلمند غربي قندهار.

والقتال الدائر في أفغانستان هو الاعنف منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان أواخر عام 2001 .

وقتل هذا العام حتى الان أكثر من 2000 غالبيتهم من مقاتلي طالبان الى جانب عشرات المدنيين وموظفي الاغاثة ومئات من قوات الامن الافغانية. كما قتل أكثر من 115 جنديا أجنبيا.

ووصف قائد قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان اللفتنانت جنرال ديفيد ريتشاردز عملية ميدوسا بأنها حملة مهمة لكبح جماح طالبان وافساح المجال أمام عمليات اعادة الاعمار والتنمية.

(شارك في التغطية اسماعيل صميم في قندهار) من سيد صلاح الدين